العراق الغالي هذا الوطن الذي توالت عليه ازمنة مختلفة تضمنت الكثيرمن الحوادث وتحمل هذ الشعب العظيم معاناة ومآسي لم يتعرض لها اي شعب في هذه المعمورة وسطر الاماجد صفحات حملت في طيها الكثير من المأثر والتضحيات بهدف ان يظل هذا الوطن عزيزا مزدهر.
والعمال الذين يشكلون الشريحة الكبرى في سوق العمل واليد القوية التي تساهم في البناء والتي قدمت من التضحيات ما لا يخفى على كل ذي عين باصرة وهم يشكلون النسبة العالية من الشعب .هذه الشريحة المنتجة والكادحة كانت ومازالت تقدم الشهداء وفي جميع الميادين رغم انها لم تتمتع بحقوقها التي ينص عليها القانون ويكفلها الدستور .
المأساة التي حدثت في محافظة كربلاء /ناحية الجدول الغربي شاهد على ان هذه الشريحة وبرغم ما تقدم لم تزل مهمشة ومغموطة الحقوق وان كانت تؤدي واجبها كاملا فأي تقصير ولوكان بسيطا سيحاسب عليه العامل البسيط واي تأخير عن وقت العمل سيؤدي الى استقطاع من الراتب البسيط وحين تحاجج يقول لك المسؤول وقت العمل واجب الالتزام به اما حين يتأخر العامل في عمله ويقضي ساعات اضافية لا تمام مهامه فلا احد يقول له شكرا ولا يضاف له اجرا…
انه عامل بسيط وما يهم في ذلك ….؟
لنكن واقعيين وقت العمل محترم وواجب الاداء والافضل الاداء بإخلاص تلك رسالة اخلاقية وانسانية وهي مبدأ كل عامل مجتهد …ولكن هذا العمل الذي يجب اداؤه على اكمل وجه اليس من واجب المؤسسة او الدائرة او الشركة حكومية كانت او اهلية التي يعمل اي عامل بها اليس من الواجب ان تهيئ مستلزمات الحماية ومعدات العمل على ان ذلك لا يؤخذ بعين الاعتبار فكثير من الاعمال تؤدى دون الالتزام بإيجاد وسائل الحماية ومحددات العمل …
الحادثة الاليمة التي اودت بحياة ثلاثة من شهداء العمل دليل واضح على اهمال وتقصير في ايجاد وسائل الحماية إذ ان العامل الاول تعرض الى الاختناق بغاز الميثان اثناء تسليكه احد الانابيب ما دعاه الى طلب النجدة من زميله الذي شعر بالاختناق هو الاخر فاستنجدا بالثالث الذي قضى نحبه ايضا…
اسأل كم هي الفترة التي استغرقها هذا الغاز ليقتل ثلاثة شهداء ,شهداء العمل واين كان المسؤولون الذين لم يعدوا قبلا مستلزمات السلامة والى متى تظل هذه الشريحة تقدم التضحيات …؟
اسأل …ان بعض المسؤولين استغلوا استغلالا شخصيا المنشآت والآلات والاراضي والمركبات بل ان بعضهم يوفر المركبات التي تخص الدائرة لخدمة اسرته واطفاله من الحضانة وحتى انتهاء الجامعة …انهم يستطيعون توفير ذلك لأسرهم ومصالحهم الشخصية بل وحتى لذوي قرباهم ومحبيهم والاصدقاء ولكنهم يعجزون عن توفير رواتب العمال او توفير مستلزمات العمل ….لماذا…؟
سيكون الجواب …لا يوجد رصيد ويضيف وكأنه يدلي بمعلومة ما سبقه احد بنشرها …هل ادفع من جيبي…؟
لا…لا…يا استاذ …لا يا مسؤول …لا يا مدير …ولكن اي عمل يستوجب تهيئة مستلزمات الحماية وفق قانون العمل والا فكلكم مسؤول وجميعكم محاسب .
هذه الارواح الطاهرة التي قضت بهذا الشكل الفظيع ,انتم مسؤولون عنها اجل اقول هذا بأعلى صوت ولا اخاف لومة لائم لأنها ليست المرة الاولى التي يدفع العامل او اي عنوان آخر وظيفي كان او عقد حياتهم ثمنا لغفلة المشرفين على العمل لعدم ايجاد وسائل الحماية .
الاتحادات العمالية المتعددة ماذا فعلت ازاء مثل هذه الحوادث … ربما ابنت الشهداء وكتبت لافتات النعي والحداد وربما زار مسؤول عمالي عوائلهم الثكلى …وبعد ذلك …ماذا ……؟
سؤال يظل معلقا وينتظر الاجابة….؟