كل سنة في يوم الأول من رجب، تمر الذكرى الأليمة لإستشهاد القائد “محمد باقر الحكيم”، حيث أصبح الكنية السائدة له “شهيد المحراب”، بعد إستهدافه من قبل الارهاب بتفجير من صناعة دولة عدوة للحرية، أشبه بإغتيال الممثل الأممي “سيرجيو ديميللو”، الذي تم إستهدافه بنفس الأسلوب في فندق القناة، الذي أصبح في وقته مقر للبعثة الدولية، بعد فرض الحصار على العراق .
هو محمد باقر ابن السيد محسن الحكيم، المرجع الديني الشيعي الكبير، وهو أيضا مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والتي تعد من قوى المعارضة العراقية التي عملت ضد النظام العراقي السابق، ويعد من أبرز القادة الشيعة في العراق، ولد عام 1939 م في النجف الاشرف، أُغتيل في التاسع والعشرين من آب عام الفين وثلاثة أثر التفجير الارهابي بعد خروجه من ضريح “الأمام علي” (عليه السلام) حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة الاخيرة له وراح ضحية ذلك التفجير الإجرامي ما يقارب من ثلاثة وثمانين من أتباعه .
معظم القادة الذين قادوا المعارك ضد داعش الإرهاب والتكفير، كانوا ضمن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق آنذاك، حيث أثبتوا للعالم أنهم لها، والشهادة رسم أعينهم، بل كان دعائهم في كل صلاة أن يرزقوا الشهادة، ونذكر السيد الشهيد “صالح البخاتي”، الذي أوصى بدفنه بعد إستشهادهِ جنب رفيق دربه، السّيد “محمد باقر الحكيم” وكان له ما أراد .
مارس التدريس في الحوزة العلمية في السطوح العالية، فدرّس كفاية الأصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف، كما مارس التدريس منذ عام الف وتسعمائة واربع وستون في كلية أصول الدين جامعة بغداد مادة علوم القرآن، وفي جامعة الإمام الصادق لقسم الماجستير في علوم القرآن أيضاً في طهران، وفي جامعة المذاهب الإسلامية درّس علم الأصول، كما إشترك مع “محمد باقر الصدر” في مراجعة كتابيه (فلسفتنا، واقتصادنا)، وقد وصفه الإمام الصدر في مقدمة كتاب اقتصادنا بــ “العضد المفدى”.
الاستقبال الجماهيري له كان بدايته منفذ الشلامجة وانتهى بمدينة جده أمير المؤمنين في النجف الاشرف مرورا بالمحافظات الجنوبية والفراتية في العاشر من الشهر الخامس لسنة الفين وثلاثة ورغم كثرة إنشغاله والتزاماته فقد أقام صلاة الجمعة في حرم أمير البلاغة وكانت الخطب التي القاها تصب في بناء الدولة غير متناسي بكيفية إخراج المحتل بالطرق السلمية ولا يريد زيادة الدم كون الشعب العراقي كان مثقلاً ومنهكاً كثيراً فقد كان لا يحبذ الصدام المسلح لانه لا يوجد صِدام مسلح دون دماء وهذا ما كان يخشاه .
أوكل المهام لأخيه بإستلام مهام المجلس الاعلى، ليتفرغ للدرس في الحوزة العلمية، ويكون طيع أمر المرجع الأعلى، الذي طالما كان يحض في السير وفق ما يراه المرجع، ويصفهم بأنهم الطريق لمرضات الخالق.