انطلاقا من حديث النبي (ص) أيها الناس قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور.
الصوم واحد من الاركان التي بني عليها الإسلام، واحد من الدعائم التي بني عليها الإيمان، الإسلام كما في النصوص الشريفة اعمدته ودعائمه خمس، والجزء الأول من وسائل الشيعة ص١٩ فصاعدا مجموعة من النصوص الصحيحة التي وردة عن أئمتنا تتحدث عن هذا الجانب ، فسأل زرارة ابن اعين ( رض) الإمام الباقر( ع) فقال ( ع) : بني الإسلام على خمس أشياء( الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، الحج ، الولاية ) ، قال سيدي اي ذلك افضلهن؟ ، قال ( ع) : الولاية لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن ، لذا جاء في قوله تعالى ( فسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ، هذه توصيلها مع حديث النبي ( ص ) تعطي النتائج المربحه ، والنبي ( ص) من خلال الخطبة أراد أن يهيئ الناس من الناحية النفسية لاهتمام بهذا الشهر الكريم ، لأنه له أهمية وهو شهر الله سبحانه وتعالى ، وأقل شئ له ارتباط بالله ان يحترم ويقدس، نحن نقدس المسجد لأنه بيت الله ، وهكذا نحترم الكعبة لأنها بيت الله ، وهكذا شهر رمضان لأنه شهر الله سبحانه .
لذا علينا أن نعلم أن الجهل بالشئ قد يسبب العداوة له(( الناس اعداء ماجهلوا)) ، وقد يؤدي إلى عدم إعطائه حقه والمثل العامي(( الما يعرفك مايثمنك ) ) اي لايعطيك قيمتك الواقعية والحقيقية ، لذا لابد أن نبين منزلته ونقول :
١. شهر رمضان الوحيد الذي ورد اسمه في القرآن الكريم ، وهذا ان دل على شئ يدل على أهميته.
٢. الشهر الوحيد الذي فرض الله فيه الصيام من بين الشهور أعظاما لحقه .
٣. ورد في بعض الروايات ومن باب الاحترام لهذا الشهر ان لانسميه باسمه فقط، لا تقول جاء رمضان وذهب رمضان ، بل نقول أقبل شهر رمضان ، وذهب شهر رمضان .
٤. التصريح بافضليته كما ورد عن النبي ( ص) شهر هو عند الله أفضل الشهور………..،
لذااختص الله هذه الأمة المرحومة من دون الأمم السابقة ، بهذه الكيفية وكونه شهر بهذه التفصيلات التي عندنا الآن، وكما أكده وورد عن الإمام زين العابدين ( ع) في دعائه (( اللهم وانت جعلت من صفايا تلك الوظائف والخصائص تلك الفروض شهر رمضان ، الذي اختصصته من سائر الشهور ، وتخيرته من جميع الأزمنة والدهور، واثرته على كل أوقات السنة بما انزلت فيه من القرآن والنور ، وضاعفت فيه من الإيمان، وفرضت فيه من الصيام ، ورغبت فيه القيام ، وأجللت فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، ثم أثرتنا على سائر الأمم، واصفيتنا بفضله دون أهل الملل )) .وهذا ما جاء في وداع شهر رمضان المبارك في الصحيفة السجادية . لذا علة وجوب الصوم برواية الإمام الصادق ( ع) قال : (( إنما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير ، وذلك ان الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير ، وأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه ، فأراد الله تعالى ان يسوي بين خلقه ….)) .