8 أبريل، 2024 2:45 ص
Search
Close this search box.

شهر انقلاب البعث في العراق والشّام 8 شباط 8 آذار 1963م

Facebook
Twitter
LinkedIn

وقائع في ذكرى الشَّهر:
كرّت ثانية في غضون أيّام معدودة؛ صواريخ “كاتيوشا” قصفت قاعدة “التاجي” العسكريّة شَماليّ العاصمة بغداد، المُضيّفة للأنگلوأميركان، امس السَّبت 14 آذار، حسبما وكّدت مصادر أميركيّة وأمنيّة عراقيّة. وندد أمين عام “حزب الله” اللّبناني «حسن نصرالله»، بالضربة الأميركية التي استهدفت مواقع ومُنشآت عراقيّة ومدنيّة “إجتياحًا لسيادة العراق. وأن الجَّريمة الَّتي إرتكبتها قوّات الاحتلال الأميركي في العراق؛ بدأت تلاقي وستلاقي الاُجوبة المُناسبة مِن الحكومة والشَّعب العراقي”.
الجُّمُعة 13 آذار 2020م يوم شُؤم، إذ أفاد المُدير العام لمُنظمة الصّحة العالميّة الأثيوبيTedros Adhanom Ghebreyesus (مولود أسمرة في مِثل هذه الأيّام 3 آذار 1965م، أوَّل إفريقي يشغل هذا المنصب مُنذ 1 تُمّوز 2017م، وزير الصّحة في بلاده بين عامي 2005- 2012م، وزير الخارجية بين 2012- 2016م، رئيس مجلس إدارة الصُّندوق العالمي لمُكافحة الإيدز والسُّل ورئيس مجلس إدارة شراكة دحر الملاريا)، مُحذّراً أن مِن “المُستحيل معرفة متى يبلغ الفيروس ذروته على المُستوى العالمي، إن أوروبا حاليّاً بؤرة جائحة “فيروس كورونا (19-COVID)” العالمي، وعدد الحالات التي تسجل يوميّاً يفوق عدد الحالات اليوميّة التي سُجلت في الصّين خلال ذروة انتشاره”.
اليوم 20 رَجب 1441هـ مُنتصف آذار 2020م [40 يوماً قبل حلول شهر رمضان الفضيل، ابتهال برحمة الموتى حول العالَم، بينما أمس السَّبت 14 آذار، كتبَ في صحيفة “المُستقلَّة The Independent” البريطانيّة، المُراسل الحربيّ الصَّحافي الكندي Patrick Cockburn مولود جُمهوريّة أيرلندا في مِثل هذه الأيّام 5 آذار 1950م: “أن معركة عرش المملكة السَّعوديّة تأتي على رأس قائمة الصّراعات الجَّديدة الحاسمة، حيث أطلق وليّ العهد «محمد بن سلمان»، الذي وصفته مجموعة معجبيه المُتضائلة بالـ“زئبقي”، نوعاً مِن الانقلاب في القصر باعتقال عمّه «الأمير أحمد بن عبدالعزيز»، وابن عمّه الأمير «محمد بن نايف»، الذي اُزيح عن منصبه كوليّ عهد عام 2017م. وإن التاريخ لم يتوقف تماماً بسبب وباء كورونا، والأحداث الحاسمة تستمرّ رُغم تجاهلها، مِنها أحداث الشَّرق الأوسط باعتبارها السّاحة الَّتي تنظم فيها القوى العُظمى مُواجهات يخوضها وكلاؤها المحليّون”. كما كتبَ المُؤرخ الصَّحافي الفرنسي François Reynaert في مَجَلَّة L’OBS الخبريّة الاُسبوعيّة الفرنسيّة Le Nouvel Observateur، أنه فيما يثير فيروس “كورونا” الفزع في العالَم ، والمزاج العام ليس مُساعدا على الضَّحِك، مع تجاوز عدد الإصابات عالميّاً 140 ألفا، والوفيات أكثر مِن 5400، وانهيارأسواق الأسهم ودخول الاقتصاد في الإنعاش، فإن هناك مساحة للنكت لدى البعض (كيلو البقلاوة في شَماليّ العراق= سعر برميل نِفط منهوب مُهرَّب 30$ دولار). بينما احتفل اليهود يوم الثلاثاء الماضي بعيد المساخر والسُّكر Purim، الدِّيني يرتدون فيه أزياء أعدائهم].
​تلك بعض مُخرجات شهر حول العالَم.. هذه مُقدّماته في العراق والشّام خاصّة:
شهر انقلاب البعث الأميركيّ في العراق والشّام 8 شباط 8 آذار 1963م انقلاب البعث في العراق 8 شباط العسكريّ 1963م “عروس الانقلابات”، مُؤسّس حزب البعث «ميشيل عفلق» أسرع إلى بغداد ليبارك الإنقلاب الدّموي السّاقط بعد 10 شهور، ونهاية اغتصاب السّلطة باحتلال أميركيّ في ذِكرى مولد البعث نيسان 2003م، وبعد شهر واحد انقلاب “يوم المرأة العالَمي” 8 آذار 1963م عُرس بنات آوى، الإنقلاب العسكريّ القائم في الشّام مولد البعث؛ رقم 7، وأوَّل ما أصدر إنقلابيو 8 آذار ترفيع أنفسهم خارج القانون والاُصول العسكريّة، وترفيع «لؤي أتاسي» مُمثل الناصريين في اللّجنة العسكريّة. عينوه رئيساً لمجلس قيادة (الثورة!) رئيساً للدّولة، من رتبة عميد إلى رتبة فريق. وعُين «راشد قطيني» رئيس المُخابرات السّابق نائباً له بترفيعه من عقيد إلى لواء، وترفيع «زياد الحريري» نفسه مِن مُقدَّم إلى لواء وعُين رئيساُ للأركان العامّة، وترفيع «صلاح جديد وحافظ أسد» نفسيهما مِن مُقدَّم إلى لواء. وأوَّل ما أصدرت قيادة الإنقلاب الأمر العسكري رقم 2 تاريخ 8 آذار فرض حالة الطَّوارىء والأحكام العرفيّة. في اليوم الثاني للإنقلاب هبطت في مطار المزَّة العسكري طائرة عراقيّة تقلُّ وفد القيادة البعثيّة العراقيّة بقيادة «علي صالح السَّعدي» استقبلهم «صلاح البيطار» والقيادة القطريّة السّوريّة. في استراحة المطار أخرج السَّعدي مُسدسه من جيبه وقدَّمه هديّة لصلاح البيطار قائلاُ بأعلى صوته: “لقد قتلت بهذا المُسدس أكثر مِن مائة شيوعي”. فصفق له البيطار وجميع الحاضرين. على رأس الانقلاب «ناظم القدسي رئيس الجُّمهوريّة وعبدالكريم زهرالدِّين وراشد قطيني رئيس المُخابرات العسكريّة»، لإغتيال آخر نظام برلماني ديمقراطي في سوريا وُلد في النصف الثاني مِن العام السّابق 1962م، قاد الانقلاب عضو اللّجنة العسكريّة السّريّة (المُؤلَّفة مِن إثني عشر ضابطاً سوريّاٌ بعثيّاً وناصريّاً معاً التي تشكلت في القاهرة بإشراف السَّفير الأميركيّ في دِمَشق «إلسوب» والمُخابرات الناصريّة والأميركيّة ضُمَ لاحقاً «أمين الحافظ الذي كان مُلحقاً عسكريّا في الأرجنتين وأصبح عددها الشُّؤم 13 عضواً) المُقدَّم «زياد الحريري» رفيق الأمين القطري للبعث «علي صالح السّعدي» العراقي في وَكالة المُخابرات الأميركيّة، مسؤول الثاني في CIA «فريد دانيال شقيق التاجر السّوري االمُقيم في سويسرا الَّذي هدّده بالموت إذا أفشى السّر كما ورد في مُذكرات «أكرم الحوراني» ج4 ص 3159). «خالد العظم» رئيس الوزراء في مُذكراته: “مَن يُصدّق أن «ناظم القدسي» رئيس الجمهورية وقائد الجَّيش السّوري يتآمران ويُشجعان الإنقلاب على نفسيهما). لم يعتقلا بعد الإنقلاب. وُضعا لساعات صبيحة 8 آذار في المستشفى العسكري ثم أطلق سراحهما. وفد قادة الإنقلاب إلى العاصمة دِمَشق عبر الحواجز العسكريّة بين القنيطرة قطع الإنقلابيون المتآمرون الذين إغتالو سورية الجمهورية البرلمانية الديمقراطية المسافة بين القنيطرة ودِمَشق 60 كم بفتح الطَّريق أمام قوّات مُؤازرة الإنقلاب القادمة مِن جبهة الجّولان مع العدوّ الصّهيوني بقيادة العميد «توفيق الشّوّا» والرّائد «سليم حاطوم»، توجّه «حاطوم» فورًا لإحتلال قيادة الأركان العامّة ومبنى الإذاعة والتلفزيون، كلاهُما في ساحة الاُمويين لإذاعة البلاغ العسكري رقم 1، بعد عزف الموسيقا العسكريّة الجنائزيّة: “قام جيشكُم الباسل بعون الله – وتلبية لإرادتكم بضرب أعدائكُم الإنفصاليين الفاسدين وعملاء الإستعمار بالإستيلاء على السّلطة إنتصاراً للحقّ والعدالة والوحدة العربيّة… وقل إعملوا.. إلخ” و«لودي شاميّة» تزعق: “مِن قاسيون أطلُّ يا وطني فأرى بغدادَ تُعانق السُّحُبا.. إلخ”، دون إطلاق رصاصة واحدة بدعم قائد اللّواء 70 المُعسكر في الكسوة (اللّواء «عُمر عودة») المُؤتمَن للدِّفاع عن العاصمة الَّذي كان ينام في منزله مقابل تعيينه مُلحقاً عسكريّاً في باريس. سلاح الطّيران بقيادة العميد «هيثم المهايني» إبن حي الميدان الدِّمَشقي ابن شقيق المحامي «نوري المهايني»، رفض الإستسلام ليومين وتمركز في قاعدة ” ضمير” الجَّوّيّة شرقيّ دِمَشق يُحلّق بطيرانه فوق دِمَشق ووزارة الدِّفاع والإذاعة والمراكز العسكريّة مُتوعداً الإنقلابيين لتتحرك القطعات العسكريّة البرّيّة ضدّ الإنقلاب دون جدوى ولم يبقَ أمامه سوى الإستسلام في سجن المزّة بدِمَشق مع الضُّبّاط: «فايز الرّفاعي، فايز منصور، مهيب هندي، هِشام عبد ربه، مُوفق عصاصة، عبدالغني النابلسي، عبدالغني عثمان، جورج محصّل، بسام العسلي، زياد علّاف، تيسير الطَّباع» وغيرهم. وتوالت برقيّات تأييد الإنتهازيين مخاتير القُرى وأحياء المُدن: (كما كان قبل شهر في بغداد الأوغاد: “سيروا ونحن مِن ورائكُم، وأضربوا بيدٍ مِن حديد يا أبطال جيشنا الباسل أعداء الشَّعب والوطن والمُفسدين ونحن والله معكُم !”.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب