23 ديسمبر، 2024 7:26 ص

شمول الناشطين المدنيين والمتظاهرين بِرُخَص حمل السلاح

شمول الناشطين المدنيين والمتظاهرين بِرُخَص حمل السلاح

بعد فشل المؤسسات الامنية الحكومية في حمايتهم، وجه وزير الداخلية العراقي السيد ياسين الياسري، الأحد 12/1/2020 بإصدار هويات حمل السلاح للإعلاميين والصحفيين. يشمل التوجيه الذين يعملون مراسلين أومقدمي برامج ومدراء الاذاعات والصحف والوكالات والفضائيات.
هذا تأكيد واضح على فشل الوزارة وكوادرها التي تعد بمـئات الآلاف في تجريد بضع مئات من افراد الميليشيات الولائية ومديرية امن الحشد التي يديرها الارهابي – حسب التصنيف الدولي- أبو زينب اللامي، تجريدها من السلاح.
منذ انطلاقة التظاهرات الشعبية في الاول من تشرين الاول 2019 ولحد كتابة هذا المقال، تقوم عناصر تابعة لميليشيات عراقية مرتبطة بفيلق القدس الايراني، باغتيال واختطاف وترهيب الناشطين المدنيين وقادة التظاهرات والاعلاميين والوسائل الاعلامية التي تنقل الحراك الشعبي الجاري.
بعد كل حادثة اغتيال او اختطاف، تكتفي الحكومة العراقية المسؤولة عن أمن المواطن العراقي بالشجب وكأنها منظمة مجتمع مدني تعنى بحقوق الانسان، وفي أحسن الاحوال تعد بتشكيل لجنة تحقيقية للتحقيق في ملابسات الحادث. اللجان التحقيقية تنتظر دورها لكشف الملابسات اذ تقف بطابور طويل من اللجان التحقيقية بعضها لم تنته من تحقيقات بدأتها عام 2004 .ِِ
اذا كان على الاعلاميين حماية انفسهم فلماذا لايسمح للناشطين وقادة التظاهرات بحمل السلاح لحماية انفسهم؟ الم يكونوا اكثر المستهدفين من قبل الزمر آنفة الذكر؟ وماذا حول الاساتذه والمدرسين والاطباء والمهندسين والصيدلانيين والحرفيين والفلاحين وطلبة الجامعات؟ هل عليهم ان يحموا أنفسهم كذلك؟ اذا نعم، فلماذا تثقل مئات الالاف من الشرطة ميزانية الدولة وندفع رواتبا وامتيازات ونوزع قطع اراضي وسلف وما الى ذلك؟ ماهو واجبكم اذن ياسيادة الوزير؟
عليك أن تسمح للناشطين المدنيين والمتظاهرين بحمل السلاح لانك وكل اجهزة حكومتك الامنية فشلت في حماية المتظاهرين وايقاف نزيف الدم. التظاهرات سلمية وبقيت سلمية ووالله كان يراودني شك من يومها الاول ان المناداة بسلمية التظاهرات مدفوعة من الاحزاب المتغانمة على السلطة وغايتهم من ذلك تصفية قادة التظاهرات والناشطين كلما طل احدهم براسه في وسائل الاعلام او منصات التواصل الاجتماعي دون خوف من رد مسلح من قبل الشارع المنتفض.
ليس افضل من الحراك السلمي لصنع التغيير المرجو شيء ولكن ليس في دول الشرق الاوسط الاسلاموية المستبدة فهذه والله لاتفهم الا لغة القوة وقعقعة السلاح، ومن يعتقد ان حراكا سلميا يمكن ان يزيحهم من السلطة فهو غلطان وعليه اعادة النظر بمايعتقد.
دعوة الى المتظاهرين لحمل السلاح واستعماله فقط في الدفاع عن النفس اذ لايجب ان يقف المتظاهر صاغرا وعناصر الطرفين الأول والثالث يفتحون النار عليه، فهذا والله رمي النفس الى التهلكة وتسليم اعناقكم الى جزاري الميليشيات التي تدربت على قتل كل من يعارض سياسة تصدير الثورة الاسلامية ومشروع الولي الايراني. لاتراهنوا على الوقت فهو ليس بصالحكم وهاهي الاحزاب تنكص على اعقابها وتتملص من الوعود التي قطعتها لكم بحكومة جديدة وقانون انتخابي عادل، فاللهم اني بلغت.