تمهيد:
تُمثل السنة النبوية الشريفة المصدر الثاني من مصادر التشريع الاسلامي بعد القرآن الكريم، وهي مصدر أساسيا من مصادر الثقافة الاسلامية التي تغذي الفكر وتربي السلوك وتقوم العمل والتي على ضوئها ينبغي أن يكون تفكير الانسان المسلم وسلوكه وفعله ومواقفه
والسنة بحسب مدرسة أهل بيت النبوة عليهم السلام هي : (قول المعصوم، وفعله ، وتقريره).
بعد هذه المقدمة- المختصرة جدا- ننطلق في رحاب المنهج الموضوعي والدليل والبرهان الشرعي العلمي الأخلاقي، لمعرفة حقيقة العلاقة بين الامام علي عليه السلام والخليفة عمر (رض) وماهي حقيقة شهادة وتزكية علي لعمر؟، ماذا قال علي بحق عمر؟،
والكلام في عدة أمور أهمها ما يأتي:
أولا: الجواب يأتينا من الإمام علي عليه السلام نفسه، وقول علي حجة والمصدر الثاني من مصادر التشريع كما اسلفنا.
ثانيا: يواصل المرجع الأستاذ الصرخي الحسني طرحه الموضوعي ومنهجه الوسطي المعتدل في بيان الحق والحقيقة والبحث والتحقيق والتدقيق، حيث جاء في بحثه الموسوم: (عُمَر(رَضِيَ اللهُ عَنْه)…….إيوَانُ كِسْرَى…بَيْنَ الدِّين وَالتَّنْجِيم)، ما نصه:
الأوّل ـ عُمَرِيّ بَكْرِيّ…. بِشَهَادَةِ وَتَزْكِيَةِ عَلِيّ(عَلَيْه السَّلام)
١- قَالَ الإمَامُ عَلِيّ(عَلَيه السَّلَام):{[لِلَّهِ بَلَاءُ(بِلَاد) فُلَانِ(عُمَر)]..[فَلَقَدْ قَوَّمَ الْأَوَدَ وَدَاوَى الْعَمَدَ]..[وَأَقَامَ السُّنَّةَ وَخَلَّفَ الْفِتْنَةَ]..[ذَهَبَ نَقِيَّ الثَّوْبِ، قَلِيلَ العَيْبِ]..[أَصَابَ خَيْرَهَا وَسَبَقَ شَرَّهَا]..[أَدَّى إِلَى اللهِ طَاعَتَهُ، وَاتَّقَاهُ بِحَقِّهِ]..[رَحَلَ وَتَرَكَهُمْ فِي طُرُقٍ مُتَشَعِّبَةٍ لَا يَهْتَدِي بِهَا اَلضَّالُّ وَلَا يَسْتَيْقِنُ اَلْمُهْتَدِي]}[نَهْج البَلاغَة لِلرّضي، شَرْح نَهْج البَلاغَة١٢ لِابْنِ أبِي الحَدِيد، تَارِيخ الطَّبَرِي٣، البِدَايَة وَالنّهَايَة٧ لِابْنِ كَثِير].
انتهى المقتبس من كلام الاستاذ الصرخي.
ثالثا: حقيقةٌ ثابتةٌ وشهادةٌ وتزكيةٌ واقعيةٌ كشف عنها الاستاذ المعلم صدرت من الإمام علي للخليفة عمر، وردت في المصادر الاسلامية والتأريخية ومنها نَهْج البَلاغَة لِلرّضي، شَرْح نَهْج البَلاغَة١٢ لِابْنِ أبِي الحَدِيد… وغيرها
رابعا: التفت أخي الكريم فهذه الشاهدة والتزكية الواقعية جاءت بعد أحداث الرزية والسقيفة وبيعة الخلافة وحادثة بيت فاطمة عليه السلام
خامسا: فأين خرافة ( الباب المحروق والعصرة والمسمار وكسر الضلع والمسمار واسقاط المحسن ، ومن ثم وفاة الزهراء على اثر هذه الخرافة؟!!)
فلو أن عمرا فعل ذلك كما يزعم الطائفي والمدلس فكيف تصدر هذه الشهادة والتزكية الواقعية الثابتة بالدليل والبرهان من علي بحق عمر؟!!!
وهل يعقل أنَّ عليا يُخالف صريح القرآن ووصايا النبي بحيث يشهد ويزكي عمرا الذي فعل (خرافة الطائفي والمدلس)؟! اليس التصديق ب (بالخرافة) طعن بعلي وعصمة وعدالة وأخلاق وشجاعة علي؟!!!
اذن -وباختصار شديد- الشهادة والتزكية الواقعية هي دليلٌ آخر يضاف الى حزمة الأدلة الواضحة والبراهين الساطعة التي تثبت لكل انسان عاقل يتمسك بالدليل والبرهان بطلان خرافة الطائفي والمدلس ،
سادسا: فاين الطائفي والمدلس عن هذه الشهادة والتزكية الواقعية التي تذكرها المصادر الاسلامية ومنها الشيعية؟!!!
سابعا: لماذا لم يتم تسليط الضوء على هذه الحقيقة الساطعة والشهادة والتزكية الواقعية التي صدرت من علي بحق عمر؟!!!!!!
ثامنا: اليس التعتيم على هذه الحقيقة والشهادة والتزكية- فضلا عن الطعن بها- تسبب في تعميق وتركيز الفكر والتخندق الطائفي الذي جلب الويلات والكوارث للمسلمين على طول الخط؟
تاسعا: اليس التعتيم على هذه الحقيقة والشهادة والتزكية الواقعية وغيرها من الحقائق التي تعكس طبيعة العلاقة الودية بين علي وعمر القائمة على النصرة والمشورة والمؤازرة والمعاضدة والمصاهرة، فضلا عن الطعن بها والمحاولات التي بذلها (الطائفي والمدلس) ومن في تصوير تلك العلاقة على أنها قائمة على أساس الخلاف العميق والخصام والحقد والطعن والتكفير، فضلا عن طعنه بعرض النبي والآل والصحابة، وغيرها من الأمور الطائفية والخرافات التي سوقها (الطائفي والمدلس) دفعت ب (التكفيري) من النواصب والدواعش بتكفير الشيعة وقتلهم واستباحت اموالهم وأعراضهم؟!!!
فعن أي مذهب ونصرة مذهب وشيعة المذهب يتحدث ويتبجح ويخدع الطائفي والمدلس، وهم الذي اساؤوا الى الدين والمذهب وشوهوا صورته ، واعطوا المبرر (ولا مبرر لهم واقعا) للتكفيريين والدواعش بتكفير وقتل الشيعة؟!!!!
عاشرا: قال السيد الأستاذ : ((٢ – لَا كَلَامَ بَعْدَ شَهَادَةِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيه السّلام) وَتَزْكِيَتِهِ الوَاقِعِيّةِ لِلْخَلِيفَةِ عُمَر(رض)، خَاصَّةً، أنَّهَا جَاءَت بَعْدَ أحْدَاثِ الرّزِيَّةِ وَالسَّقِيفَةِ وَبَيْعَةِ الخِلَافَة وَحَادِثَةِ بَيْتِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلَام).))
لأن قول علي وفعله وتقريره حجة والمصدر الثاني للتشريع.
حادي عشر: والآن: كلامنا لكل انسان يبحث عن الحقيقة ويتمسك بالمنهج والدليل العلمي، هل تأخذ بشهادة وتزكية علي الواقعية لعمر، أم تُصدق بخرافات وتدليس الطائفي والمدلس ؟!!!
هل تأخذ بشهادة وتزكية علي الواقعية لعمر، علي الذي بذل وجوده من أجل الدين والعلم والأخلاق والإنسانية والسلام، من أجلك والناس أجمعين، أم تأخذ بخرافات وتدليس الطائفيين والمدلسين الذين تاجروا بالدين والمذهب، ووضعوا فيه الدس والتدليس والخرافات والأفكار والأمور الطائفية فجعلوا الناس وقودا لمحرقتها من أجل مصالحهم الشخصية المتمثلة بالجاه والسلطة والمال؟!!!
شهادة وتزكية علي الواقعية لعمر حجة لأن قول علي حجة، فهل تأخذ بالحجة، أم تصدق بالخرافة والتدليس؟!!!
إن شهادة علي وتزكيته الواقعية لعمر تنسف خرافات الطائفيين والمُدلسين الذين عمدوا على بث وتعميق الفرقة والخصام والاقتتال من خلال نشر وتغذية وتعميق وتكريس الموروث الديني الطائفي من أجل مكاسبهم الشخصية المتمثلة بالجاه والسلطة والمال فمن أراد النجاة والعيش بسلام فليترجم تلك الشهادة والتزكية الواقعية على فكره وعقيدته وسلوكه ومواقفه بعد ان يتحرر من الموروث الطائفي الذي أدخل الناس في محرقة الطائفية التي يعتاش عليها الطائفيون من أهل الخرافة والسياسة والدجل.
قال الله العلي العظيم تقدست اسماؤه:
فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) الزمر
قال الإمام علي عليه السلام:”أَفْضَلُ النّاسِ عِندَ اللّهِ من كانَ العَمَلُ بِالحَقِّ أَحَبُّ إِلَيهِ وَإنّ نَقَصَهُ وكَرّثَه، مِنَ الباطِلِ وَإِنْ جَرَّ إِلَيهِ فائِدَةً وَزادَهُ”