19 ديسمبر، 2024 5:14 ص

شهيد المحراب بقلم سيّار الجميل

شهيد المحراب بقلم سيّار الجميل

أعجبني وأراحني كثيراً هذا الكلام للاستاذ الكاتب والمؤرخ ،سيّارالجميل،حول السيد محمد باقر الحكيم”قده”بعد استشهاده،ولقد أجاد فيه الكاتب قولاً ووصفاً،فأرتأيت ان لا افوت مثل هذا الكلام،فالاجدر بكل مثقف عراقي قرائته والاطلاع عليه.

قال الكاتب:(كان سماحة السيد محمد باقر الحكيم”قده”يحب العراق كمحبته آل البيت،وقد علمته السنون وتجارب الايام كيف يكون واقعياً ومعتدلا في كل المعالجات.. لقد جذبتني اليه مواصفاته وتفكيره قبل أي شيء آخر وتمنيت على كل رجالات الدين في الاسلام اليوم ان يكونوا مثله!
لم اكن في يوم من الايام تابعاً له او من هيئته او من مريديه ولا من طلبته او زملائه ولا من اعضاء منظمته السياسية المعارضة والجميع يعلم انني من مدينة الموصل ولست من الشيعة الاثني عشرية التي اقدرها حق قدرها واتعمق علميا فيها وبتواريخها وباجتهادات  مرجعياتها العليا.
…رجل ناضل وانتظر صابرا محتسبا وعاد بعد زمن طويل ليقبّل تراب العراق ثم يرحل سريعاً في كارثة سوف لن ينساها تاريخ العراق ابدا،رجل يشبه القديسين تجمعني واياه ارض واحدة وهدف واحد وغايات مشتركة،علماً بأن فكري ربما لا ينسجم مع آخرين من رجال الدين،ولكن سماحة محمد باقر الحكيم كان استاذا ومفكرا وعالما ومناضلا.. .
هذا الرجل الذي ناضل نضالا ساخنا وجاهد جهادا رائعا لا هوادة فيه،وعّرض نفسه واهله وبيته للمخاطر يستحق منا جميعاً ان نقف وقفة اجلال وإكبار له وللذكرى التي تركها بعد استشهاده.
وقد امضى من معترك حياته اكثر من اربعين عاما وهو يجاهد في العراق وخارجه من أجل ان يثبت للعالم بأنه كان على حق وان الدكتاتور الهارب وحزبه كان على ضلالة!
وكنت قد التقيت الرجل منذ سنوات في واحدة من العواصم التي كنت ازورها وكنت حريصا على فهم ما يفكر فيه،وقد وجدته متواضعا هاشا باشا لا يرغب ابدا في الحديث عن نفسه،لقد بدأت الاهتمام بهذا الرجل وبافكاره وتابعت نضاله السياسي منذ اكثر من عشرين سنة.
وكنت اتابع بشغف شديد انشطة الرجل. ..
لقد كان نعم الانسان رفيع المثل والقيم عندما التقيت بسماحته في مؤتمرين اثنين اولاهما مؤتمر الفكر الاسلامي،وثانيهما اثناء رئاسته للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بصفته رئيسا للهيئة العامة لمجمع أهل البيت العالمي،فوجدت لديه اجتهادات رائعة وافكار في التسامح والتحليلات مسهبة في اوضاع العراق المأساوية.
لقد أثر في تفكيري وبدأت احترم كل افكاره فضلا عن كونه لم يمتلك اية حساسيات او عقد نفسية طائفية فضلا عن المرونة الفكرية التي يتحلى بها ويفتقدها الآخرون الذين اتمنى عليهم ان يتعلموا منها،ويتعلم من تفكيره كل أبناء العالم الاسلامي الذين هم بأمس الحاجة اليوم الى التضامن والتسامح والمرونة والاعتدال والعمل المشترك،بعيدا عن التعصب والتشنج والهياج والتطرف والهرطقة والارهاب والغباء السياسي.
لقد اتصف الفقيد بالذكاء والشجاعة والتقوى منذ بدايات الشباب،وكانت هذه الميزات قد أهّلته ليكون صديقاً للشهيد محمد باقر الصدر”قده”منذ اواخر الخمسينات وحتى استشهاد الاخير في العام ١٩٨٠.. كما وكان قد كسب رضا مرجعية والده الامام السيد محسن الحكيم”قده”،ويتعرف عليه الامام روح الله الخميني فينال ثقته،فيصفه بأنه”الأبن الشجاع للاسلام”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات