19 ديسمبر، 2024 2:02 ص

شهادات وعقول على قارعة الطريق..من المسئول ؟

شهادات وعقول على قارعة الطريق..من المسئول ؟

جرني هذا الموضوع جرا لأكتب عنه ما شاهدته من عجائب الدهر الذي يعيشه العراق اليوم وليس عراق الامس الذي كان كل شيء فيه يسير خطأ وليس على احد ينتقد ذالك الزمان كونه كل الاسباب والمسببات معروفه لدى القاصي والداني كان العراقي يعيش حقبة الاستمرار والبقاء والعيش لمواطنه هو الهدف وليس غير هذا الهدف من اهمية ,,,لكن اليوم تغير الكثير وصار المواطن يستطيع التفكير ويشارك بالقرار السياسي وصار الوطن وطنا يحوي على جميع الناس والمكونات لكن الذي يستوقفنا اليوم ليس مشكلة واحدة ويستطيع المعنيون حلها ولا معضلات يسيطة ممكن لك ان تعطي مشورة او راي ليتجاوزها الناس اليوم هناك اخطاء فاتحة يعيشها العراق ربما الاستمرار على سلوكها يعني توقف السير الحثيث نحو المستقبل ,,صحيح ان بعض مما نعيشه هو نتاج وتراكم اخطاء الماضي وانعكاس لما كان عليه العراق سابقا لكن ان يصبح الامر متجاوزا على ماكان عليه فهذا سبق واصرار على الخطأ ونحن لابد ان نعطي له ولبقاءه وراء دوافع مدروسه وممنهجة الغرض منها تعطيل التقدم وكسر شوكة العراق وفت عضده وللاسف الشديد ..
قرات مرة مذكرات لأحد ضباط المخابرات الامريكيه ابان الحرب الباردة كيف ان دائرته جندت واحد من وزراء جوزيف بريستيتو رئيس دولة يوغسلافيا للعمل لمصلحة امريكا استطاعت تلك المخابرات الوصول لذالك الوزير وتجنيده ليس لتسريب معلومات عن برستيتو او يوعسلافيا السابقه او نشر اسماء اعضاء المخابرات اليوغسلافيه لكنها طلبت من ذالك الوزير اللذي كانت وزارته مهمتها تعيين الخريجين كل حسب اختصاصه ودراسته طلبت منه تعيين تلك العقول على اختصاصات غير ما حصلت عليه من شهادة وتشتيتهم على دوائر غير الدوائر المعنيه لما تعلموه في الجامعات كان هذا كل الامر وامريكا تصرف الالاف من الدولارات لذالك الوزير…
احتفل قبل يومين جار لي بعد ان حصل ولده الوحيد خريج جامعة بابل هندسة حاسبات على وظيفة في الدولة العراقية وكما هو متعارف لدينا ان العوائل تنذر لوجه الله نذرا عبارة عن عشاء ويدعى فيه الاصدقاء والجيران ويباركوا لذالك الجار ما حصل ولده او ابنته على تلك الوظيفة وربما يقدم له بعض الهدايا البسيطة بهذه المناسبة العزيزة عليه واشراك الجورة بالفرح ,,,
مثل هذا الفعل في دول العالم المتحضر هو نوع من البطر او الهراء الاجتماعي كون الدولة ملزمة بعد ان يتخرج احد ابناءها ان تهيئ له العمل المناسب وحسب شهادته واختصاصه وهذه واحده من حقوق المواطن على الدولة والدولة هي الفرحة اكثر من المواطن كونها اضافت عقل جديد هيئ للعمل في دوائرها,,, ذهبنا لذالك الصديق وتمتعنا بما لذ وطاب من الاكل الدسم والحلويات الغير منتظمة (فوكه فوكه) الكرم العراقي حاضر وفي الغد نرى الشارع وقد امتلأ بال (طبيخ والمرك واللحم) وبعد ذهاب الناس لدورهم منعني جاري الفرحان من المغادرة وبقيت وهو ندردش بمواضيع كثيره لكنه بين حديث وحديث يحمد الله انه راى ابنه وقد حصل على وضيفه لم اساله عن نوع العمل الذي حصل عليه ولده لأني اعلم انه يحمل البكلوريوس في علوم الحاسبات وهذا النوع من الدراسة حديث عهد في العراق واكيد وحسب اعتقادي ان الدوائر تتشاجر من اجل الحصول على هؤلاء المهندسين للعمل في دوائرها,,
قبل خروجي من دار صاحبي وبعد انقضاء اكثر من ساعة على بقائي عنده بعد مغادرة ضيوفه وبعد شعور صاحبي باني استعددت للمغادرة رمى بقنبلته امامي ليفجرها وهو يتلعثم بالكلام ولا يستطيع الحديث وشاهدت ابنه يغادر الغرفة خجلا من ان يسمع حديث والده عرفت انه يريد ان يقول شيء لكنه لايستطيع البوح به محرجا مني شجعته على الكلام وانا اقول له
مابك تكلم انا صديقك أأمرني انفذ لك انا صديقك وعشرة عمر بيننا
تحدث صاحبي اخيرا وكأنه يخطب لولده فتاة
اخي العزيز صديقي انت تعرف ان الولد قد توظف والوظيفة اليوم ليس مجانا فيا اخي انا ما وظفته الا بعشر اوراق امريكيه وانت تعرف الحالة المادية الذي نعيشها لذا اطلب منك ان تقرضني هذا المبلغ لحين حصولي على سلفتي التي انا مشترك فيها في دائرتي ,,,
لم اهتم للمبلغ ولم اساله غير سؤال واحد اين توظف ولدك ياعزيزي فرد علي الا تعلم لقد وظفته حارس منشات (fps) يعني شرطي
ذهب نصف دماغي وطار مني العقل ولماذا وهو مهندس يااخي ؟
لماذا شرطي وهل صار مهندس ليعمل شرطي ؟؟
ثارت ثائرتي وبدات اعنفه على تصرفه هذا ,,,
رد علي ببرود اعصاب ماذا تقول لعلك ليس في العراق يا أخي قلبت كل الوزارات لأحصل له على عمل فلم احصل قدمت الرشاوي وماء الوجه ولم احصل حتى حصلت على تلك الوظيفة التي يتمناها الشباب ويدفعون الملايين ليحصلوا عليها نحن محظوظين ياصديقي والله كان معنا ومسددا لخطواتنا ..
لملمت روحي وخرجت من ذالك الصديق وانا اضرب الراح على الراح واتمتم واقول ماذا جرى لهذه الدنيا وصلت البيت على غير عادتي طرقت الباب واذا باحد الجيران اعجبه وقته ان( يتعلل) ولو الوقت متأخر لكني لا استطيع ان امنعه او اعتذر له لأني اعرف ان القيامة ستقوم من ساعتي ووجدتها فرصة للحديث عن ما جرى مع صديقي السابق شرحت له الموضوع وانا منزعج وجدت صاحبي غير مندهش ولا متعجب وطلب من الحديث بقوله(انطيني وياك رشن)وهذه العبارة للمزاح للمشاركة بالحديث وليس الاستفراد بالكلام وبدا يقص علي الاعاجيب من القصص ويسالني اتعرف فلان ابن فلان نعم اعرفه خريج كليه الهندسه ويعمل الان عسكري وفلان ابن فلا مدرس وهو اليوم شرطي مرور وفلان ابن فلان معيد في كليه التربية يعمل الان في الحرس الوطني وبدأ ولم يسكت واذا بهذا الحال متفشي كأنه الوباء في العراق ولا يمكن السيطرة وقتها تذكرت حادثة وزير جوزيف برستيتو وقلت في نفسي واقولها الان لا تدفع امريكا الدولارات ولم تتدخل مخابراتها في هذا الامر لكن وحسب اعتقادنا ان هذا العمل وحرمان العقول والخريجين من ممارسة اختصاصاتهم هي اعظم خيانة لهذا الوطن وربما تنفيذ لأجندات خارجية تريد تعطيل العراق من طاقات ابناءه البناءه ,,
ربما لا الدولة ولا سياسينا منتبهين لهذه المشكلة او لعلهم يعرفون بها لكنهم لا يستطيعون التدخل او هم مأمورين بالعمل على هذه الشاكلة المقلوبة راس على عقب ليس استصغارا بباقي الاعمال الوظيفية لكننا نتأسف لهذا الخريج اللذي حصل على شهادة الدبلوم او البكلوريوس او الماجستير وقضى اكثر من ستتة عشر عام في الدراسة وكم صرفت عائلة هذا الخريج ليصل الى ماوصل اليه وكم صرفت الدولة العراقية من اموال طائلة على تعليمه من مدارس ومعلمين ومدرسين واساتذة ومناهج وطبع المناهج ومتعلقات التربية العلمية حتى يصل هذا الطالب ويصبح مهندس او مدرس او استاذ لكنه يرى الطريق وقد اغلق بوجهه ليذهب ويصبح شرطيا او عسكريا او كاتب في احدى دوائر الدولة المتعبة ولم يمارس مهامه التي تربى ودرس وتعلم فنونها واصولها وموادها عليها.
Kathom [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات