23 ديسمبر، 2024 7:27 ص

شهداء..عانقوا الخلود في موت رائع

شهداء..عانقوا الخلود في موت رائع

تجرأت الكلمات في محاولة منها لوصف مَن تعجز عن وصفه،، لتبحر في بحر المعاني والأوصاف،، عملا بالقول المأثور: “ما لا يدرك كله لا يترك جُله”،، فمن تعجز عن وصفه لابد من وصفه،، ولأنها تدرك أن لزاما عليها أن تحظى بشرف ذكر هذا العظيم،، الذي ينادى الخلود بإسمه ويلهج بذكره،، وتنحني الدنيا إكراما له،، وتدين له المخلوقات،، انه الشهيد،، لحظة التسامي فوق دنيا الغرائز والشهوات،، وحب البقاء، واجه الموت ليحيى حياة لا يدركها الا من يذوق طعم الشهادة،، وليبقى ما مضى دهر وكان،، وذكره الفوّاح يبقى في الجَنان، فاختار الخلود في موت رائع،،
هو رمز الإيثار،، نذر نفسه شمعة تحترق ليحيا غيره،، جعل من عظامه جسراً ليعبر الآخرون إلى الحرية ،، الى السلام،، الى الوئام،، الى الإنسانية،، وهو الشمس التي تشرق لتزيح ظلام الجهل والحرمان والإضطهاد والعبودية،، وهو نجمة الليل إذا خيَّم بظلامه،، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه،، ولكن هيهات أن تصف من يعجز الوصف عن وصفه ، فهذا هو الشهيد…
في شعبان،، حيث كربلاء التضحية والفداء،، زُفت الى العلياء اقمارا، أنارت بضوئها ليل العراق الملبَّد بعتمة الجهل،، وظلام الإحتلال، وكتبت بدمائها بداية ملحمة : “لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد”،، وأطلقت بصوتها الدوي صرخة الرفض والإباء،، “مثلي لا يبايع مثله”،، لتنزل صاعقة على رؤوس المحتلين والأدعياء،، فعادت وعادت في حينها كربلاء،، كوكبة من الشهداء إمتطت روح التحدي لتثخن المحتل بمواقفها وإبائها وعنفوانها وصمودها جراحا لن تندمل….
شهداء المبدأ والأصالة،، شموع احترقت من أجل أن يحيى العراق،، وتسود الأخلاق،، ويعم السلام،، ويهنأ الأنام، وتشرق شمس الإنسانية والحرية والوئام على أرض الأنبياء وشعب الأوصياء،، ومهد الحضارات،، وقبلة الأوطان،، وتعود البسمة على شفاه الأطفال التي سرقها المحتل ومن سار في ركبه…
شموع احترقت من أجل أن ينتصر الفكر والعلم والدليل العلمي ونصرة الحق المتمثل في الدفاع عن المرجعية الرسالية المبدئية الوطنية الجهادية للمحقق الصرخي،، التي رفضت فساد المحتل واذنابه،، والتي تخوض اليوم معركتها الفكرية في دحض الفكر التيمي الداعشي القمعي الإقصائي وكشف ضلاله وفساده وانحرافه وخرافته وإرهابه وإجرامه،، فزفَّت الى ارواح شهداء العراق بشرى انتصار الفكر على الجمود والتحجر،، وانتصار العلم على الجهل،، وانتصار السلام على الإرهاب،، والإنسانية على الساديّة…
وتستمر قوافل الشهداء في عراق الرفض والإباء،، تزف اقمارها لتعانق العلياء،، وتنير بضوئها ليل العراق الحالك، وتحرق بشعاعها خيوط الجهل،، وحبال الفساد،، ورايات الضلال والفكر التكفيري،، وأردية المتسترين بالدين،، وأقنعة المنافقين،، ومخالب الفاسدين،، فتشرق الشمس من جديد،، ويبزغ فجر العلم والحرية والإنسانية والسلام،، في عراق خالي من الفساد والإرهاب والجهل والتبعية..