23 ديسمبر، 2024 2:37 م

شهداء الناصرية …لماذا يتناسهم البعض.

شهداء الناصرية …لماذا يتناسهم البعض.

الناصرية …الشجرة الخبيثة العصية على كل قدم همجية ومدينة المليون عريف النازفة دوما بدماء أبنائها السخية حتى العظم بأرواحهم.مدينة الطرب والحب والنواح والابوذيه مدينة الحرية  والسياسة والصخب حاضنة الفرات وجديلة الجنوب الذهبية .

الواهبة بلا حدود المضحية بلا عدد تزدان شوارعها بيافطات الحزن اللامنتهية العازفة بسكون لياليها قيثارة نواح الأمهات وعويل الوالدات وانين الثكالى .

هذه مدينة اورنمو  مؤسس أور الثالثة ومدينة شولكي الشاعر والاديب العازف بسبعة أنغام  مدينة إبراهيم ومرسى سفينة نوح ومهبط كل قدسي هنا مرت جحافل الفاتحون وهنا استكان المثنى بن حارث لشيباني من هنا مر الإمام علي الولي ذاهبا لقتال المارقين وهنا  حط رحالة كل شارد ووارد من طيور الخضيري إلى غزلان الريم  إلى سمك البني والشبوط .هنا مدينة الحب والطرب تلك مدينة السمار والاهوار التي ما فتئت تنزف شبانا وشيبا  من اجل الوطن وكانت  رأس الرمح في كل ملمة وعند كل معترك .

هذه إلام المفعم ثدييها  بالعطاء والتضحية والتي كلما دنوت منها تفجرت غناء وطرب ورقصا والقا وبهاءا  .هذه الشجرة المثمرة التي ماراق للبعض القها وسحرها فرموها حجرا ومذرا ووقاحة وسفاهة   وسموها الخبيثة وهي الطاهرة لأنهم يكرهون مايعلى ولايعلى علية .

 واليوم ونحن نخوض معركتنا مع الإرهاب وفي حروب طرد القاعدة والداعشيين قدمت الناصرية خيرة أبنائها وفلذات أكبادها  وكانت لها نصيب الأسد في تقديم قرابين  للعراق من اجل إن ينعم كل ابنائة بالحرية والأمن والمساواة .وتتطرز سماء المدينة وفي كل يوم تقريبا بكوكبا من شهيد أو جريح …فيهب أبنائها متلاحمين للقيام بما يلزم إكراما لهم .لكن الغريب إن سلطاتنا المحلية لا شأن لها بالموضوع وكأننا نقاتل في دولة أخرى وفي ارض غير ارض العراق.

لا ادري لماذا يتناسى المسئولين وبالأخص شهدائنا ولماذا لاتشارك السلطة المحلية بتشييعهم ولماذا لايقام نصبا لهم أو يسمى شارع أو زقاق باسمهم .فيما كان يحرص اغلب المسئولين وبالأخص من المرشحين الظهور وتصيد المشاركة بمثل هذه الفعاليات قبل الانتخابات…..بالأمس كان شهيدا شابا في العشرينات قضي في معارك تكريت وهو نجل إعلامي معروف قدم لمدينته الكثير وخرج أبناء الناصرية النجباء وفي ساعة متأخرة من الليل لاستقبال الجثمان عند تقاطع البطحاء وطيف بها شوارع الناصرية بموكب جنائزي مهيب .ورغم إبلاغنا عدد من المسئولين المحليين وماضجت  به شبكات التواصل بالدعوة  للحضور  إلا إننا لم نرى أحدا منهم .ولاحتى في مراسم التشييع والتوديع في اليوم الثاني .

أمرا حز في نفوس الكثيرين وشكل علامة فارقة من اننا ضحايا منسيون دوما وأننا مجرد أجساد بشرية تساق سوقا لينعم أصحاب الكراسي والمناصب  بنعمائهم .

ولكن صبرا بني ذي قار .. فلكم من الأجر والثواب ولكم من حسن العاقبة مما يسجل بأحرف من ذهب على سفر التاريخ العراقي المشرق الذي لوثة إذناب وإذناب. فدمكّمّ وعلى مر العصور كان الأغزر وجثمانيكم كانت الأكثر.. بكت عليكم الدنيا  ولم يبكوكم البعض الذين تاجروا بدمكم.. ويتاجرون بموتاكم.. وسيحشر ابنائكم شهداء الارض والوطن مع النبيين والصديقين عند مليك مقتدر ,وسيكتب التاريخ عنا وعنهم وستبقى الناصرية الشجرة الخبيثة رمزا لكل مقاوم ووبال على كل متكبر جبار  .