19 مايو، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

( شنكال ) و ( بعشيقة ) وتواجد القوات العسكرية الغريبة !!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

حزب العمال الكوردستاني وقواته العسكرية ، كانت ورقة سياسية منذ تأسيسه ،
ودعمه في سوريا ، وتدريب قواته العسكرية في سهل البقاع اللبناني تحت
الحماية السورية ، حينما كانت مناطق من لبنان تحت ( الاحتلال السوري )
بعد تدخلها إبان الحرب الأهلية ، نعم هذه الورقة أي حزب العمال استخدمت
ولا تزال تستخدم مرّة إقليميا ً وربّما أخرى دوليا ً ضد تركيا … بالطبع
تواجد أنصار أو حتى القوات العسكرية لحزب العمال الكوردستاني في العراق
ليست وليدة اليوم ، وإنما كانت منذ زمن النظام السابق ، وخير مثال على
ذلك تواجد الأنصار لهذا الحزب حينذاك وبشكل رسمي في مخيم أو كمب في ناحية
أتروش ، ثم تم نقلهم إلى مخمور وباقين لحد الآن ، وكان لهم دور بارز في
القتال ضد داعش والدفاع عن مناطق تواجدهم ، لذا أنتشر تنظيمات هذا الحزب
منذ تلك الفترة  في الكثير من المناطق لا سيما الكوردستانية … ويجب أن
لا ننسى بأن مناطق شنكال ، كانت أراضي خصبة لمثل ذلك النشاط ، حتى تم
تأسيس تنظيم سياسي مناطقي أو ربّما أكثر من تنظيم خلال تلك الفترة
الطويلة ، هنا أقصد منذ بداية التواجد السياسي لهذا الحزب وصولا ً إلى
كارثة شنكال في 3 / آب / 2014 بعد الانسحاب التكتيكي أو بالأحرى ترك
شنكال التراث لقمة سائغة في أفواه الإرهاب الداعشي ، علما ً كُل القيادات
الكورستانية ، لم تتنازل عن شنكال وأخواتها من المناطق المستقطعة خلال
فترة النضال وأثناء المفاوضات بينها وبين الحكومات العراقية المتعاقبة
… لذا كان من الطبيعي بعد هذه الكارثة أن يتم استغلال الفرصة والفراغ
الذي حصل بعد انسحاب قوات البيشمه ركه من شنكال ومن قبل القوات العسكرية
لحزب العُمال الكوردستاني ، للدفاع عن ( بقايا ) شنكال ومحاولاتهم
الجدّية لفتح وتأمين ممرات آمنة من جبل شنكال باتجاه الحدود السورية (
روش آفا ) المُحرّرة تحت سُلطة حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة صالح مُسلم
، ومن ثم عبور غالبيتهم نهر دِجلة باتجاه إقليم كوردستان مع بقاء بضعة
آلاف منهم وتحديدا ً في كمب نوروز في سوريا المحرّرة ، كُل الذين استقروا
في كوردستان والغالبية منهم تم إيواءهم في مخيمات تنقصهم أبسط مستلزمات
الحياة اليومية والاعتيادية … وفق مبدأ التنافس الحزبي الكوردستاني غير
الطبيعي ، وأحيانا ً كثيرة على حساب المواطن العادي ومنه الأيزيدي
المغلوب على أمره ، لذا جاءت اهتمام حزب العمال والاتحاد الديمقراطي في
سوريا قبل وخلال كارثة شنكال ولحد الآن اهتماما ً جديا ً وربّما لغرض في
نفس يعقوب ، بالتأكيد حصل خلال هذا الاهتمام بعض السلبيات وفق السلوك
والتصرّف غير المقبول من قبل قوات حزب العمال الكوردستاني لدى البعض من
الشنكاليين … كُل هذا التعامل أو التدّخل في شؤون شنكال من قبل حزب
العمال وقواته كان محّل امتعاض وعدم رضا وانتقاد مستمر من قبل السُلطات
الكوردستانية والتي حكمت المنطقة بعد سقوط بغداد ، رغم بقاءها تحت رحمة
المادة 140 الدستورية العراقية وعدم حسم عائدية هذه المنطقة ومناطق أخرى
للمكونات العراقية والكوردستانية في سهل نينوى لحد الآن …
أما عن تواجد قوات حزب آزادي الأيراني مؤخرا ً ومساندتها ربّما بشكل غير
فعّال مع قوات البيشمه ركه المشتركة والخاصة بالحزبين الرئيسيين الاتحاد
الوطني والديمقراطي الكوردستاني ، نعم كان هذا التواجد محل استغراب أهالي
المنطقة نفسها قبل غيرهم من أبناء سهل نينوى ، جُل َ أهالي المنطقة ،
عرفوا بتواجد مثل هذه القوات مؤخرا ً ، بعد السماح لهم بالذهاب إلى داخل
بعشيقة وبحزاني ، لتفقد ومشاهدة الدمار أوالخراب والتي طالت الناحية ،
حيث ُبِحَق لو أخذنا بنظر الاعتبار ، الثروة الزراعية المتمثّلة بأشجار
الزيتون المحروقة واليابسة من عدم الاهتمام والارواء لأكثر من سنتين ،
كذلك الثروة الحيوانية والمعامل الانتاجية والدكاكين ، هذا ناهيك عن حجم
الأضرار بالدور السكنية ، نعم لو أخذنا الكُل في نظر الاعتبار ، فإن نسبة

الدمّار والخراب طال أو تجاوز السبعين بالمئة 70 % … نعم البعشيقيين
والبحزانيين تفاجأوا بوجود قوات غريبة أخذت حيزا ً أو أحياءا ً في
مدينتهم بعد التحرير لغرض حماية المنطقة ، لكنهم تفاجأوا أيضا ً وبعدما
قيل أو نُشِرَ على لسان أهالي تلك الأحياء والتي تحت سُلطة قوات حزب

آزادي الايراني بأنهم تجاوزوا على ممتلكات المواطنين الباقية في دورهمبعد داعش ، حتى قيل بأنهم قاموا بكَسر الأثاث في البيوت واستخدامهم وقودا

ً أو حطبا ً للتدفئة في الليالي الباردة ، هذا ما نأسف عليه …لذا ارتأينا أن نجري مقارنة بين هاتين القوتين العسكريتين لحزب العمال

الكوردستاني والاتحاد الديمقراطي في شنكال والقوات التابعة لحزب آزاديأيران …

ــ قوات حزب العمال والاتحاد الديمقراطي تدخلت لمساعدة أهالي شنكال بعد
الكارثة في 3 / آب في جبل شنكال والمناطق الأخرى بشكل طوعي ، بحيث تمكنوا
من فتح ممرات آمنة مع ( روش آفا ) في سوريا ، ثم إلى إقليم كوردستان .
ــ قوات حزب آزادي أيران شاركت مشاركة هامشية مع قوات البيشمه ركه في
تحرير بعشيقة ، لكنها عبثت بالدور ومستلزماتها من بقايا داعش في بعشيقة
وبحزاني .
ــ قوات حزب العمال وفق سلوك وتصرف انقاذ أهالي شنكال كان محل ترحاب

غالبية أهالي شنكال .
ــ قوات حزب آزادي أيران وفق السلوك والتصرف العبثي بممتلكات المواطنين
البعشيقيين ، كان محل عدم رضا وانتقاد وامتعاض ورفض لمثل هذا التواجد .
ــ تواجد قوات حزب العمال ( البككه ) ، والاتحاد الديمقراطي ( اليبكه )
في شنكال ، والمشاركة في رفع معنويات الباقين لحد الآن في جبل شنكال

ومساعدتهم قدر الإمكان ، رغم وجود بعض السلبيات في السلوك والتصرف من
وجهة نظر البعض القليل من الأهالي في مناطق شنكال ، نعم التواجد بشكل عام
كان محل امتعاض وانتقاد السُلطة الكوردستانية ( الحزب الديمقراطي
الكوردستاني ) في شنكال لحد الآن ، ربّما هذا التواجد له تأثير على
مصالحها الإقليمية ومع تركيا .

ــ في حين مشاركة قوات آزادي أيران في بعشيقة ، كانت بالتنسيق بينها وبين
القوة المتنفّذة في المنطقة ( الديمقراطي الكوردستاني ) ، والذين جاؤوا
معهم ، ربّما بدون علم الآخرين ، حيث لم يعلموا بها أهالي المنطقة إلا
بعد الدخول إلى بعشيقة بعد التحرير ، وهذا أيضا ً ربّما تماشيا ً مع
المصالح الإقليمية باتجاه روش هلات .

القوتان التي أشرنا إليهما في مقالنا هذا غريبتان عن العراق وكوردستان
العراق أيضا ً ، تواجدهما في المناطق ذات الغالبية الأيزيدية بالتأكيد
لأغراض سياسية مصالحية للقوى السياسية والدول الاقليمية في المنطقة

لتنفيذ أجندات سياسية تتعلق بهم ، حيث ليس للأيزيدية فيها لا ناقة ولا
جمل ، لا بل ، وربّما المكون الأيزيدي هو الخاسر الأكبر من هذه العملية

السياسية … لذا نعتقد بأن بعد رحيل داعش من محافظة نينوى وتنظيف مناطق
سهل نينوى المكوناتي ( الأيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان الشيعة )
من آثار هذا التنظيم الارهابي المسموم ، نعم المنطقة بحاجة إلى رسم خارطة
طريق ، بعيدا ً عن التدخلات والصراعات الحزبية غير الطبيعية وغير الشريفة
… ونقول بأن المنطقة ذات الهلال ، بدءا ً من قرية كوجو والحاتمية في

قضاء شنكال مرورا ً بالتركمان الشيعة في قضاء تلعفر والمسيحيين
والأيزيديين والشبك في قضاء تلكيف والشيخان وبعشيقة والحمدانية ، وصولا ً
إلى مناطق الكاكائيين في منطقة النمرود وأطراف مخمور ، نعم هذا الهلال
المكوناتي ، بحاجة إلى الحماية الدولية وذلك لحماية هذه المكونات الصغيرةفي العراق الفسيفسائي من التطاول عليهم من قبل التنظيمات الارهابية
المتطرّفة مستقبلا ً بعد داعش … وإلا !  في تصوري ، سيكون مصير مثل هذه
المكونات ، هو الهجرة الجماعية  وسيتم تفريغ العراق ذات التعدد القومي

والمذهبي من هذه الورود الفياحة ، والتي تتعطر بها حدائق العراقالديمقراطي التعددي الجديد ، لا سيما بعد رحيل النظام الدكتاتوري …

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب