23 ديسمبر، 2024 1:36 م

شهادة للتاريخ: فُتحت الموصل بفتوى السيستاني

شهادة للتاريخ: فُتحت الموصل بفتوى السيستاني

وفقاً لما جاء في تاريخ العراق على مدى العصور المتعاقبة, تعرضت البلاد للعديد من الغزوات وموجات الاحتلال؛ سقطت عروش, ودُمرت حضارات, وأزيلت اثأر, والموصل إحدى مدن العراقية, كانت محور للاستهداف, دخلتها ثمانية جيوش غازية طيلة القرون الماضية, حتى سقوطها بيد داعش عام 2014, وسيدون التاريخ فتحها بفتوى السيستاني عام 2016.
وبعد أكثر من عامين على تقدم القوات الأمنية, وكانت قوات الحشد الشعبي, وأبناء العشائر, والبيشمركة ممن وصفتهم المرجعية الدينية: “يا من ليس لنا من نفتخر بهم غيركم”, الذين اجبروا العصابات الإرهابية على التراجع, بعدما تمددت عام 2014 نحو بغداد, ونتيجة لضراوة المعارك وشراستها, فقد كان 2016 عاماً مهماً في تاريخ العراق المعاصر, فتحت فيه أهم معاقل الإرهاب؛ وهما الفلوجة والموصل.
وتزامناً مع المعارك الجارية, ضمن عمليات تحرير نينوى, وتواصلاً للتوصيات السابقة, أعلنت المرجعية الدينية في خطبة الجمعة عن توصيات جديدة, لأبناء القوات الأمنية, تكمن في؛ اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع المدنيين العالقين في مناطق القتال, والسعي في إبعاد الأذى عنهم, وتوفير الحماية لهم بكل الوسائل الممكنة, وضرورة رعاية المعايير الإنسانية والإسلامية في التعامل مع المعتقلين أياً كانوا.
وكان للمرجعية العليا؛ دعوة لأهالي الموصل في أن يتعاونوا مع القوات الأمنية قدر المستطاع, ويسهلوا لهم مهمتهم في إنقاذهم, وتخليصهم من سيطرة الإرهابيين الدواعش, فيما أعطت تصوراً للسلم الأهلي, والتعامل مع الخارجين على القانون, باتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم, والابتعاد عن الثأر والانتقام في مطلق الأحوال, تفادياً لأي عواقب تحدث نتيجة ما جرى بين أبناء العشائر, إثناء سيطرة الإرهاب على مدنهم.
وكانت لها أيضاً نظرة المستقبلية للإحداث الجارية, فأكدت لأبناء العراق كافة؛ اقتربتم من النصر النهائي على الإرهابيين الدواعش, بتطهير جميع الأرض العراقية من دنس وجودهم, وإبعاد خطرهم عنها, ليعود الوطن موحداً, ويعود النازحون إلى مناطقهم معززين مكرمين, متطلعة إلى اليوم الذي تطوى فيه هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق, المليئة بإراقة الدماء وخراب الديار, وآهات الثكلى ودموع اليتامى, وأنين الجرحى.
ولم تغفل من تبيان نظرتها الإستراتيجية, لما بعد تحرير الموصل؛ فتأملت بفتح صفحة أخرى يحل فيها الأمن والاستقرار على ربوع العراق, ويتكاتف فيها الجميع من مختلف المكونات على بناء وطنهم, بعيداً عن الضغائن والأحقاد, ويأخذون العبر والدروس من تجاربهم المريرة الماضية, وينتبهون لأخطائهم وخطاياهم, ويتفادون تكرارها, ولا يسمحون للأجنبي باستغلال خلافاتهم للتدخل في شؤونهم الداخلية, وخرق سيادة بلدهم بذرائع مختلقة.
وبذلك ليكتب التاريخ؛ ويسطر بحروف المجد, إن الفتح التاسع لحدباء, سيكون بسواعد غيارى العراق, ممن هبوا لتلبية نداء المرجعية العليا, عندما اصدر السيد السيستاني فتواه المقدسة “الجهاد الكفائي” في حزيران 2014, لتكون فاتحة الانتصارات لتحرير الأراضي العراقية والمدن المغتصبة, حتى يُكلل النصر المبين بفتح الموصل عام 2016 بإذن الله تعالى.