23 ديسمبر، 2024 11:58 ص

شهادة البورد والتدرج الطبي  

شهادة البورد والتدرج الطبي  

عندما يشرع قانون ما ، فانه لضرورة تفرضه وهناك قوانين خاصة تتعلق بظرف معين ، وتنتهي عندما تنتفي الحاجة لها ، وتزول مبرراتها … 

فهل ينطبق ذلك على قانون التدرج الطبي الذي شرع عام 1963 وتعديلاته عام ( 2000 ) الذي لا يزال ساريا الى اليوم ، بعد التطور الطبي الكبير في عموم البلاد ، وتطور المحافظات ، وتشكيل حكومات محلية لها إسوة بالعاصمة بغداد ..؟.. وهل تعد هناك ضرورة قصوى لوجود وزارة مركزية للصحة ، ما دامت هناك لجان صحية تتولى هذا الامر في الحكومات المحلية ، ولها استقلالية علمية وادارية وتتبعها المستشفيات .. ؟
إنني لست طبيبا ، ولا اختصاصيا في القانون ، ولكن كصحفي ومراقب أطرح هذه الملاحظة فأنها قد تكون جديرة بالاهتمام من الجهات المعنية في الظروف الحالية ، وتتعلق بشريحة واسعة من المجتمع وهم الأطباء ..
فالطبيب يخضع لقانون التدرج الطبي بعد البكالوريوس ، وكذلك بعد حصوله على شهادة عليا مثل الدبلوم ، والبورد ( الدكتوراه ) .. وكأن قدر الطبيب ما دام لديه طموح وامكانية ومهارة علمية أن يقضي حياته متنقلا بين المحافظات ، بدءا من شهادة البكالوريوس ، مرورا بالدبلوم ، والبورد العربي والعراقي ، وانتهاء بالاختصاص الدقيق ..
وعندما نلاحظ التوسع الكبير في التعليم العالي على مستوى العراق في الاختصاصات الطبية ، ، بما فيها دراسة ( البورد ) في المستشفيات والمراكز التعليمية في المحافظات يتبادر الى الذهن تساؤل وهو .. هل لا تزال هناك ضرورة وحاجة للتدرج الطبي ، وخاصة لحملة البورد ( الدكتوراه ) ، ونقلهم من مكان عملهم الذي حصلوا فيه على هذه الشهادة الى محافظة اخرى ، بسبب وجود هذا القانون ….؟
واذا كانت هناك حاجة لا تزال قائمة الى هذا القانون الى اليوم لماذا أستثنى منه الاطباء على ملاك وزارة التعليم العالي على سبيل المثال ، ممن يحصلون على هذه الشهادة ؟!..
ومن المعروف أن هذا القانون شرع في بداية الستينات ، وعدل بعد ذلك ، وظروف العراق اليوم اختلفت كثيرا عما كانت عليه يومذلك ( 1963 ) عندما كان الاطباء يحجمون عن التعيين في المحافظات بعد الحصول على الشهادة الاولية ( البكالوريوس ) ، أو النقل اليها بعد حصولهم على شهادة التخصص ، ، ولم يكن أمام الحكومة غير أن تشرع هذا القانون ، لكي تحقق الخدمة الطبية المتطورة للمواطنين في جميع المحافظات….
أي أنه كانت لهذا القانون في تاريخ صدوره مشروعية وضرورة تفرضه ، اما اليوم فقد اختلف الأمر تماما ، من حيث عدد الاطباء الاختصاص في المحافظات ومن ( سكنتها ) بالذات ، ووضعها الخدمي والعلمي ، ناهيك عن تغيير النظام في العراق من المركزية الى الفيدرالية أو الاتحادية ، وهناك حكومات محلية ، ومن واجباتها أن تقدر حاجتها سنويا من الاختصاصات الطبية ، من ( البورد ) والدبلوم ، إسوة بالخدمات والتخصصات الاخرى ، ويمكن للاطباء ( البكالوريوس ) من هذه المحافظات التقدم للدراسة ، خاصة وان لديها مستشفيات ومراكز تعليمية وكليات طبية إسوة بالعاصمة بغداد ، وقد تتقدم عليها ، وبذلك تكون هناك استمرارية وتواصل في العمل والخبرة واستقرار في ( الملاك ) ، بدلا من أن ينسبوا ، أو ينقلوا الى محافظات اخرى بعد حصولهم على هذه الشهادة ، وربما لم تكن المحافظات التي ينقلون اليها بحاجة اليهم ، ولكن وجود هذا القانون يفرض عليهم التوزيع مرة اخرى ..
يضاف الى ذلك أن عدد الاطباء الاختصاصيين في المحافظات أصبح كبيرا جدا قياسا بتاريخ صدور القانون وتعديلاته
فلماذا التمسك بهذا القانون الى اليوم ، بشكل يظهر وكأنه لا يزال هناك تفاوت في الخدمة الطبية والعلمية بين محافظة واخرى ، أو بين العاصمة بغداد والمحافظات ، من تاريخ صدور القانون والى اليوم ، وهو خلاف الواقع ..
ولماذا يطبق هذا القانون على الاطباء فقط ، دون التخصصات العلمية والانسانية الاخرى مثلا ؟!…
قد يكون من المفيد ان تدرس هذه الملاحظة من قبل المعنيين ، وبالذات وزارة الصحة ، ولجنة الصحة والبيئة النيابية .. فهل لازالت هناك ضرورة لقانون صدر قبل عشرات السنين..
مجرد ملاحظة

———

كلام مفيد :
الحكمة الحقيقية للامم هي التجربة … ( نابليون بونابرت ..)..