19 ديسمبر، 2024 2:22 ص

شهيد المحراب في سطور

شهيد المحراب في سطور

الحديث عن الرجال والمواقف يحتاج دائماً الى رؤية موضوعية، وحس محايد ومنصف غير منحاز لهذا او ذاك، يفصل بين ما هو عاطفي وبين ما هو و اقعي وحقيقي.

الخوض في ترجمة الرجال تتطلب من الكاتب ان يترجم ما هو ملموس وواقع حال وليس من نسج الخيال، وهذه حقيقة تواجهنا ونحن نخوض غمار ترجمة لحياة اية الله المجاهد محمد باقر الحكيم (قدس سره) ، والقصد من وراء هذا للاطلاع على مسيرة هذا الرجل التي امتدت لاكثر من اربعين عاماً، لتعرف على مفاصل حياته وجهاده وانجازاته على الاصعدة الاجتماعية والسياسية.

ولادته كانت في مدينة النجف الاشرف في الخامس والعشرين من جمادى الاولى من عام 1358هجرية –1939م حيث النجف الاشرف موطن العلم والمعرفة والافضل من هذا تحتضن لمرقد الامام علي (عليه السلام)، وأسرة آل الحكيم من الاسر العلوية التي يرجعُ نسبها الى الامام الحسن ابن علي المجتبى (عليه السلام) .
نشأ أية الله شهيد المحراب (قدس سره)  وهو في تسلسل الخامس من بين اخوته التسعة، في احضان والده الامام الراحل محسن الحكيم (قدس سره) ، حيث التقى والورع والجهاد، فتشرب منذ نعومة اضفاره بمعاني الصبر والصمود، وعاش عيشة الفقراء وهذا هو نهج الصالحين، فكم من ليلة ويوم يمر عليه قدس سره وطعامه مع بقية افراد العائلة عبارة عن الخبز واللبن، والتمر والشاي والسكر، وغير ذلك من الوان الطعام البسيط، فكانت ولادته ومراحل طفولته الاولى متزامنة مع احداث الحرب العالمية الثانية وما تبعته من ويلات ومعاناة، في وقت كان فيه والده الامام الحكيم من كِبار المجتهدين في النجف الاشرف.

تلقى السيد الحكيم علومه الاولية في ما يعرف بكتاتيب النجف الاشرف، ثم بعد ذلك دخل في مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر حيث انها فيها الصف الرابع فتركها، بعد ان نشأت عنده الرغبة في الدخول لدراسة الحوزوية وكان عمره الشريف آن ذاك في الثانية عشر من عمره وكان ذلك سنة 1370 هجرية، بعد سنوات من الدراسة في حوزة النجف الاشرف على يد اساتذه ومراجع الحوزة العلمية امثال الامام الخوئي والشهيد محمد باقر الصدر واخيه السيد يوسف الحكيم (قدست اسرارهم) وغيرهم، وحاز على شهادة الاجتهاد وهو في بداية شبابه على يد المرجع الكبير اية العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين.

يعد الشهيد الحكيم نموذجاً فريداً، حيث استطاع “قدس سره” ان يجمع بين العِلم ودخوله بالدراسة الحوزوية وقد نال شهادة الاجتهاد و مباشرته التدريس بنفسه وبين النشاط السياسي والجهادي ضد الحكومات التي مارست القمع بحق الشعب العراقي، حيث لم يؤثر هذا على ذاك وهذا دليل على نبوغه وإِلمامه بالساحة بصورة عامة رغم قلة الوسائل المتاحة له آن ذاك، فدخل الساحة بكل ابوابها واصبح رقماً صعباً بين اقرانه وخصومه على حداً سواء و هذا ما جعله متميزاً عن الاخرين “قدس سره”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات