لسنا رحماء بيننا، والقتل هو الفيصل لإنهاء خلافتنا، لانتحمل، بل لانستطيع أصلاً أن نتصور أو أن نتخيل كيف نتعامل ونعيش مع من يختلف معنا في الرأي أو العقيدة أو الفكر، إننا شعوب مغلقة فكرياً لاتقبل آلاخر المخالف بسهولة،ففي العراق والشام انتشرت داعش بسرعة الضوء لتحول بعض المناطق إلى بيئات منتجة لهذا الفكر وداعمة له،ومصدرة له ليس هذا فقط، بل أن الأمة باتت لاتستحي أن تنتج اصناف جديدة من شمر بن ذي الجوشن الذي قتل الأمام الحسين عليه السلام في 61 هـ، بل أن الشمر الأول قد يستفيد كثيرا من طرائق الذبح البشري التي ابتكرها الشمرية الجدد.
نعم ، الاتستحي هذه الامة من إعلان الزهو والفخر لمايفعله الشمرون الجدد ويتضح ذلك عبر مواقع التواصل الأجتماعي وصفحات ماتسمى بـ”الثورة العراقية الكبري”، وبمناسبة الحديث عن الثورة أقول: ثورة على من ؟ ثورة أن تقتل الشباب الجالسين في مقهى بسيط في حي العامل؟ أو النساء المتبضعات في بغداد الجديدة ؟ أو قتل العوائل المارة في منطقة الكرادة ؟ أوأنها ثورة على الشباب الكادحين في مدينة الصدر الذين يقضون نهارهم في اعمال البناء وفي الليل يأتي إليهم شمر بن ذي الجوشن موديل 2014 ليفجر نفسه بينهم، ثورتكم التي تسمح أن يدخل الافغاني والسعودي والايطالي في مضيفكم! عن اي ثورة تتحدثون؟مالكم كيف تفكرون ؟
في عام 2014 في عصر التطور في عصر مابعد الحداثة عند الشعوب الغربية يفتخر أولاد العرب بقطع الرؤوس وفصلها وهم يتصارخون (الله أكبر)،وماحدث في محافظة الرقة السورية مؤخرا عندما قطع الدواعش رأس أحد المواطنين (السواق ) المخالف لهم في العقيدة والمذهب وتضعه بين يديه فضلا عن وضع السيارات المفخخة في شوارع بغداد وتفجيرها بشكل عشوائي على المواطنين العزل يدل ويؤكد أن هذه الامة معطاء في أن تنتج شمر بين ذي الجوشن في كل محافظة ومدينة وقرية وناحية وزنقة وزقاق كما يقول القذافي، نحن أمة الذبح البشري التي لاتخجل من الحديث عن جرائمها .
نخوض معركة أما نحن أو هم، أما نحن العراقيون أو هم الدواعش، ليست الخلافات على من يحكم أو من يدير البلاد ،فهولاء الذباحون لايهتمون أصلاً بإدارة المجتمع وأنما القضية هو خلاف على كيفية العيش؟ هل نلبس بناتنا الصغار النقاب ؟ هل نعيش تحت سلطة افغاني لايغتسل الا مرة في السنة؟!، هل نؤمن بسبي المرأة غير المسلمة ؟ هل نقتل آلاخر المختلف بأي طريقة كانت؟،هل نعيش في جياثم الماضي ودهاليزه؟ هذا جوهر الخلاف الحقيقي والدليل على ذلك أن هناك من رفض العيش تحت الراية الداعشية في المحافظات المغتصبة وأعلن صراحة أنه يرفض تواجدها وحكمها بمعنى أن رفض داعش لم يأت لمعايير طائفية أو مذهبية، بل رفضها كل من يؤمن بدولة عادلة تساوي بين المواطنين وقبل بها كل من يؤمن ويستمتع بعملية قطع الرؤوس هذا هو الفرق الاساس بين فريق محبي داعش وفريق الرافضين لتواجدها.
يتصور العراقيون أنه بمقتل شمر الأمة الحالي إبراهيم البدري المكنى (أبو بكر البغدادي )،ستنتهي داعش أو ستنكسر أو ستضعف، هذا تصور ليس بدقيق لان داعش فيها مئات الاشخاص الذين يتسابقون ليصبحوا على مقربة من صفات شمر بن ذي الجوشن.
وأعتقد أنه ليس الحل الوحيد في متابعة قياداتهم وقتلهم على الرغم من أن ذلك مهم لدرجة كبيرة ، لكن الحل الاوفر أهمية هو العمل على تجفيف منابع الفكر الداعشي ومغذياته والعمل على انتاج جيل يؤمن أن الشمر بن ذي الجوشن الأول، قاتل ومجرم كبيروهو من اوائل الذباحين العرب، في ذلك الوقت ستكون الأمة خالية من جماعة قطع الرؤوس ومن الشمر الجديد!