28 نوفمبر، 2024 1:23 ص
Search
Close this search box.

شهادة للتاريخ لابد من سردها

شهادة للتاريخ لابد من سردها

بتاريخ 10/ 6 /2014 حدث سقوط الموصل بيد تنظيم داعش، بعدها بساعات توجهت صوب محافظة صلاح الدين بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء نوري المالكي حينها، قبل صدور الفتوى المباركة بثلاثة ايام، تجاوزنا العاصمة الى منطقة العبايجي واول مكان فتح علينا النار في منطقة شيخجميل في بساتين الدجيل المجاورة حيث كان الوضع قلقا جداوكاد ان يخرج عن السيطرة،

بعدها حوصرنا في ناحية يثرب الساعه الواحدة ظهرا، حصار قطع طريقنا لثلاث ساعات، لم يكن معي سوى (12) عنصرا هم حمايتي الشخصية وعجلتين من مديرية حماية الشخصيات، تعطلت احداهما في التاجي  والاخرى واصلت المهمة معنا.

في الاثناء اتصلت هاتفيا بالمالكي لشرح الموقف الامني الذي كان ضبابيا وملتبسا امام القائد العام وكان قلقا ومتالما لما اواجهه من مخاطر، وبدوره اصدر تعليماته للفريق حامدالمالكي قائد طيران الجيش انذاك لكسر الطوق عن البولاني وتامين الطريق امامه الى صلاح الدين التي كانت تعاني منانهيارات امنية،

فتح الطريق امامنا مجددا صوب سامراء برغم النيران الكثيفة التي استهدفت موكبنا الصغير، وكان عناصر داعش ينتشرون على طول الطريق، بين يثرب وبلد والاسحاقي وصولا الىسامراء، تاركين اثارهم على جثث المدنيين الابرياء الذين قتلواوحرقت سياراتهم بصور بشعة ومؤلمه،

تواصل الحديث عبر الهاتف مع الاخ ابو مجتبى في مكتب العلاقات بالعتبة الحسينية، واحال الهاتف الى سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذي  علم بوجهتي واوصاني بحماية مدينة سامراء وعتباتها، في هذه الساعات طلب مني المالكيالعودة اما الى الدجيل او بغداد، لكنني رفضت نظرا لحراجةودقة الموقف،

ومع كل كيلومتر نحو الشمال كانت تتصاعد الخطوره لان عناصر داعش علموا بان هناك مسؤولا في هذا الموكب وكنا مضطرين للاحتماء باحدى حواجز التفتيش المتروكة لمواجهة رصاص داعش، مع كل منطقة نمر بها كانت المصاعب تزداد.

بعد خمس ساعات وصلنا الى سامراء عصرا،وكانت هناك قوةعسكرية منهكة متعبه بانتظارنا، وصلنا الى سامراء لنمنعتكرار سيناريو الموصل او تكرار مشهد تفجير العتبات المقدسة الذي كان هدف داعش لاشعال الفتنه الطائفية،

اصدر القائد العام للقوات المسلحة قرارا بتشكيل خلية ازمة تحت مسؤوليتي في سامراء، وكنت حينها نائبا فائزا عن محافظة الديوانية لكنني لم اؤدي اليمين الدستورية بعد،  

كان اللواء صباح الفتلاوي قائد عمليات سامراء في وقتها، وبعد سقوط تكريت وصل الى المدينة اللواء علي الفريجي قائدعمليات صلاح الدين، ومحافظ صلاح الدين ورئيس مجلسمحافظة،

بتاريخ ال13/ 6 /2014 صدرت الفتوى المباركة من سماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني، وهي الفتوى التي حفظت العراق ووحدة اراضيه ونسيجه الاجتماعي، وهنا بدء المتطوعون ينتظمون في تشكيلات الحشد الشعبي،

كانت المخاطر كبيرة والقوات محدودة العدد في قاطع سامراء، واذكر ان حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة اتصل بي ليطلب تامين محطة الكهرباء في الضلوعية حيث كان يعمل فيها خبراء صينيون،

استعنت بابناء العشائر في الضلوعية وسامراء والمناطق المحيطة بهما لتشكيل فوجين لتامين هاتين المدينتين والتحق معهم كثير من الضباط المتقاعدين وكانت استجابة وطنية شريفة ورائعة تسجل في الجانب المعنوي والاعتباري،

كان الموسم وقتها موسم حصاد الحنطة والشعير، لهذا اوعزت لقوات الامن بفتح سايلو سامراء ومخازنها على مدار اليوم لتسويق محاصيل الفلاحين دون تاخير رغم خطورة الموقف.

كنا بأمس الحاجة الى الاسلحة والمعدات والذخائروالاعتدة وهنا اذكر ان الفريق محسن الكعبي قائد الشرطة الاتحاديةانذاك ارسل لنا مدرعات حديثة من العاصمة، في تلك الساعات كان الحاج ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني رحمة الله عليهما في الدجيل، تواصلت معهما هاتفيا وهما من ارسلا لنا الذخائر والاعتدة في زمن قياسي.

وبهذا تمكنا من شن هجمات على داعش وتمكنا من حمايةالمرقدين العسكريين عليهما السلام ومدينة سامراء،

كان التحدي صعبا وكبيرا ولكن بفضل الله وفتوى المرجعيهالرشيدة زال اكبر تهديد واجه العراق بكل مراحل تاريخه،

بهذه المناسبة اتقدم بالشكرالجزيل لمقام المرجعية الدينية العليا ولسماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني دام ضله، والى ابناء الحشد الشعبي الشجعان والى عشائرنا الكريمه في وقفتها، في بلد والدجيل والضلوعيه ويثرب وسامراء، وكذلك اسجل شكري لاهلي في الديوانيه التي التحقمنها خلال ساعات اكثر من الف وثمانمئة من المتطوعين، وتم نقلهم باكثر من خمسين حافلة الى بغداد، ووزعتهم وزارة الدفاع على قواطع المسؤولية في الرمادي والمدائن وحزام بغداد وهولاء يطلق عليهم حشد الدفاع حاليا، ووكان التحقاهم قبل صدور الفتوى المباركه ولم يترددوا رغم المخاطروقلة السلاح والعتاد، لكن للاسف لم يتم ضمهم لوزارة الدفاع التي نطالبهابانصافهم وهم يقفون مع الوطن منذ تسع سنوات واسمائهممحفوظه لدى الموسسة العسكرية

واشكرعناصر حمايتي والمجموعة الصغيرة من حماية الشخصيات التي رافقتني، كما اشكر كل الضباط والمراتبوالجنود في عمليات سامراء من الجيش والشرطة الاتحادية،وكذلك الجنود الذين انسحبت وحداتهم من الموصل لكنهم واصلوا القتال معنا في سامراء، اشكر الجميع حتى من الذينلم تحضرني اسمائهم، وادعو للشهداء بالرحمة والغفرانوهولاء هم العنوان الاسمى شكرا لهم ولعوائلهم وادعو للجرحى بالشفاء ولعائلاتهم بالامن والاستقرار،

حفظ الله العراق

أحدث المقالات