ان شهوة الحكم ترى ان المجموع لها ويجب ان يفنى في سبيل طموحها، وهذا شأن من اضلتهم هذه الشهوة، فقد ساق نابليون امته لمجده، وقد اراق دمائها لأحياء ذكره وفتح اوربا لا لمصلحة وطنية بل جرياً وراء حلم الخلود، وقد يكون ادركه، لكنه خلود مخلوط بذكرى الشهوة اكثر منه بذكرى المجد، فما احرزه من المجد قد انقضى ولم يلبث الا كبرق خاطف ، هو بذاته بريق الشهوة الكاذبة، ولقد قال نابليون في اخر عمره “ياليتني ما ولدت”
لكن تأمل كيف إن العقول الهدامة في المتحكمة بالبلد تقلب الأحكام الطبيعية الى نقيضها فالمواطن الذى يريد خدمة وطنه بعقيدته الصادقة و بوطنيته الخالصة وبدون أي شهوةٍ كانت، هو المعذب ضميره والحائر قلبه ، لا يدرى إلى أية ناحية مقدسة يتوجه او جهة امان رسمها الدستور، اللهم إلا اذا قطع أوصال قلبه التي تربطه بوطنه وأصدر على نفسه الحكم بالنفي والتشريد لينجو ! ! !
نقلا بتصرف عن مذكرة دفاع للمحامي المصري مرقص فهمي كتبها عام 1934 ونشرها الدكتور وائل أنور بندق على صفحته في الفيس بوك بتاريخ 28/6/2024
وعند ربط هذه المذكرة بالواقع الراهن فهل يوجد أصحاب هذه الشهوة؟ الجواب نعم وسيكون مصيرهم مثل نابليون، الذي ندم على وجوده في الحياة بعد نال جزاء افعاله وتذوقه للذل والهوان، ولم يشفع له انه اصدر افضل تشريع وهو القانون المدني الفرنسي والذي ما زال قائما ونافذاً لغاية الان ، وهذه تذكرة لكل صاحب شهوة للحكم، بان عملك مهما كان في السياسة او القانون، فلن يشفع لك ويكون مصيرك مثل نابليون.

أحدث المقالات

أحدث المقالات