مصيبتنا نحن العراقيون لاتنتهي طالما دخلت في النفق المظلم الذي خطط له دهاقنة القتل من ذوات النفوس الحيوانية الغير أليفة ، فالإحتفالات التي تقام على مسارح دول الجوار التي لم نرى منها الخير في حياتنا وحياة أجدادنا ، تتلذذ بفتح قناني شمبانيا الدم العراقي ، فعندما يكون هذا الإحتفال في السعودية يوجد من يذهب ليحتفل ويفتح هذه القناني على رؤوس راعي الحفل ، تعبيرا ً عن الولاء المطلق مهما كان الثمن ، وإن كان ثمنا ً بخسا ً بنظره كثمن الدم العراقي في هذا الزمن الأغبر ، وعندما يكون الإحتفال على مسرح العاهرة ياسمين أيضا ً يتقاطر القتلة لينظموا مع شركائهم في القتل والترويع ، ويحتفلوا بفتح قناني شمبانيا الدم العراقي ، وينطبق الحال أيضا ً على الجارة الأخرى إيران حيث تجد من يحتفل معها من قادة الشعب ، ويفرحون ويهللون وإن كانوا لايفتحون هذه القناني على المسرح علنا ً لأن الإسلام يحرم ربط القول بالفعل في قضية الدم العراقي المهدور ، ومشكلتنا كشعب إننا دائما ً مانساق كالخراف إلى مجازر الذبح من دون أي معارضة تذكر ! فأي شخص في العراق بيده القرار أو حتى ربع القرار لابد له أن ينتفض ليكون المنقذ الوطني الحقيقي للعمل جديا ً على وقف هذا الإستهتار بالدم العراقي ، والكرامة العراقية ، وعندما يقول سياسة المحاصصة والطائفية تمنعني من إتخاذ أي قرار عليه أن يجازف ويلعبها كلعبة القمار إما تصيب أو تخيب ، وهذا أفضل من الخيبة المزمنة ، ولكن القائد وصاحب القرار عندما يكون شجاعا ً وفيه من الحمية والغيرة على أبناء بلده لايفكر بأي تداعيات سياسية ، وماذا عسى أن يكون للتداعيات السياسية أكثر من الذي يجري لهذا الشعب الذي كان يمني النفس بالخلاص منذ عشرات السنين وإذا به يصطدم بواقع جديد أكثر دموية وتراجيديا من الواقع الفاسد القديم ، متى تتحرك الضمائر وتستشعر بمعانات هذا الشعب المقهور ، ومتى يتحرك هذا الشعب ليضع النقاط على الحروف ، وينهي كل هذا الذي يجري له من دون أن يخرج من بينهم مجموعة تستحضر كل هذه المعانات التي يعانيها شعبهم ، وتستحضر تاريخ وديمومة القهر الأزلي الذي لاينقطع أبدا ً ، كل شيء زائل أيها القائد القادم ، فالأموال والكرسي لايأتي بالمجد والتاريخ الناصع ، بل لا يأتي بنهاية المطاف ب(الجنة) ،فقط هي المواقف الرجولية التي تعطي بعدا ً إستراتيجيا ً منقذا ً لشعب تحمل الويلات كي يخرج من دوامة عنف وحقد ليدخل في أخرى عبر كل التاريخ المزور ، واليوم قد سقطت كل الرموز الدنيوية بنظر هذا الشعب المقهور ، كل الرموز السياسية والفكرية والدينية من دون إستثناء والسبب لأنها ربطت أحلامها وتطلعاتها بالدنيا المبهرجة الزائلة، وتركت القيم الربانية والوطنية التي هي في الحقيقة عنوان لراحة الضمير وصحة البدن ، وهي الزاد والزواد في الدنيا والآخرة للنفوس الكبيرة التي تتمسك بالرفعة المعنوية الحقيقية ، وتضرب بعرض الحائط كل الفانيات ، وتتمسك بالباقيات الصالحات ، وأوجبها على الإطلاق اليوم ياقائدنا القادم هي الإنتصار لمظلومية هذا الشعب الذي إبتلى بمن يعتاشون على دماء وكرامة أبنائه المظطهدين ، فهل تأتي ؟ وهل أنت بيننا الآن ؟ أم أنك في السلطة وصاحب القرار فيها ولكنك تنتظر شيء ربما لايأتي أبدا ً .