23 ديسمبر، 2024 8:32 م

شهيد الأمة رجل في محراب!

شهيد الأمة رجل في محراب!

مسيرة كبيرة عظيمة بكل تفاصيلها مليئة بالتضحية والصبر والتحدي، فكانت الإستجابة على قدر النداء، فلم يبحث عن الزعامة والرئاسة، بل أنهما من بحثا عنه صاحب رؤية ثاقبة تتميز بالعمق والإيجابية والعدالة، إنه ضمير عملاق تطمئن له الخاصة والعامة من الشعب، رسالته الجهادية ومعه دماء مناضلي الأهوار، صنعا حريتنا ومستقبلنا وعراقنا.
قائد لم يطرح مشاكل بل أطلق حلولا، فأستحق الإحترام والسيادة في اللهجة والمهجة، عالج النقائض في سياستنا بإعتدال لامتناهٍ، وأقتلع جذور الفتن والتناحر والتفرقة، وأبدلها بأجواء المحبة والتآلف والوحدة، مما أثار حفيظة الحاقدين.
بعيداً عن الطائفية والمذهبية نادى بحقوق الشعب العراقي بكل أطيافه، وأكد بأن أفضل طريقة للقضاء على النظام الطاغية الدكتاتوري، هو الثورة من الداخل ويقوم بها العراقيون أنفسهم، لأنهم يدركون خبث المخططات الخارجية الداعمة له آنذاك من أمريكا والخليج، وعليه كانت أراؤه في حلها ومحلها، وهي الكفيلة بإرجاع الحق والمستحق لأهلها.
ثقافة آل الحكيم عنوان ورصيد معرفي أصيل، للنهوض بواقع الامة التي أراد منها زعيم تيار شهيد المحراب، إعادة تصحيح التأريخ الخاص بالإرث الهائل، الذي تركه لنا أهل البيت (عليهم السلام)، وأن نعتمد دروسهم بطريقة الإستحضار الحي القادر على إحداث التغيير، وليس بطريقة الإستذكار، وهذا ما نجح فيه (رضوانه تعالى عليه).
لا يمكن لأنصار البعث العفلقي الدموي، أن يكونوا مثل أنصار الحرية من حملة منهج الإمام الحسين (عليه السلام)، الذين بذلوا مهجهم دون آل بيت النبي الكريم، وعمل الامام الحكيم على ترسيخ مبادئ الأخوة والتسامح، وأستمر نضالهم بقوة، فهم رجال مؤمنون عاهدوا البارئ، وصدقوا وعدهم بأن لهم الجنة فنعم أجر العاملين.
لقد أراد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) دولة عصرية عادلة، عمادها الحرية والإزدهار والعدالة ، لأنه لا يرتضي لبلد الخيرات، أن يعيش أهله تحت ظلم وفقر وإستبداد، كالذي عشنا أيامه السوداء (القائد الضرورة)، فالبطل الحقيقي للسلام، هو من يجعل شعبه متقدماً متعايشاً على السلم والأمان، لا على القتل والتهجير.
إما الذين يصطادون في الماء العكر ليصولوا طولاً، ويجولوا عرضاً، دون طائل يذكر، وكأنهم أقلام يتيمة تتباكى على صنمها الساقط، من أرذال البعث وساسة اللحظة، حين بدأ ينجلي عنهم زيف ما يدعون، فكادوا له ولبئس ما صنعوا.
القيادة الشرعية في الأمة هي قيادة الأحرار، لشعب بأكمله بلا تمييز أو طائفية، فلا حرية بدون بذل للدماء وإيثار للفداء، كما فعل سيد الشهداء (عليه السلام)، والتي صنعت أوطاناً للكرامة والإنسانية، في محراب ثوري مدو يزخر بالبلاغة والفصاحة، فكان بحق شهيد محرابه، كجده علي (عليه السلام)، وإنا على فقده لمحزونون.