23 ديسمبر، 2024 5:02 ص

شهيد المحراب جهاد وشهادة ومشروع …

شهيد المحراب جهاد وشهادة ومشروع …

السيد محمد باقر الحكيمن لا يمكن حصر تاريخه الجهادي والعلمي بكلمات لا تتعدى الصفحة الواحدة، وحياته المملوءة بالعطاء، ومعارضة أكبر نظام إستبدادي عرفتهُ البشرية .الرحلة الأولى في حياته كان للعلم الأولوية، ومنها الإنطلاق لتطبيق النظرية، التي وضع أُسُسَها مع السيد محمد باقر الصدر، وتأسيس حزب الدعوة اللبنة الأولى في مسير الجهاد، ناهيك عن المسؤوليات الأخرى .معارضة النظام البعثي أوجدتها حكومة البعث نفسها، وإلا كان من المفترض من الحكّام آنذاك، إستثمار العلم وتطويعه لخدمة المجتمع العراقي، الذي كان بأمس الحاجة في تطويع الأفكار، وجعلها تصب في بناء الوطن  بناءاً صحيحا، ينبع من داخل النفوس المحبّة للإنسانية، ورفاهية المواطن، وبناء الدولة، والدين الإسلامي وكما هو معروف من القرآن الكريم، أنه دين محبة وأخاء وسلام، وليس كما يتصوره صدام، ولو كان حكم البعث إسلامياُ، لما خشي من إنهياره بمجرد أفكار، فكيف إذا كان تطبيقاً عملياً، كما حاله اليوم وهو يواجه الفكر التكفيري، الذي ملأ الدنيا إرهاباً وتكفيراً وحروباً، لها بداية وربي يعلم متى تنتهي، ومسالة هجرة شهيد المحراب للجمهورية الإسلامية إلا بعد نفاذ كل الممكنات، من إصلاح نظام فاسد، والنتيجة معروفة للقاصي والداني، والأعدام نهايتها كما تم إعدام كثير من المجتهدين، وخاصة عائلة الحكيم! كان نصيبها الأكثر من بين العوائل النجفية  .الرحلة الأولى في إيران، كانت تجميع كل المعارضين العراقيين، ورص الصفوف وجعلهم أمة، وليسوا مشتتين، وكان له الفضل في تكوين لبنة أساسية، معارضة بالكلمة والسلاح معاً، وصل لخشية نظام البعث منهم ومن باسهم، جعل النظام يأتي بما يسمي مجاهدي خلق! ورعايتهم وجعلهم نداً لهم عناداً بإيران .  ترتجف الفرائص من ذكر إسم “محمد باقر الحكيم”، ومن المصادفات ولكون صدام يخاف منه فضح نفسه بالظهور على شاشة التلفزيون، وكلماته المستهزئة بأن الشعب العراقي لا يستقبل محمد باقر الحكيم! وكان العكس صحيحاً .وإن كنّا لم ننتفع من السيد محمد باقر الحكيم، ببقائه وتطبيق أفكاره على أرض الواقع، وبناء وطن يحضن الجميع، سارعت أيدي الغدر له، ليذهب الى ربه شهيداً، فقد بقي المشروع الذي عمل له كل السنين التي قضاها في الغربة، وهذا المشروع من أبجدياته أن تعيش حراً كريما في دولة عصرية عادلة، وهذا كان حلمه، ولكن كانت أُمنيته أن يلبي نداء الشهادة، التي طالما تمناها في دعائه المستديم في كل صلواته .