معنى شهادة الزور ، هـي ان يشهد الشخص خلافا للواقع والحقيقة ، فيجعل الباطل حقا والحق باطلا ، وليته كان قد سكت ولم يدل بشهادته .
شاهد الزور انسان كاذب وخائن ومفتري ، لايمكن الوثوق به في كل الأمور الحياتية ، وهو خال من اي التزام ، سواء كان هذا الألتزام ديني او فكري او حزبي ، وهذه مجتمعة تفرز اولا سلوكا اخلاقيا يعكس التزام شاهد الزور من عدمه ، في دينه وفكره ومعتقده ، لذلك نرى ان شاهد الزور يحيط نفسه بهذا الألتزام ليدلي بشهادته المزورة ، بل يستغله بالأدلاء لشهادة الزور هذه ، وبذلك فانه ارتكب مصيبة كبرى لأنه كذب وتجنـّـى فظلم الشخص الذي شهد عليه ، ووقف مع شخصا لايستحق المناصرة ، واعطاه ما ليس له ، وجرد شخص من حقه وتجنى عليه من دون وجه حق ، وفي نفس الوقت فانه شجع وعزز الطرف الآخر على الأستمرار في خطيئته وعمله المشين بدلا من مساعدته على اصلاح ذاته ، وبذلك فانه يكون قد ساهم بطمس الحقائق ، وضلل العدالة ، وشجع على تفشي الكذب والظلم ، التي هي من آفات تئاكل وتدمير المجتمع .
وحيث ان المبادئ الأنسانية تفترض على معتنقها وضوح الرؤيا ، ومناصرة الحق ، فعليه يدلي بشهادته متجاوزا كل علاقاته مع المجهول ، سواء كان من عائلته ، او من اقاربه ، او اصدقائه ، لأن نصرة المظلوم واجباً دينيا ، انسانيا ، اخلاقيا .
وشاهد الزور لحظة شهادته يتجرد عن كل ما له علاقة بالخلق والمبادئ والقيم ، بل انه يتمرد عليها لتحقيق لذة التزوير في داخله ، فلا يهمه ظلم المظلوم ،ـ وانما يهمه مناصرة ومحاباة الظالم .
وشاهد الزور يحمل دائما في يده وعقله معول الهدم ، والأنتقام حتى لمبادئ التزم بها كذبا وزورا ، لذلك ان تزويره لواقعة انتمائه تحتم عليه محاربة كل انسان قد يحمل نفس مبادئه
، وكثير من الناس الذين يدعون المثل ، والمبادئ ، والألتزام ، يحابون من هو باطل في ادعائه على الغير ، فتراه يلصق زورا بغيره من خلال ما فيه ، وهذا اشد انواع شهادات الزور ، بل ان هناك فريق آخر من الناس يسكتون ويلوذون بالصمت عن مناصرة الحق ، بل يتمادون اكثر الى تميعه ، خدمة لمصالحهم الخاصه ، وهذا نوع آخر من شهادة الزور .
ان شهادة الزور من الكبائر الاخلاقية ، ومن الموبقات المجردة من الأنسانية ، والتي هي انكار للحق ، وان عقوبة شهادة الزور في كل القوانين الوضعية الدولية هي جناية عقوبتها السجن لفترة زمنية يقررها القاضي حسب القضية ، وتصل احيانا الى الأعدام اذا ترتب على الشهادة اعدام المتهم .
شاهد الزور يدلي بشهادته بناء على مصالح شخصية بحتة ، اوانه قد باع ذمته لمن دفع له اكثر، وفي كلا الحالتين ، شاهد الزورهو الانسان الذي تخلى عن ضميره ، وتجرد من ، بل تنكر لكافة المبادئ الأنسانيه . وبالتالي .. فانه شخصا منبوذا من جميع النواحي الدينية ، والأخلاقية ، والأجتماعية .
انه شاهد الزور..انسان لايستحق الأحترام .