9 أبريل، 2024 11:03 م
Search
Close this search box.

شهداء الماطور

Facebook
Twitter
LinkedIn

أنتهى الصيف، وانتهت معركتنا مع الحر هذا الموسم.
 خرجنا من المعركة منهزمين، منهكين، خاسرين، حاقدين…
حاقدين على ماذا؟… على كل شيء…على الوطن، على الشمس، على الريح-السموم، على الكرة الأرضية وموقع العراق الجغرافي، على البلدان المجاورة، على صدام، على الحكومة، على الشهرستاني…
…الموسم القادم!…الله كريم…
قال الشهرستاني عدة مرات وسمعناه جميعاً: أن الكهرباء ستفيض عن حاجة العراقيين في سنة 2013 وأن العراق (سيضطر) الى تصدير الكهرباء الى البلدان المجاورة!…لأنها ستكون فائضة عن الحاجة…وين نوديها؟…نصدرها ونخلص منها!…
 أذن…ستكون-الكهرباء- أحد مصادر الدخل الوطني! لأننا سنصدر الكثير منها…وهي طبعاً غالية جداً، فبرميل – عفواً – كيلو واط الكهرباء يقدر بأضعاف برميل النفط !!…يالله…
على كل حال…2013 على الأبواب…وسنرى: هل نصدر أم نستورد؟ هل سنهزم حر الصيف…أم سيهزمنا وينتقم منا كما فعل في السنوات الطويلة السابقة؟
مصارعة الحر … هي قصة العراقيين وديدنهم اليومي في الصيف …يشاهدون في التلفزيون كيف تنعم بقية الامم بالرفاهية والسعاده وال…الكهرباء…وهم لا يزالون محتارين بالمولدات والامبيرات والوايرات.
 كثيرٌ من المسطلحات والتعابير ذات العلاقة بمشكلة الكهرباء التي ظهرت في العراق فقط. ليست موجوده في قاموس اللغه العربية ولا يعرف معناها الا العراقي. فمثلاً عندما تقول ان ماطور البيت (لطش)… فهذا التعبير لا يفهمه احد غير العراقي …ماكو واحد في العراق لم (يلطش ) ماطوره …ماطوراتنه كلها لطشت … والذي ماطوره لم (يلطش ) لحد الان فهو ليس عراقي.
 ولكي نمضي في حياتنا في العراق , لا نملك الخيار الا أن نستبدل جميعاً ماطوراتنه (اللاطشه) بماطورات جديدة … وهذه الماطورات الجديدة لطشت هي الاخرى فأستبدلناها بغيرها … وغيرها لطشت …فأستبدلناها .. وهكذا …
حذاري من الماطور …ياناس ديروا بالكم …على انفسكم وعيالكم واطفالكم …ان الماطور هو المسبب الثالث للموت في العراق. يأتي في المرتبه الثالثة بعد حوادث السيارات والارهاب في العراق
ما اكثر قصص ومآسي شهداء الماطور…
صديقي العزيز التقي في سوق الشيوخ, دخل بيتهم فوجد ابنته ذات الثمانية عشر ربيعاً والتي كان يسميها الملكة لجمالها وخلقها , وجدها ممدده جثه هامده بجانب الماطور …
وجيران اخي في التاجي , في فاتحة … ثلاث نساء كهرب الماطور احداهن والارض مبلله فأنتقلت الكهرباء الى اجسادهن وخرن صريعات الماطور …
وقصص كثيرة , بل اكاد اجزم انه لا يخلو بيت في العراق من حادثه مع الماطور المجرم … لقد قضى الماطور على اجيال غضة… فهذا الرجل او الشاب او المرأة أو الطفل من اللذين قضى على حياتهم الماطور لو قدر لهم العيش لخلفوا اجيالاً واناسيّ كثيرة وكما قال الله تعالى في كتابه
 (انه من قتل نفساً بغير نفس او فساداً في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)
فتلك النفس الواحده لو انها لم تُقتل فأنها تعيش وتخلف اجيالاً بعد اجيال .
 لماذا نحتاج الماطور؟ عشت في بلدان اخرى خارج العراق , والناس هناك لا يستعملون الماطور؟!…
 متى تتخلص بيوتنا من الماطور ؟ حتى نأمن على أنفسنا وأهلينا وعيالنا
اللهم انّا نعوذ بك من الماطور , ومن شر الماطور , ومن كهرباء الماطور … ومن ماء الماطور … ومن لطشات الماطور … ومن نتلات الماطور … وأذ كان لا بد من الموت ربنا…فلا تجعل ميتتنا بسبب نتلة … او لطشة من الماطور.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب