18 ديسمبر، 2024 4:42 م

شهر محرم إغتيال الاسلام

شهر محرم إغتيال الاسلام

[email protected]
محرم شهرٌ من الأشهر الحًرم, جَعله المسلمين في صدر الاسلام, الشهر الأول للتقويم الهجري, فما الذي جَعل مِنه شهراً للحزن, بينما نرى كل الأديان وبعض القوميات, تُقيم الأفراح لبداية تقاويمها؟

جعل الخالق جَلَّ شأنه, السنة 12 شهراً, وجعل منها خمسة أشهر, حُرم القتال فيها, وقد أطلق عليه بعد واقعة كربلاء, بشهر عاشوراء من قبل الشيعة, لاستشهاد الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام, في اليوم العاشر منه, ولم يكفي مقالنا هذا, لتدوين كل زوايا مصيبة العاشر من محرم, لكثرة ما جرى فيها من جرائم, بحق آل البيت النبوي الشريف.

عام 60 هـ استلم الحكم في الشام, يزيد بن معاوية, خلافاَ لما تم الاتفاق عليه, بيم معاوية بن أبي سفيان, والحسن بن علي بن أبي طالب, عليهما الصلاة والسلام, وأخذ من أهل الشام بيعته, ما بين ترغيب وترهيب, ليطالب والي مكة أن يأخذ البيعة, من أهل مكة, ويشدد بذلك على الإمام الحسين, حتى وإن كان معلقاً بأستار الكَعبة, ما جعل من الحسين يعجلُ في الخروج يوم التروية, ويسير بعياله جِهة العراق, بعد أن أتت كتباً من أتباعه, أن يحضر وسيوفهم مشرعة لنصرته, إلا أن استشهاد مسلم بن عقيل بن أبي طالب, وسجن أتباع الحسين, قد أفشل الثورة وكُشِفَ أمرها, شَهَدَ اليوم الثاني من محرم, عام 61 هجرية, وصول الحسين عليه الصلاة والسلام, إلى أرض كربلاء.

عندما حاصرَ جيش المسلمين, قلعة خيبر اليهودية, طُرِحَ على الرسول الكريم عَلَيهِ و آله الصلاة والسلام, أن يقطع الماء عنهم, إلا أنه لم يوافق على ذلك الرأي, لوجود أطفالاً ونساءً ومسنين, داخل حصن خيبر, لكن ما جرى في كربلاء, حصارٌ لا مثيل له, فالحسين معه عياله ما بين نساءً وأطفالاً, ومع الرجال من أبنائه وأبناء أخوته, ممن جاءوا معه, مع من التحق به, يتجاوز عددهم المائة بقليل, مُنِع الحسين وعياله ومن معه, من ماء الفرات, وضرب عليهم طوق من جيش يزيد, بعدد فاق الأربعة آلاف, حسب أقل ما جاء في الروايات, ليبدأ ذلك الجيش بأمر من قائده, عمر بن سعد بن أبي وقاص, الحرب برمي السهام, ليقود الحسين عليه السلام, بعد النصح والتذكير, مع علمه بأنهم يعلمون من هو, وهل يحق له النزول على, بيعة يزيد بن معاوية, المعروف بالفسق والفجور, إلا أن الترغيب بملك الري وجرجان, قد أعمى بصيرة القوم, فأصبحوا لا يفقهون كلامه, ليستشهد كل من خرج للقتال, ولم يسلم حتى طفل الحسين, عبد الله الرضيع, ولا الغلام القاسم بن الحسن, بل زادوا على ذلك, حرق خيام العيال وسلبهم, حيث لم يبق عليهم سوى ما كانوا يرتدون.

مقولةٌ لعلي بن الحسين عليهما السلام, عندما سُئِلَ في الشام, من قبل المنهال بن عمر, بعد أخذهم سبايا ,كيف أمسيت يا بْنَ رسول الله فقال” أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون؛ يذبحون ابناءهم ويستحيون نساءهم, أمست العرب تفتخر على العجم, بأن محمدا منها, وأمست قريش تفتخر على سائر العرب, بأن محمدا منها, وأمسينا معشر أهل بيته, مقتولين مشردين فانا للّه راجعون.

إنها أبشعُ جريمةٍ إنسانية, جَرَت بحق الرسول الكريم, و آله عليهم الصلاة والسلام؛ حيث لم يحترم جيش يزيد, سيد شباب أهل الجنة, حسب وصف جده رسول الإنسانية, ولا أدري كيف يتم احترام, من يحترم حُرمَةً ولا جاهاَ, ويُقال أنه أمير للمؤمنين! لقد اغتالت الأمة إمام زمانها, طاعة لفاسق آثم.