17 نوفمبر، 2024 5:35 م
Search
Close this search box.

شمس في الظلام !!!

بيوت من وبر الأبل و شعر الماعز ، وفي أحسن حالاتها بيوت من طين سقفها القش وجذوع النخيل ، قرى في صحراء متناثرة لهيبها يقتل البشر ، حيث لا ماء متوفر ألا عبر أبار هنا وهناك ،،،

الظلم والبؤس والفقر والجوع والحرمان هما الوجه الغالب لعالم ذاك الزمان المظلم بسبب طغيان ساداته وملوك الخمرة والقمار والنبيذ وتجارة الرق والعبيد ،،،

القتل والسلب والزنا ورمي المحصنات والقذف ، عادات قبيحة وذميمة !

وفي عمق هذه الجاهلية اللعينة وقانون الوحوش ، هناك بيت أضواءه خافتة ولا يكاد يعرف ساكنيه لجميل خلقهم وشمائلهم ، البيت الوحيد الذي طبائعه وأخلاقه أختلفت عن تلك المدينة الظالم أهلها !!!

بيت هاشمي يمتد بعمق تدينه لدين التوحيد لينتهي بأبراهيم الخليل نبي الله تعالى  ،،،

ليكون وسط هذا البيت رائع الطبائع وكريم النفس وطهارة المولد !
كانوا يعيشون الغربة والوحشية والأنكسار في قرية الظلم والمصائب !!!

ولد مولود ضحكت الأرض والحيطان والمزارع أخضرت ، ودر الحليب في أضرع الماعز والجمال ، وأنقلب حال البيت الموحش لبيت تملئه الفرحة والسرور والسعادة أنه فجر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،،،

نبي الإسلام وخاتم الرسالات السماوية ، النبي الذي جاء بقوانين الحياة ومنجم السعادة للبشرية في كل أرجاء الكرة الأرضية ، محملا بالتسديد والتأييد الرباني مبلغا وهادي للبشرية ودليلا على طريق نجاتها من الهلاك المبرم !!!

ليصبح ذاك اليوم والكل يسأل لماذا هذا الفجر سعيد وكأن هناك أمرا حصل ، النساء تسال والبيوت تتناقل الخبر ، خبر مجهول يدركونه دون أن يعرفوه ، دخل خيره المعنوي كل بيت في مكة !!!

ليعرف بعد ذلك أن حل مولود كفلقة القمر لعبد الله بن عبد المطلب ،،،

والرسول يكبر وتكبر معه شخصيته الربانية والملكوتية ، ليصبح بعد ذلك صندوق أمانات كبار المشركين في قريش وتلك كانت مفقودة بالمطلق ، لياتي بنك الأخلاق والعدل وعرفان الأحسان ، مغيرا المعادلة في صحراء الجزيرة ،،،

أنه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،،،

الذي وصفه القرآن الكريم رحمة للعالمين ، قلب عطوف رؤوف مخلص متفاني صادق بحبه للبشرية ، لا يعرف قلبه غير الأصلاح والحب والتسامح ،،،

بدأ بنشر تعاليم السماء عبر تطبيقها قبل نشرها ، ليقول ليس لمصلح الأصلاح ونفسه فاسدة ،،،
ليصبح الصادق الأمين ،،،
نشر الأسلام المحمدي الأصيل في ربوع الأرض ، أسلام يختلف عن كل مدعين الأسلام الحاضر ، عاشت فيه البشرية أروع أيامها وزمانها ،،،

ليغادر نبينا ب 28 من صفر عام 11 للهجرة صلوات الله تعالى وسلامه عليه في صفر عام للهجرة النبوية ،،،

مخلفا جرحا عميق في قلوب المؤمنين الذين امنوا به واتبعوه وعشقوه من عمق جوانحهم ، لأنهم عرفوا منزلته عند الله سبحانه وتعالى ،،،

تاركا خلفه قلوب تأن وأرواحا تحن الى يوم لقياه ،،،

السلام عليك يا رسول الله وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين ،،،
ولا حرمنا الله تعالى في الآخرة شفاعتك ولا شفاعة آلك الكرام عليهم السلام ،،،

أحدث المقالات