23 ديسمبر، 2024 3:44 م

شهيد المحراب الغائب الحاضر – 1

شهيد المحراب الغائب الحاضر – 1

بسم الله الرحمن الرحيم ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لايضيع أجر المؤمنين … صدق الله العلي العظيم اليك سيدي ياأبا صادق … أيها الباقر الحكيم ..لقد انتهت مسيرة الآلام … مسيرة العذاب … مسيرة الهجرة الى الله … مسيرة الجهاد الى الله … هذه المسيرة التي بدأتها قبل أربعين عامآ … أيها القائد الفذ … لقد انتهت هذه المسيرة المباركة متوجة بالشهادة …. انتهت عن أقرب طريق … انتهت بالعاقبة الحسنة …… في مثل هذه الأيام امتدت يد الغدر والخيانة لتنال من دين محمد ص بقتلها العالم الرباني والخليفة القرآني .. امام الأمة .. سليل المرجعية .. المفكر الاسلامي والقائد الميداني شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) … وجمع كبير من صحبه واخوانه المصلين من شعبنا العراقي المظلوم في حرم أمير المؤمنين علي عليه السلام . لقد هوى نجم من نجوم آل محمد مقطع الأشلاء .. تبكيه السماء .. وتشكو حال الشهيد المظلوم بأي ذنب قتلت ؟! ليهتز معها عرش الرحمن ، ويبشر بها الصابرين بمغفرة ورضوان وجنة نعيم والعاقبة للمتقين الحديث عن شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره ) حديث ذوشجون لمن عاش حقبة الجهاد والهجرة في سبيل الله ولمن رابط وعمل وكان في خدمته واغترف من معين حديثه وحكمته .. . لقد كان السيد الشهيد رضوان الله عليه شخصية جامعة بين العلوم الفقهية والتصدي لقيادة الأمة ، وتميز منذ صباه بدماثة الخلق وحسن الأداء وعلامات النبوغ ، وكان صابرا مجاهدا في أحلك الظروف وأشد المحن ، ولم يكن ذلك غريبا على هذه الشخصية التي ترعرعت في بيت العلم والفقاهة وتفوقت على أقرانها لتصل الى مراحل البلوغ والكمال والاجتهاد لتشد من أزر المعلم الأكبر وتكون بحق الساعد الأيمن والعضد المفدى والصاحب والأخ للشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) ، لترتقي بعدها الى قيادة الأمة وتتصدى للعفالقة البعثيين وتتحمل الأذى في سجون النظام ومعتقلاته …. انتصر الحق وزهق الباطل وسقط النظام الصدامي ونصر الله عباده المخلصين وكان الشهيد الحكيم صادق الوعد مع ربه وشعبه …. ويأتي التغير في العراق الجريح وتنتهي معه حقبة من التاريخ الدموي والطائفي المقيت الذي ظل جاثم على صدور العراقيين لتبدأ معها بشائر الخير في التغيير لعراق تسوده الحرية والعدالة والمساواة !! .. تلكم الأهداف التي سعى اليها شهيدنا الغالي السيد الحكيم بعد ان تفاعلت معه الجماهير وضحت بخيرة أبنائها كما ضحى السيد الحكيم بعشرات من الشهداء الأبرار من عائلته الكريمة وتوجت قائمة الشهداء رضوان الله عليهم بروح شهيد المحراب الطاهرة ليبقى هذا الاسم رمزآ خالدآ وسرآ يكمن في محمد ذو النفس الزكية !! ، والدم الحسني الذي يبشرنا بالفرج القريب وظهور صاحب العصر والزمان الامام المهدي المنتظر (عج) لقد نذر السيد الشهيد نفسه الزكية للعراق كله والعراقيين على اختلاف ألوانهم ومذاهبهم وقومياتهم وكان همه الأكبر تحرير العراق وازالة حكم العفالقة ، وسعى طيلة حياته الشريفة الى تأسيس الجمعيات والمؤوسسات والاتحادات الاسلامية والخيرية والاجتماعية والحقوقية خدمة لأبناء شعبه ودعمآ لقضية العراق التي حملها معه أينما حل وارتحل في زيارته السياسية الدولية المؤثرة التي انتزع معها الحقوق والقرارات التي كانت تدين النظام الصدامي وذلك بحكمته ودهائه كما كان الشهيد السعيد ندآ قويآ لهؤلاء الطغاة في تأسيسه للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي ضم معه معظم الأطراف السياسية الحالية ، ولم يهدأ له بال حتى قام بالتنسيق مع الفصائل الاسلامية الأخرى في توحيد العمل العسكري المسلح ضد طاغية العراق وحزبه المشؤوم ، وكانت ثمرة هذه الجهود فيلق بدر الذي ضم مجموعة العراقيين المجاهدين في الداخل والخارج والتي كان له الأثر الكبير في زعزعة أركان النظام واضعافه . قد يعجز القلم في التوصل الى مخزون المعرفة ومكنون العلوم والتفاصيل الدقيقة لشخصية الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه ولكني سأحاول أن اتناول في الجزء الثاني أهم الجوانب السياسية والجهادية لهذه الشخصية الفريدة من خلال أحاديث وكلمات الشهيد السعيد في مختلف المناسبات لنربط الماضي بالحاضر ونجدد العهد والوفاء لهذه الشخصية التي أعطت الكثير وبقى تأثيرها حاضر حتى بعد أن توفاها الله …. رحمك الله يا أبا صادق والسلام عليك وعلى روحك وعلى جميع الشهداء الذين سقطوا معك على أعتاب حضرة أمير المؤمنين علي (ع ) …