23 ديسمبر، 2024 8:47 م

شهداء الحويجة وشهداء الحسين وصحبه – مقارنة موضوعية

شهداء الحويجة وشهداء الحسين وصحبه – مقارنة موضوعية

ليس في العلم والبحث العلمي  “واسطات” و”محسوبيات”,فلا يمكن ان تقيم النوازل التاريخية من قبل متعصبين او متعاطفين,ولكي تقيم حادث تاريخي ما,فلا بد  من ميزان موضوعي يستبعد فيه كل ما هو ذاتي او شخصي ,وخير ميزان موضوعي هو مقارنة النوازل بعضها مع بعض والخروج بتقييم لكل منهما نسبة للنازلة الاخرى.

يقول الشيعة بان ثورة الحسين ليس مثلها شيء,وينفخون في تلك الثورة ويحيكون عليها حولها من الاساطير ما لا يمكن ان يقنع به العقل الحديث والمنطق العلمي الرصين, ومقارنة بسيطة بين مجزرة الحويجة التي اقترفها المالكي وقواته في العام الماضي,مع مجزرة عاشوراء التي اقترفها يزيد وقواته,يظهر بان مجزرة الحويجة كانت ابشع واقسى من مجزرة عاشوراء,وان ثوار الحويجة كانوا اعلى منزلة من الحسين واصحابه,ربما سيغضب البعض لهذا التقييم,لكنه عندما يتابع التفاصيل التالية فانه ان كان ذو عقل سليم فسوف يعيد النظر بالتاكيد :

يقول الشيعة ان الحسين خرج لطلب الاصلاح في امة جده,وان هذا الاصلاح كان يقتضي ان يكون الحسين هو الخليفة او الملك او الرئيس,اي انه خرج لمنصب هو يرى نفسه احق به. بينما خرج اهل الحويجة من اجل اطلاق سراح اخوانهم ورفع الظلم عن العراقيين جميعا,ولم يخرج بينهم من ادعى انه يريد ان يكون رئيسا او ملكا على العراق.وفرق كبير بين من خرج في ثورة لكي يكون رئيسا وبين من خرج في ثورة لكي يرفع الظلم عن الناس.
يقول الشيعة ان يزيد كان ظالما وكان فاسقا,ويقولون انه كان يشرب الخمر وكان يقرب الغواني والراقصات ويحيي الليالي الملاح.لكننا عندما نجري مقارنة بين ظلم وفسوق يزيد ,وبين ظلم وفسوق المالكي,نجد ان يزيد كان ملاكا نسبة لظلم المالكي ورهطه.فيزيد لم يات بالاحتلال الروماني الى بلاد الاسلام,وانه لم يستعن بالرومان لقتل المسلمين حتى ينصبوه رئيسا عليهم,وانه لم يسلم نفط وخيرات المسلمين للروم لكي ينعم هو بالعرش,بل كان يزيد يقاتل الروم والفرس ويبسط دولة الاسلام شرقا وغربا.
واما من حيث شرب الخمر,فلم تكن محلات الخمر منتشرة في بلاد المسلمين  كما هي عليه اليوم في عراق المالكي,ولم يكن ضباط وقادة يزيد يرتادون الملاهي ويعاقرون المومسات كما يفعل قادة وضباط المالكي اليوم,وان يزيد لم يستدعي المطربة مادلين مطر لتغني شبه عارية في بغداد !!.
وهذا يعني ان كان يزيد فاسقا فقط,فان المالكي كان فاسقا وعميلا,وان كان الفسق هي ذنوب بين العبد وربه ,فان العمالة هي ذنوب بين العبد من جهة وبين بني قومه وبين الله من جهة اخرى,والعمالة ذنب لا يمكن ان يغفر الا بعفوا من بني قومه.ومعلوم عقلا  ان من خرج على حاكم عميل وفاسق اكبر واعلى منزلة ممن خرج على الحاكم لمجرد انه فاسق.علما ان يزيد لم يوقع اتفاقية خضوع ولا حتى اتفاقيات تحالف مع اعداء الامة من الروم  والمجوس,على خلاف المالكي الذي وقع اتفاقية انبطاح ارادي مع الامريكان,بالاضافة الى توقيعه عشرات اتفاقيات الاستعباد للايرانيين !.
يقولون بان الحسين خرج على يزيد لان ابوه قد ورثه الخلافة ,وانه لم يكن اهلا للحكم,ونحن نعلم بان المالكي يعد اليوم ابنه احمد لكي يرثه في الحكم,علما ان هنالك فرق شاسع بين خبرة يزيد في القيادة والحرب مع الروم,خصوصا وانه كان اول من ركب البحر وعبر لكي يفتح بلاد الروم,وبين احمد ابن المالكي الذي لم يذكر التاريخ واقعة سوى انه اعتدى على الصحفية “زهراء الموسوي” وعراها في شوارع الكرادة لا لشيء سوى لانها رفضت ان “تصادقه”,بالاضافة الى بعض بطولاته على سكان المنطقة الخضراء واصدقاء ابيه من الحرامية والمجرمين !.
وبالتالي فان من يخرج على حاكم يريد ان يورث ابنه وهو مجرد شاب تافه لا خبرة له سوى في التحرش بالنساء,هم اعلى درجة ممن ثار على رجل خاض معاركه مع اكبر امبراطوريات زمانه وهم الروم وعبر لهم البحر وهو ابن الصحراء.
هذا كان بالنسبة لاسباب وداوعي الخروج على الحاكم,ناتي الان الى موقف الثبات والصمود اثناء الثورة:
فالشيعة يقولون ان جيش يزيد عندما حاصر الحسين خاطبهم الحسين قائلا:اما ان تتركوني اعود الى المدينة,واما ان تتركوني لاذهب الى يزيد بنفسي,او ان تتركوني لكي اذهب الى احد ثغور المسلمين اجاهد فيها هناك.اي انه بمجرد ان راى جيش يزيد وقد اصرّ على منعه,فانه تنازل عن الثورة وعن البيعة. بينما نرى ان ثوار  الحويجة بالرغم من محاصرة جيش المالكي لهم,ورغم معرفتهم اليقينية بان المالكي قد اخذ الضوء الاخضر من الامريكان على تصفيتهم,الا انهم اصروا على ثورتهم ولم يستسلموا حتى وهم يرون النيران تصب عليهم صبا.
يقول الشيعة بان يزيد قد منع الماء عن الحسين وصحبه,وان الحصار كان مطبقا عليهم,رغم ان الحصار لم يدم سوى يوم واحد فقط.اما ثوار  الحويجة,فقد استمر حصارهم اكثر من اسبوع منع فيها الطعام والشراب عن المعتصمين ,ومعلوم ان اسبوع من الجوع والخوف اكثر قسوة ويلاما بكثير من يوم عاشوراء!.
اما بالنسبة للشجاعة,فقد كان الحسين ومن معه مسلحون بنفس سلاح جيش يزيد,فكانوا يحملون السيوف والرماح والسهام التي يتسلح بها جيش يزيد والفرق كان في العدد فقط,اما معتصمي الحويجة,فبينما كان جيش المالكي مجهز بالطائرات والرشاشات والمدافع والهمرات والدروع,فان المعتصمين لم يكن معهم سوى العصي والحجارة,وفرق بين من يقاتل الدبابات والطائرات بالعصي والحجارة,وبين من يقاتل عدوه بنفس السلاح.
يقول الشيعة ان عدد من قتل في مجزرة عاشوراء هو 72 شهيدا,اما في مجزرة الحويجة فكان عدد الشهداء 100 وعدد الجرحى 200,اي ضعف عدد من قتل في مجزرة عاشوراء!.
بالنسبة لطريقة مقتل الحسين واصحابه,فان الروايات الشيعية مختلفة,ولكن الخلاصة انها تقول بان الحسين وصحبه قد قتلوا جميعا ولم يبق سوى النساء,وفي مجزرة الحويجة,نرى ايضا بان جميع من كان فيها قد تم قتله او اصيب باصابات قاتله واعتقل ,والفرق ان الاعتصام لم يكن فيه نساء ,وانه قد نجى منهم بعض من بامكانه ان يسرد لنا قصة المجزرة.
 
واما من حيث بشاعة القتل,فيقال بان جيش يزيد كان قد قطع راس الحسين,وانه سار بخيله على جثث القتلى,ونحن نعلم بان جيش المالكي قد سار بدباباته وهمراته على جثث القتلى في مجزرة الحويجة,وانه كان يقتل المعتصمين من مسافة نصف متر,اي انه كان يعدمهم ميدانيا ومن مسافة قريبة حتى كانت الرصاصات تخرج من الجهة الاخرى!!!.
يقال بان جيش يزيد قد حرق الخيم,ونحن نعلم بان جيش المالكي قد حرق خيم المعتصمين في الحويجة وكسر وجرف كل بقاياهم!!.
يقال بان يزيد قد وبّخ وعاقب عمرو ابن سعد والشمر وباقي من قاد مجزرة عاشوراء,وطردهم من جيشه. لكننا في مجزرة الحويجة نرى ان المالكي قد كرّم قادة الجيش الذين ارتكبوا مجزرة الحويجة ,حيث تم ترقية الكثير من قادة تلك المجزرة من رتبة عميد الى رتبة لواء!!!.
 
امام هذه المقارنة,نرى ان مجزرة الحويجة كانت ابشع في جريمتها من مجزرة عاشوراء,وان ما اقترفه جيش المالكي  بحق ثلة من الثوار السلميين هو ابشع بعشرات المرات مما ارتكبه جيش يزيد بحق ثلة من الثوار المسلحين.
وامام هذه المقارنة الموضوعية,فاننا نرى بان مكانة ومنزلة ثورة اهل الحويجة ومعتصميها سواء من حيث الهدف الذي خرجوا من اجله ,او من حيث الوسائل التي استخدموها لوصول اليه,او من حيث طريقة الحصار والقتل التي تعرضوا لها,او من حيث قوة العدو او قسوة الحاكم الذي خرجوا ضده وظلمه ,او من حيث فساده وفسقه او عمالته لاعداء الامة ,ان ثورتهم كانت اعلى منزلة وارقى تقييما من ثورة الحسين,وان مكانة ومنزلة معتصمي الحويجة كانت ارقى وارفع من مكانة الحسين وصحبه كانوا ,هذا من حيث التقييم الدنيوي.
اما التقييم الاخروي,,او من حيث المكانة عند الله,ومنزلة كل من قتل في المجزرتين من الجنة او الثواب عند الله , فذلك امر لا قبل لنا على تقييمه واهرهم عائد لله رب العالمين .رغم ان الحصيلة المشتركة بين الثورتين,هي ان كلا الثورتين فشلتا في اسقاط الحاكم الظالم,وان كلا الثورتين قد تسلق على دماء ثوارها النطيحة والمتردية ,وان من ارتكب مجزرة الحسين من عمرو ابن سعد والشمر قد ماتوا شر ميتة,اما من ارتكب مجزرة الحويجة,فلم نر منهم من مات شرّ ميتة سوى واحد فقط سماه المالكي بشهيد “العبوة ام الدفرة”!!,وبانتظار ان يجري على الباقين ما جرى على من ارتكب مجزرة عاشوراء!!!!!.

من كان يريد ان يرى ثورة الحسين صورة وصوت وليس من خال “السباية” وخرافات الكتب الصفراء ,وان يرى خيم الحسين محرقة فعلا وليس رسما ,وجثة الحسين بلا راس,وجثة اخيه العباس وقد غرست فيها السهام حقيقة وليست “نشابيه” ,فعليه بهذا الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=VcpVS7J-Rks
وهنا مشهد الحسين وصحبه في ليلة الاستعداد لعاشوراء:
http://www.youtube.com/watch?v=JhlSq12OHV4