لم يكن يوم ما, بخيلا اوصادا بوجهه اوعلمه عن مريديه ومحبيه, بل كان طبعه وطبيعة, تلك الأبتسامة العلوية, والبشاشة المحمدية التي أكتسبها من بيت تربى فيه على الحب والتقوى, الا وهوبيت المرجعية.
كريم سخي, معطاء بلاحدود محب للخير لجميع العراقيين دون التميز بالعرق اوالطائفة اوالقومية, مضحيا بنفسه قبل الأخرين لم يشح بعلمه او بجاه الذي ورثه من تلك السلالة الكبيرة ال الحكيم بيت المرجعية المعطاء.
شهيد الحراب, هدية السماء الينا, أسرة الحكيم من العوائل العلوية العربية العراقية المعروفة, برز منها كثيرا من العلماء والأدباء والمفكريين, الهدية الثمينة بلاثمن محمد باقر الحكيم, لم يكن يعتقد أن في يوم ما أن الكنوز والأحجار الكريمة بلاثمن,لكن الذي حصل أن المولى أهدى الى العراقيين كنز بلاثمن لايقدر بسعر اويقيم بمال عالم جليل اديب كبير مجاهد فارس قائد وراث لايميل عن الحق اويجامل على حساب دماء العراقيين اوحقوقهم ,أنه حكيم زمانه وقائد بدرها في الوغى شهيد الحراب محمد باقر الحكيم.
الحكيم أراد بناء دولة العدل والتمهيد لدولة الالهي المنشودة, اراد بناء العقل والفكر قبل بناء الجدران, رسالة لاحياة مع وجود الظالمين ولابناء بوجود المستبدين, سعى بكل جهد وقوة الى غربلة العقول في بلاد المهجر حتى يضمن بناء قاعدة تتولى زمام الأمور عند عودتها وقد رجح ميزان لبها.
لم يكن في يوم من الايام محب لنفسه بقدر حب الخير لغيره من المجاهدين والعراقيين الذين تقطعت بهم السبل, عاش وهو يحمل على ظهره هموم بلد جريح ممزق بين الحروب والجهل المركب, الذي فرض عليهم بفعل فاعل, غسل للعقول وتدليس للمأثور من تراثنا الأسلامي المشهور كانت هذه سياسة أعدائه وخصومه الذين قاتلهم باليد والكلمة في جميع أصقاع العالم لينقل مظلومية شعب يرزخ تحت سياط حاكم مأجور.
كنز ثمين هدية السماء الينا, لكن لم نوفق للأستفادة من فيض علومه وتوجيهاتة,عاد وهو كعادته في التعلق بأستار الكعبة طلبا للشهادة, تعلق بشباك جده أمير المؤمنين يرشد وينصح ويضع اللبنة الأولى لبناء وطن ممزق وعقل مشتت, اراد لملمت تلك الأوصال وبنائها وفق نظرية عدل علي وكرم الحسن وبطولة الحسين, وزهد السجاد وعلم الباقرالا أن يد الغدر طالته وهو في حضن جده الأمير لنفقد تلك الهدية التي قدمت الينا بلاثمن.