صوت هائل مذهل، هو ذلك المشروع المدوي، الذي إنتعش بوجود العلاقة الوطيدة، بين القائد والشعب المقهور، في زمن دياجير البعث المظلمة، حيث أشاعت هذه القوة العفلقية، ثقافة الموت والخراب، التي لا تشق طريقها في الوسط والجنوب، إلا بأنهار من الدم والدمع، في الوقت نفسه، ولا تحفظ شيئاً من الأرض والعرض، على أن الحكمة تقول: (صنع دولة قادرة، على طحن المعارضين، سيكون حتماً مقدمة لتطحنه لاحقاً)،عليه كان مشروع شهيد المحراب، مع العراقيين ثروة حقيقية، للصمود والإنتصار! مقص بعثي أسود، حاول بشتى الطرق محو الهوية الشيعية، من خلال القضاء، على رموز الحوزة العلمية وطلابها، لكن ما لبث السيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد باقر الحكيم، (رضوانه تعالى عليهما)، أن وحدا الجهود والرؤى، لمحاربة الفكر الصدامي الدموي، وبعد إغتيال الصدر الأول، تسنم أل الحكيم زمام الأمور، فأعلن ثورة الأهوار الثائرة المباركة، بقيادته الحكيمة، في أيام كان للطاغية، خدم خونة خاضعون لحكم قاسٍ، لكنه ردد قوله مراراً: لن أتخلى عن ثروتي، وهي قلوب الجماهير!حاول الطاغية في إعلامه الأعمى، إقناع المشاهدين بأكاذيبه، بصور من معركة نصر زائف، شُنت بأسم العروبة والقومية، لكنها ما لبثت أن كُشفت حقيقتها، أبان الغزو الصدامي للكويت، وتبعثرت أجندات الأعداء هنا وهناك، لكن الأهوار بزعيمها الحكيم، وأبطالها المجاهدين، ضاعفوا من الأقوال والأفعال، فقاموا بتعرية النظام المقبور، وكشفوا جرائمه بحق الشعب، وحرياته وحقوقه، وظهر للعالم طغيانه وتسلطه، على رقاب الناس المظلومة، فكان يأكل 60 محارة من الخليج، في وجبة واحدة، والعراق يعيش حصاره، جوعاً، ووجعاً، وعزلة!مشروع شهيد المحراب، لمحمد باقر الحكيم(قدس سره الشريف)، لم يتوقع نتائج فورية، بإقامة دولة عصرية عادلة، لأنه يدرك تماماً، أن الشيطان إستباح الدم، لعقود من الزمن المنكسر، فالجوع والخوف يفترسان الإنسان، فظن الباطل أنه حق، لكنه في الوقت نفسه، يعول كثيراً على الجمهور، الذي بات صاحب المشروع والرسالة، وتحقيق الإنجاز، حيث تكلل بزوال الدكتاتور، فتعلم الشعب معنى إسترجاع الحقوق، بالإصرار والعزيمة، بعيداً عن خطر الطائفية والتهميش، فالعراق للجميع، وثروة بهذه الإقتدار، لا يفرط بها مطلقاً!مدرسة الحكيم رضوانه تعالى عليه)، ونضاله ضد الطاغية، مشروع مثمر، لأنه لاحق أهدافه بقوة وجهاد، مستمداً العزم من أصحابه، فهم ثلة مؤمنة مجاهدة، كأصحاب النهضة الحسينية، الثائرة على الظلم والطغيان، لذلك لم تخشَ هذه الجماعة الصالحة، من مواجهة الجبت والطاغوت، بل قدمت الغالي والنفيس، لأجل المشروع الرسالي، وإستنهضت كل الهمم، لمحاربة النظام القمعي، بلا خوف أو تردد، وفي النهاية تحقق الإنتصار الحسيني الإصلاحي، لأن المعادلة عند آل الحكيم: القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة!