18 ديسمبر، 2024 7:38 م

شهيد على أستار الكعبة

شهيد على أستار الكعبة

كلمات مضت عليها أكثر ثلاثة عشر سنة، ولازالت تراودني ولم تفرق من مخيلتي، تلك الكلمات العفوية التي صدحت بها حناجر الأوفياء ،وخرجت من قلوب صادقة، عند إستقبال الحبيب بعد المغيب، ” وينه الحاربك وينه صدام النذل وينه”.
نعم هكذا رفعت أصواتهم الصادقة كيان الجهاد والعزة والتاريخ، الإرث والماضي والحاضر، كانو يرون به مستقبل و أمل المحرومين، لأنه منهم و إليهم وعاش محنتهم، و عذب و سجن لأجل بقائهم، هاجر وجاهد و صنع الرجال الأبطال لخلاص أمته من الظلم والجور .
عن الحكيم مقصدي و سؤالي، محمد باقر الحكيم كيف كان ؟، مما تنقله الحاجة أم صادق حرم شهيد العراق الخالد، كيف كان يتمنى الشهادة وكيف أعطاه الله ما يريد لصدق نيته،و إيمانه بمعتقده، “إن الشهيد حينما كان يذهب إلى الحج يتمسك بأستار الكعبة ،يبكي ويطلب الشهادة ويرسمها لنفسه، فيقول رب ارزقني الشهادة في سبيلك لاكون قطعة قطعة في سبيلك “، نعم نال مراده حينما حلت الفاجعة الأليمة، في يوم الجمعة وفي غرة شهر رجب الأصب 1424 هجري، إرتحل الزعيم والمرجع كما كان يتمنى و هو يبتهل إلى بارئه عندما كان يتمسك بأستار بيت الله الحرام .
هز ركن الشيعة والتشيع في العالم ،عند سماع نبأ إستشهاده، رثته المراجع والعلماء والفضلاء، أصدرت القادة والحكماء بينات رثاء وتعزية، أقيمت له مجالس تأبين في كل مكان من العالم يتواجد فيه الأحرار.
توسم الأول من رجب من كل سنة هجرية بأسمه وبأسم الشهداء ،حيث تم التصويت داخل قبة البرلمان وبإسم الشعب ،الأول من رجب يوم الشهيد العراقي ، وأي عراقي انت يا شهيد المحراب ،قد مزجت الوطنية بعضها ببعض، كان الكل يهفوا إليك، وكنت فاصلا بين حكم الجميع ،كنت للسني أخ ،وللكري عضد، وللمسحي نظير، وللتركماني ناصر،ولكل فئة كنت عنواناً، كيف لا وأنت الجامع لكل تلك الأمور وأنت بأن الزعيم والمرجع.
لأستذكار الشهيد دين في رقابنا جميعاً، الأمة التي لا تحتفي بشهدائها لا تستحق الإحترام، الحكيم كان شعلة و نبراس يستضئ به المجاهدين، واليوم بأسمه للجهاد معنى وعنوان ونحن نخوض أشرس حرب إرهابية ضد داعش.