23 ديسمبر، 2024 1:11 م

شهيد المحراب وطوفان الفتنة!

شهيد المحراب وطوفان الفتنة!

تيار شهيد المحراب ليس حزباً سياسياً، وإنما هو جزء ناصع أخر لوجه المرجعية الرشيدة، والتي كانت ولا تزال صمام الأمان والعمود الفقرين للساحة السياسية في عراق العدالة والإنسانية، المتمثلة بدولة الإمام علي (عليه السلام)، يراد منها بناء بلد عصري عادل وشعب حر أصيل، وهذا جل ما أراده السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) أيام جهاده في جنوب العراق، ضد حكم الطاغية المقبور، فإستمرت المسيرة بعنفوانها.
محمد باقر الحكيم بطل الأهوار بقصبها، وبرديها ومشاحيفها، ومناضليها وهويتها الريفية العبقة، بطل الإعتدال وإنتزاع الحقوق المسلوبة، لإخوانه من جميع الأطياف، رجل المحراب والحوزة الشريفة، قائد كل الضرورات الوطنية، لتصحيح مسار الأمة، التي غلبت على أمرها، بسبب الطاعون الصدامي اللعين، فشكل دعامة حقيقية للدفاع عن العراق، من شماله وشرقه وحتى جنوبه وغربه، فكان الجواب الشافي لكل تساؤلات المظلومين، الذين باتوا معه في مشروع وطني صادق.
لقد إستطاعت الجماهير المناضلة بوحدتها، وإرتباطها بمبادئ السماء المقدسة، التي تشرب بها السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، أن تقف في وجه الطاغوت وتتحرك بإتجاه حريتها، لأن مناضلي تيار شهيد المحراب دخلوا العمل الجهادي بفخر وكبرياء، وتمكنوا من تغيير الواقع السياسي المرير، بالإيمان القوي والوعي ووحدة الصف، والإستعداد للتضحية والمواجهة، وترسيخ مبادئ العدل والعزة والكرامة، إضافة الى صمودهم الأسطوري، لتثبيت دعائم العقيدة الحسينية الخالدة.
القائد السيد محمد باقر الحكيم دعا الى التمسك بالثوابت الدينية والوطنية، وألا نسمح لطوفان الفتنة أن يجرفنا دون وعي، خاصة مع وجود شرذمة بعثية قمعية، كالتي أدارها النظام البائد آنذاك، لأنه متى ما انهار سد الوحدة والأخوة فلن يكون أحد بمأمن عن الغرق، لذا فقد أعطى السيد الحكيم (رضوانه تعالى عليه) للشعب، الدور الريادي لإدارة مشروع التغيير، لتقوم الأمة بواجبها تجاه أرضها، ومقدساتها وحقوقها وأبنائها.
إن روح الأمل هي من أعظم المعنويات التي تمد الإنسان بالقدرة على الإستمرار، في الحركة والثبات والصبر والتحدي، كما إن عملية تغيير النظام لشعب مقهور محروم، لا يمكن أن يتم بصورة صحيحة من خلال مشاعر مليئة بالحقد والإنتقام، وإنما من خلال الأخلاق لإرتباطها بعملية التغيير والتزكية والتطهير، لأن للشعب العراقي عدواً مشتركاً واحداً، فكان الشهيد السعيد بحق مفكراً ومرجعاً، لرأب الصدع الذي أصاب المجتمع العراقي.