23 ديسمبر، 2024 6:30 م

شهر محرم بين تضحيات الامام الحسين وسياسات الظالمين

شهر محرم بين تضحيات الامام الحسين وسياسات الظالمين

تمر علينا  في مثل هذه الايام من كل عام ذكرى محرم وعاشوراء والتي نسترجع فيها تضحيات الامام الحسين ( عليه السلام ) وتلك الوقفة البطولية التي وقف فيها إمامنا الشهيد بوجه الظلم والطغيان وقال فيها كلماته الخالدة بوجه المفسدين الظالمين (( اني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله ، خرجت لآمر بالمعروف وانهى عن المنكر )) .
وفي كل عام نستذكر الوقفات والملاحم المادية والمعنوية التي سطرها الامام الحسين (عليه السلام) واصحابه وكيف انه لم يترك للظالمين حجة ولا قولاً الا دحضها بحجته وقوله والتي لم يتلقى امامها سوى السيوف والنبال والرماح بعد ان خسر معسكر الظلم كل ما بحوزته بل لم يكن لديه اصلا من يبرره لكي يقف بوجه سيد الشهداء سوى حب الدنيا وطاعة ائمة الظلال والحاكم الجائر الفاسد .
وهذا ليس غريباً على كل ذي لب بعد ان تبينت جبهة الحق واتضحت معالم الباطل في ذلك الحين .
إلا ان الغريب والذي يحرق القلب ان يأتي اليوم من هو العن من أولئك الظالمين واكثر منهم ظلماً وعدواناً ويتباكوا على الامام الحسين (عليه السلام) وينصبوا له العزاء ويقيموا المآتم تحت عنوان انهم محبون وموالون له بينما في حقيقة الامر هم ابعد ما يكونوا عن ذلك بل هم اكثر بطشاً ممن وقف بوجه امامنا واكثر قبحاً ودهاءً
نعم ، انهم سياسيوا اليوم وحكام اخر الزمان ، فنحن بتنا نعيش اليوم بين اوساط غابة مليئة بالوحوش الذين وصفهم امير المؤمنين عليه السلام ( اجسادهم اجساد الادميين وقلوبهم قلوب الشياطين ) .
فبين سارق وناهب وظالم وكاذب كثير الوعود الى قاتل وسفاك للدماء ولى بائع لخيرات البلد بل وبائع للبلد كله ، وهذا كله قد تجسد في من تسلط على رقاب العراقيين والذين صار نهجهم هو نهج يزيد ومعاوية  ,
فالشعب العراقي بات يعيش اليوم ومنذ سنوات تحت سياط الموت اليومي وصعوبات الحياة ونقص الخدمات والبطالة الى الخطف والابتزاز وصولاً الى النهب المنظم والصفقات المشبوهة المستمرة وتهريب المليارات على يد السلطة واحزابها من احزاب دينية وغير دينية حتى اصبحت السرقة والنهب هي الوضع السائد وخلاف ذلك هو حالة شاذة في ظل سياسة حكومة المالكي وباقي العصابات والتي اعتادت التلاعب والكذب بل باتت تعيش على ابتزاز العراقيين واهانتهم وتحقيرهم ، فلم يكتفي المالكي بكل ما جرى ويجري علينا من ويلات وظلم وحيف ومعاناة حتى جاء دور قوت الناس ( الحصة التموينية ) ليحاول قطعها عن مستحقيها بحجج واعذار اقبح من الفعل نفسه ونسي ان هذا الشعب يمر بمعاناة ومآسي لم تمر على شعب من قبل فأين هذا كله من الشعارات التي رفعوها ويرفعونها في كل مناسبة وخاصة في عاشوراء حيث استدراج عواطف الناس من اجل البقاء في مناصبهم الفارغة وكراسيهم العفنة التي ستكون وبالاً عليهم في الدنيا والآخرة .