23 ديسمبر، 2024 1:50 ص

شموخ وكبرياء بغداد

شموخ وكبرياء بغداد

من بغداد، كيف اصبحت، واين سوف تكون؟.
بغداد هي العراق، العراق هو الثقافة، الثقافة تعني السلاح، السلاح يعني العلم، الثقة، التعالي، الكبرياء.

اصبحت سقيمة، وهذا يعني الذبول، العجز، او الموت.

تتمنى ان تكون كما كانت، وشعبها يريد ان يكون كما هو الأن
تشتاق للشعراء، للكتاب، للقراء، تريد نازك و الرصافي و الحبوبي او حتى عبد الواحد.
تريد ان تلبس حلتها التي فارقتها منذ عقود خلت.
تريد ان يتغنى بها العالم، ان تسمع فيروز، ام كثلوم او حتى لطفي بوشناق يقول فيها ويصرخ بعالي صوته بغداد.

تريد شباب يعشقها، يتغزل بها، يناغيها، يدللها، يصف جمالها، فيعيد فيها روحها التي سلبت منها.

ان تسمع لهجتها البغدادية، ان تشاهد من يغني لفتياتها ( يم العباية، حلوة عباتج)

تريد ان ترى حياء فتيات الكاظمية، عفتهن، شموخهن وكبريائهن

تريد ان ترى غرور الأعظمية، لغتهم الخاصة، تعاليهم الطيب.

بأختصار تريد بغداد، ان ترى نفسها تلك العروس، التي يسعى الملوك لنيل رضاها، ويتطلع الرؤساء لنظرة منها، نعم هي بغداد الحالمة.

هل يمكن ان تعود وتتصدر، فتكون قبلة للثقافة والأبداع؟.
نعم ممكن ولكن
يجب على شعبها ان يريد ذلك، ولكن هل تكفي الأمنيات؟
قطعاً لا، فجميعنا امنياته اكبر من حقيقته بألاف المرات.

فتراه يريد ان يكون كاتباً كبيراً، لكنه يتكاسل عن مراجعة ما يكتبه
يريد ان يصبح ذو نفوذ وسلطة، وهو لا يفارق حضن زوجته.

يريد ان يصبح تاجر، وهو يخشى ان يدخل يده في جيبه.
يريد ان يكون محبوب عند الأخرين، وهو يستكثر ان يبتسم بوجه الأخرين.

نعم يجب ان تقترن الرغبة بالعمل، وبداية كل عمل ناجح، يجب ان يكون هناك تشخيص ناجح، فأن وجد التشخيص وجد العلاج.
من اضعف بغداد، اهل بغداد انفسهم، ومن يعيد فيها القوة، اهلها

قد يسأل البعض كيف؟.
فأقول ان لبغداد كبرياء، وهامة مرفوعة لم ولن يستطيع احد ان يكسرها او يحنيها.
لذلك هي تحتاج فقط لمن يأخذ بيدها، وسرعان ما سوف نجدها في مكانها الطبيعي
كيف؟.
هناك (١١٨) طريقة لتعود بغداد حاضرة العرب
وما عليك الا ان تنظر، ثم تصوب، فهذه احد الفرص قريبة جداً منكم، وسوف تكونون انتم وحدكم في المرمى، وما عليكم الا اسقاط الكرة في الهدف، لتعيدوا بغداد الى الصدارة

نعم ايام معدودة، والطريق سالك، وبغداد تمد يدها اليكم، وتحتاج لشبابها ان يدعمها ويمد يده اليها.

فهل هو مستعد لذلك ؟.
نأمل ذلك لنعيد بغداد الثقافة كما كانت قبل ( ١١٨) عام مضت، مضيئة ومتقدة، تنبض بالحياة، لا تعرف ليلها من نهارها.

نعم في الثاني عشر من ايار، سيكون الشعب بيده الصعقة الكهربائية، فأما ان نعلن موت بغداد، لا سامح الله
او نعلن عودة الحياة اليها، وبداية الأنطلاقة، وهذا ما نأمله.
فلبغداد كبرياء لا يغفله الا من اصابه الله في بصره وبصيرته