التخطيط احد الوسائل العلمية قديما وحديثا في النهوض بالبلدان الى مستوى الرقي والتقدم وهناك خطط سنوية وخمسية لمدة خمس سنوات وخطط عشرية لمدة عشر سنوات وتصل الخطط الى خطط خمسينية كا هي في بعض الدول الاوربية وامريكا ,تستطيع من خلالها تلك الدول معرفة عدد سكانها وعدد طلابها وخريجيها وماتحتاجه الدول من الطاقة والتكنلوجيا والعمران , كما كان في العراق مجلسا للخدمة يتعين عليه تعيين الخريجين من المدارس والمعاهد والكليات بعد حسم قضايا التجنيد الاجباري وخدمة العلم ..اما في العراق لم يحصل تعدادا للسكان منذ عام 1997 ولم يعرف تعداد سكان العراق بالمضبوط لحد الان سوى تخمينات وتقديرات غير مضبوطة كان يستخدمها البدو آنذاك ويطلق عليها (حساب عرب ) ولذلك تجد ضياع مستقبل الخريجين في العراق تجدهم فيالق من العاطلين وثروة علمية غير مستغلة لخدمة البلد وتطلعاته. واليكم هذا المثال الذي نطرحه في مقالنا هذا لكي يلتفت المسؤولين في الحكومة والدولة الى شعبهم وشبابهم الخريج العاطل المتسكع ..وقد أخبرني احد الاصدقاء في محافظة بابل عن صديق له من محافظة السماوة وهما خريجان لنفس السنة ونفس الدورة والاختصاص , وهوالطالب الخريج ( مهدي صالح ) الحاصل على شهادة البكالوريوس والذي يعمل حاليا اسكافي في محافظة السماوه وقد عرض شهادته “البكاليوريوس ” للبيع الى احد السياسين الفاسدين , وللاسف الشديد تجد في عراق الحضارات تقريب الاميين والمتخلفين من مناصب حساسة وادارية وتصل حتى للتمثيل الدبلوماسي احيانا في الخارجية العراقية. البطالة المقنعة من اخطر الآفات على الدول والمجتمعات حيث ينتج منها السارق واللص والقاتل والارهابي والزاني وبائع المخدرات وغيرها من الموبقات..واذا اخذنا بنظر الاعتبار كثير من الجرائم المخلة بالشرف والتجسس والعمالة لصالح الاجني تجدها كلها في جيل الشباب المتسكع الذي يبحث عن ثمن علبة سكائر او “كارت ” موبايل ..ناهيك عن الشباب ” العوانس ” الذين قد تخلفوا عن قطار الزواج وعبر بهم العمر الى سن اليئس..وهذا جزء من يوميات عاطل يعرض شهادته ” البكاليوريوس ” للبيع او الايجار لبعض السياسيين والبرلمانيين والمستشارين خريجي محو الامية والدراسة الابتدائية …!