19 ديسمبر، 2024 12:05 ص

شهادة على جدار

شهادة على جدار

شيء مهم أن نعرف البداية؛ ولكن الأهم معرفة النهايات، وخواتم ما آل له الواقع العراقي، والبحث بجدية عن أسباب التراجع في كل المجلات؟!ّ
فهمنا لا ينتهي بقبول النتائج، وبذاك نصبح أداة طيعة، تميل حيثما يشتهي من أمسك بزمام رقابنا؟!
حياة ليست تجربة ولا نظرية تفندها العلوم المتقدمة عليها، وللإنسان عقل في وطن بلاءه وجود الخيرات تحت أقدام مواطنيه، وهو مكبل ولقمة عيشه تسرق أمام انظاره من أفواه الأطفال؟!
الوجود في أرض الوطن عميق مع أول إشراقة للشمس، وجذوره تمتد وترتوي بمياه رافديه اللّذان جلبا الخيرات والعناء، وصارت أرضه ساحة تتكالب عليها ذئاب بشرية، تنفتح شراهتها كلما إتخمت بالمال، وشيدت قصورها على قبور المظلومين، وإرتفعت الكروش من قضم عظام الجياع، وإنتفخت الجيوب من التجارة بأبناء الوطن؟!
جريمة كبرى أن يطرأ على السياسة( حرامي الدجاج)، وتعساً للصدفة التي ساقته للزواج من بنت حافي صار مسؤول؟! فدخل زوراً وأصبح من لا يملك شهادة ولا تاريخ ولاأرث، هو من يتحكم بمشاريع نهب الإعمار وإعمار النهب؟! كيف نرتضي أن يحكم المؤسسة من يستجدي الأصوات بالبكاء كذباً على مأساتهم، ويجعل من رقابهم سلم للإبتعاد عن مدنهم المحرومة.
وصلتني كثير من الرسائل تشكو مشكلة مخلفات سوء السياسة، وضيق أفق النظر الى مستقبل البلاد، تشكو هم شباب أكملوا الدراسة الجامعية وبعضهم شهادات عليا، مهندسين ومدرسين وشهادات آخرى، لم يجدوا في بلدهم إلاّ أحد هذه الطرق؛ أما ( العمالة) وإنتظار الموت المتجول الذي يبحث عن صدور مفتوحة، أو التكسي وتحمل مشقة الأزدحامات وتزاحم الشباب، فما كان سوى التطوع بصفة شرطي في وزارة الداخلية.
هؤولاء الشباب اليوم فائضون عن حاجة الوزارة، وعليهم إالقاء شهاداتهم في ماء تعكر بأنانية السياسة، وقبح المحسوبيات، وغدر الفاسدين، وعلى متفترق طرق، تحويلهم على الوزرات حسب الإختصاص، أو إدخالهم دورات لترقيتهم الى ضباط، لكنهم وجدوا الرتب العالية محجوزة للمزورين والبعثين؟!
كل الدول تقدر المجهود العلمي وأن كان بسيطاً، والإسلام إعتبره فريضة على كل مسلم، إلاّ في العراق فقد إمتطى المسؤولية أميوا الإنسانية والوطنية والأخلاق؟! وقد إرتضوا لأنفسهم تسمية بائع الدجاج فخامة الحاج، وفرضوا على المتعلمين وضع الشهادات على جدار وطن أكله الفساد، وينهال غباره على رؤوس مواطنيه، وبين الحين والآخر تطل عليهم رؤوس نياب الأفاعي ومخالب العقارب؟!
نتائج ما وصل له العراق، هو حتمية تخطيط مدروس في أروقة تريد بناء مجداً من لقمة أعزاء إذلوا في وطنهم؟!
التراجع خلال السنوات الماضية، هو مؤامرة داخلية، أُريد منها إمتداد الولاية الأبدية، وأن يصعد على ظهور الرجال أشباهم، ومن وصلوا الى سدة القرار بأباء زوجاتهم، وقرروا نهب العراق وصناعة أبواقهم من جلود شباب دفعوا لوطنهم زهرة حياتهم، لكنه التاريخ سوف يسجل ويقول أن شهادتكم ستعلق في صدر تاريخ الوطن، وتُعلق أجساد الحثالة على جدار مزابلهم؟!