قبل أن أبدء بالولوج إلى صلب المقال, لا اعلم إلى أي نوع من أنواع الجنس البشري ينتمي القتلة والمجرمون, وهل يصل حد الإجرام بهؤلاء الشياطين إلى أراقت دماء الأبرياء بهذا الشهر المقدس, الذي جعله الله باباً من أبواب الدخول إلى رحمته الواسعة التي لن تشمل هؤلاء المجرمين بطبيعة الحال, لأنهم لا يستحقون الرحمة الإلهية بعد أن تجاوزا كل القيم والأعراف السماوية منها والأخلاقية والإنسانية, في صباحٍ رمضاني عاود الإرهاب مرة أخرى لكي يضيف أرقاما جديدة لقائمة الشهداء والأرامل والأيتام, وكأن هذه الأرض ومنذ حادثة قابيل وهابيل إلى يوم يبعث الله من في القبور, ستبقى متعطشة ولن ترتوي إلى من دماء العراقيين الأبرياء الذين ابتلوا بالإسلام المزور والمحرف لأبن لادين والزرقاوي وغيرهم من الأسماء التي لا تجد لها مكاناً في خارطة الإنسانية, لكن الطامة الكبرى هناك مؤسسات دينية وحكام وشعوب تؤيد بصورة مباشرة وغير مباشرة ممارسات هؤلاء المجرمين, لسبب بسيط إنهم يستهدفون طائفة تمثل الإسلام الأصيل إسلام محمد وآل محمد(ع), لذلك سيبقى التشيع مستهدف كما كان مستهدف على مر التأريخ لكونه يمثل الخط الحقيقي للقيم الإسلامية الأصيلة, ويكشف الإسلام المزيف والانحراف العقائدي الذي أوصل الأمة إلى ما هي عليه اليوم من تخلف فكري يبيح قتل النفس البشرية لمجرد الاختلاف معهم بالفكر أو العقيدة, اليوم سقط عدد من الشهداء في مدن عراقية منكوبة بفقدها هؤلاء الأبرياء, الذين كانوا يجاهدون من اجل توفير الإفطار لعوائلهم برغم حرارة الصيف, أو لربما كانوا يمنون النفس أن يشتروا لأطفالهم ملابس جديدة يرتدونها بصباحات العيد السعيد, لكن لا يوجد سعيد على هذه الأرض سوى الشهيد الذي قتل مظلوماً وغادر إلى جنان ربه وهو صائم, شهداء صائمون غادروا اليوم بقوافل تكللها دموع الأهل والأحبة إلى ارض وادي السلام وهناك ينتظرهم شفيعهم وإمامهم الذي يعلم بحجم الألم الذي تركه رحيلهم بقلوب أهلهم ومحبيهم, لكن عزاء أهلهم انك هناك تستقبل قوافل الشهداء, وتمسح عنهم دماءهم التي سالت على أديم عراقك ياعلي وتسقيهم بكفك شراب الخلود لتطفئ به حرارة الصوم وحرارة الجرح وحرارة الشظايا العمياء كبصيرة القتلة التي لا ترى سوى منظر الدماء والقتل والوحشية الحيوانية التي يرتدونها هؤلاء اللعناء, شهداء صائمون وإفطارهم رحمة من الله ورضوان وجنات الخلود, وقاتليهم إلى حيث يمكث القتلة والطغاة ودعاة التكفير في جهنم وعذاب اليم, أيها الشهداء الصائمون عندما نذرف الدموع فأننا ندرك إنها أمطار الوجدان الإنساني التي تسقي أرواحنا حباً لأمير المؤمنين(ع) الذي سنفجع بذكرى استشهاده في هذا الشهر المبارك, فسلامٌ عليك ياعلي الصوم والعبادة والعدل والشهادة وسلامٌ على الشهداء الذين ساروا على نهجك واستشهدوا على ولايتك شهداء صائمون.
[email protected]