[email protected]
إعتمدَ السيد محمد باقر الحكيم, مبدأ تديين السياسة, كون السياسة جزء لا يتجزأ عن الدين, فالسياسة دون دين, لا تعني إلا حكومة تعتمد, على الأهواء الشخصية أو الحزبية الضيقة.
فِكر السيد محمد باقر, إمتداداً لفِكر والده, زعيم الأمة السيد محسن الحكيم, الذي كان يرى أن الدين, هو الإطار الذي يؤطر السياسة, ليجعل منها متحلية بالثوابت, إذ أن السياسة دون ثوابت, تعني نقص الرؤية, وعدم تحقيق العدالة, بل تتلاعب بها الأهواء لفئة, دون الفئات الأخرى, من مكونات الشعب العراقي.
و مما جاء في الجمعة الثانية, في النجف الأشرف 6/ 6/ 2003م” أن يكون الإسلام, ركنا أساسيا من أركان النظام المستقبلي، ولا يمكن التنازل عنه, كونه يرتبط بهوية الشعب، مع الضمان الكامل, لحقوق الأقليات الدينية, الموجودة على الأرض العراقية, لأن هذه الأقليات ترى أن الإسلام, هو الظل الظليل الذي, يحمي وجودهم من الاضطهاد والمطاردة”
كان السيد الحكيم قدس سره, يؤكِدُ على تشكيل الدولة, يشكلها العراقيون وقد كان رافضاً, أن تشكل السلطات المحتلة, مجلسا سياسيا يقوم بإدارة البلاد, وقد رأى سماحته, كما جاء ضمن الخطبة الثالثة المقامة في الجمعة الثالثة 12/ 6/ 2003م” إن تعيين المجلس السياسي، والمجلس الدستوري يكون بالتشاور, مع القوى السياسية والمحافل الشعبية” رأى سماحته “أن مجرد المشاورات لا يكفي، والتعيين لابد أن يكون, من قبل الشعب العراقي والقوى النافذة”
ضمن الجمعة الرابعة 20/ 6/ 2003م, تحدث شهيد الحراب, عن امور سياسية تشغل الشعب العراقي, ومنها الانتخابات من حيث يرى, أن تكون مستندة طرح المنظور الديني, ودور أهل الخبرة, والمواقع الاجتماعية في المجتمع, ليقوموا بانتخاب مجلس يأخذ على عاتقه, انتخاب حكومة تدير شؤون البلد، ورأى أن تحديد، أو اختيار أهل الحل والعقد, ويعني بذلك القوى السياسية المتصدية, في ساحتنا العراقية, إضافة أهل الخبرة, والمواقع الاجتماعية في المجتمع, ليقوموا بانتخاب مجلس يأخذ على عاتقه انتخاب حكومة تدير شؤون البلد.
بناءً على ما تقدم, فإننا كعراقيون لو تابعنا, بشكل موضوعي لخطابات, شهيد المحراب قدس سره, لاستنبطنا أن ما يسير عليه, تيار الحِكمة الوطني, بزعامة سماحة السيد, عمار عبد العزيز الحكيم, موافقاً لتلك الخطابات, فقد طَرح بناء الدولة, ضمن رؤية متوارثة, على ما اعتمده جده وعمه, بل أضاف عليها رؤيته, بالخدمة والاستقرار للبناء على تلك الأسس.
لقد كانت خُطب شهيد المحراب, تتناول بناء الدولة العراقية الحديثة, ومن أسسها الاستقرار, حيث لا يمكن للفوضى, التي انتشرت بسبب الاحتلال, وانتشار السلاح في الأوساط الشعبية, أن تُبنى دولة قوية.