22 نوفمبر، 2024 8:50 م
Search
Close this search box.

شهادة وأمانة للتأريخ

عندما نتحدث عن المباديء و الإخلاق ، علينا أولا” أن نكون بقدر هذه المسميات فعلا” ومدلولا” ، وأن لا نرمي الإتهامات جزافا” ، أو نحاول التطاول على قامات كبيرة مهما إختلفنا معها في جانب من الجوانب .
أسوق هذه المقدمة كي أعلق على كتابة ظهرت بإسم ( فائز الخفاجي ) في أحد مواقع الإنترنت ، وهو يحاول النيل من مواقف وأفكار المفكر الذائع الصيت حسن العلوي ، والأخير والشهادة لله ، كان أكثر البعثيين فيما مضى ، مساعدة” للشيوعيين ، بعدما رفض إقصائهم من وظائفهم ، فهذا الرجل ( حسن العلوي ) حسبما أعرفه وظيفيا” ، ضد سياسة الإقصاء شكلا” ومضمونا” ، بل هو يدافع عن حق المغبونين والمظلومين ، بسبل ووسائل قد لا تكون ظاهرة ، لكنها تفعل مفعولها المؤثر إيجابيا” ، ولصالح المغبون والمظلوم .
حسن العلوي تمرد ولا أقول رفض ، إقصاء الشيوعيين من وظائفهم في مجلة ألف باء ، عندما وصلته إيعازات بذلك من المراجع العليا وقتذاك ، بل وكان يحترمهم ويحترم مكانتهم في هذه الوظيفة أو تلك ، وأتحدى أي واحد من الأسماء الشيوعية المعروفة ، كان يعمل تحت عهدة العلوي ، أن يقول إنه تعرض للإقصاء والمحاربة أو الغبن أو المظلومية ! .
حسن العلوي رجل مهني الى أبعد الحدود في مهنته ، و مفكر إنساني لا يتجرد من إنسانيته في كل الأحوال ، و لا سيما في التعامل الوظيفي ، فكيف ينحو الى سياسة الإقصاء ، كما يقول المدعو ( فائز الخفاجي ) ؟ ! ، خصوصا” وإن العلوي أساسا” ، هو أحد ضحايا سياسات الإقصاء الصدامية .
لذلك فالتأريخ شهادة ، ومن الحق أن أدلو بدلوي في هذا الجانب ، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل شيطان ناطق ، كما يقول الحديث الشريف .
وإذا أردنا المزيد في التحدث عن إنسانية حسن العلوي ، فيكفيه فخرا” ، إنه يساعد أكثر من عائلة تعاني من العوز المادي ومن جيبه الخاص مع إنه ليس من أصحاب المليارات ، سواء في بغداد وأربيل تخصيصا” ، أو في باقي محافظات العراق حسب معرفتي ، وبالتالي فحسن العلوي ليس من أرباب سياسة الإقصاء ، بقدر ما هو من المتكرمين في مساعدة العوائل المحتاجة والمعوّزة ، والتي لا تُظهر ذلك تعففا” ! .

أحدث المقالات