“يا سيدي هل ترحب بي كما يرحبون بي”!، بهذه العبارة التي فجرت قلب صاحبها، و إنطلقت دون إستئذان لتدخل قلب محبيها، هكذا كانت تلك المشاعر الصادقة لدى شهيد المحراب محمد باقر الحكيم ،حينما حملتة الملايين من بصرة الخير مروراً بكل شبر من محافظتنا
العزيزة ، بدموع باكية وقلوب فرحه لإستقبال قائدهم الحبيب .
قالها الحكيم، وكان صادقاً بما يقول وهو مخاطباً الأمير علي علية السلام ، بعد طول الفرقة وسنين المحنة والعذاب ،” يا سيدي هل ترحب بي كما يرحبون بي” ،وأكمل قائلاً ” فأنا جنديك وخادمك”، نعم إنك الجندي والخادم للأسلام والمدافع عن المذهب ، وموحد كلمة
العراقيين وجامع شملهم في الشتات ، كيف لا يرحب بك أهلك ومحبيك و هم يتطلعون إليك.
ذكراك خالدة ولم تمت ،فقد خلفت في القلب قذى، و إرتدينا السواد حزنا عليك فإن فراقك جعل الفجوة تكبر ، لكن مشروعك و أحلامك باقية لتكبر فينا ما حيينا، هدفك ومشروعك هي وحدتنا ، حينما كنت تقول ” إن من أولى الأولويات لدينا هي وحدة كلمتنا “،نعم هي من
أولى أولويات مشروعك ونهجك سيدي ،فقد سرت عليها من أبيك وأخوتك من قبلك، وسار عليها اخوك و أبنائك ومحبيك من بعدك.
شمسك لم تغب،فها هو رجب يعود فينا لذكراك و عزائك، اليوم وقد أمتلأت كلماتك وشاعت رائحتها العطرة،سوح الجهاد في العلا، إسم الحكيم عاليا في المدى.
شهداء ونبقى ‘شهداء و ننتصر ‘ شهداء لنحيا، شعارك و عزائك شهادة وانتصار وبقاء وحياة ، فيك الأمل وفيك العزة و الشموخ والأنتصار ، منك استمدوا القوة والسير نحو النجاح، هدمت مشاريعهم الإمبريالية وأدركت مخططهم ،رأوا فيك الوحدة وتعديت مفاهيم التمسك ،
لذلك فجعونا بك سيدي.
فالأول من رجب أصبح يوم الشهادة، احتفاءآ بك وأصبح عنوان للشهيد العراقي ،وتطرز بدمائك واختطلت دمائك بدماء العراقيين ، لأنك عشقت الشهادة وتمنيت الحياة الأبدية ،هنيأ لك وسلام عليك يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا.