18 نوفمبر، 2024 2:51 ص
Search
Close this search box.

شهيد المحراب .. دماء تقتلع الوثنية

شهيد المحراب .. دماء تقتلع الوثنية

بين مجد صنعته أباة النفوس، ودفعت عنه القلوب، تجوهر بالنوايا، وواكب مدارس الأيات حيث زاد التقوى، وأمعان فطري في السنن، تنهل منه أن الحق ثقيل مريء، والباطل خفيف وبيء، يجسده أرادة وأخلاص يرافقك حيث المسيرة، توأمك عزيمة راسخة، تشدك حيث النهاية، تلك المسيرة هي مفاصل تأريخية مشرقة، لم توقفها الشكوكات الهابطة، أو تطالها يد النسيان، ولن تعدو عليها عوادي الضياع، فأختزلت أشراقاتها عند بابك وأستراحت في رحابك، كي تؤمها نافلة الشهادة.

ومابين رحلة علمية فاخرة زاخرة سيدي، تؤسس فيها الى مسيرة جذورها أيدلوجية ثابتة قوية زكية، ضمن منظومة شرعية وأخلاقية سماوية، تلتحق بالأفذاذ والأبرار، جعلتها سيدة المواقف والقول الفصل، تكمن في شرف الأسباب والغايات، فمزجتها بشرف السيرة والمواجهة، فأودعت فيها من روحك ودمك وبدنك ، مايجعلها في طليعة المواقف عند كل مخاض، فكنت حاملا للراية وربان سفينتها والرائد لقيادتها.

خلال تلك المسيرة سيدي، وعند أول الميدان، فبما نهلته من مدارس الآيات، كنت أنت من تختار البداية والخاتمة، فتخط اليها الطريق بالوقائع الساطعة والحقائق القاطعة، لئلا تكون رهينة الاندثار، ولتعد العدة في ذات الشوكة، ركنت الباحثين عن الترف، فوكزت ضمير الأمة بعد سكون وغفلة، وصفعت فخ الأطماع، وطمرت غياهب المنزلقات، ودككت هواجس الإحباط، وركلت عنها العقول المؤدلجة، ورفضت منها الخطابات المدبلجة، وفي وقت أزلفت البداية اليك، كنت سيدي قد رفدتها بحقائق من التأريخ، فصهرتها لتذيبها في بودقة المسيرة بنجاح.

من البديهي لمسيرة ناضجة سيدي، أن يعترضها أو يقف على قارعة طريقها القابعون في الزوايا المتدنية، والباحثون عن الحاضنة، والتائهون في سائمة المصالح وتسافل الأهداف، مذبذبين بين الهدف ودناءة الأحلام والغايات، أثيري المواقف، ومن أنزلق عن جادة الوطنية وسلك درب الوثنية، أنفضوا من حولك حين أدركوا أنك مجد كربلائي أدخرته السنن، أيقنت أن الوطن بحاجة لدم يمتد الى الأنبياء، يوازيه في المقدار، وينسجم معه في الأتجاه، كدماء مدارس الآيات وأبنائها.

فكنت أنت من أتل نفسه الى الجبين، لتفدي الوطن بذبحك العظيم، ولتنفق مما تحب، قد أعرت أوصالك الى القدر، ونثرت أشلائك كصفحات التأريخ تغرد فيها ملحمتك العاشورائية الرجبية، بعد أن عقدت راية اليوم براية الأمس، فمابينك وبين الركن والمقام، عقد وعقار لايناله اِلا الصابرون الفائزون ومن سلم تسليما كثيرا، ومن أيقن الفتح، وحطت رحاله عند كل فضيلة وأباء، من أن يؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.

فسلام عليك سيدي، وعلى تلك السيرة والمسيرة، وسلام على أوصالك وأشلائك، وسلام عليك يوم تبعث حيا.

أحدث المقالات