لم يدخر صاحب الولاية الثالثة , عملا أبليسيا , ألا وسار به .. غاوي مشاكل , وصانع الفتن , وفي كل مرة , يتألق في خلق أزمة , تتبعها فوضى .. أبتدع أخيرا , وليس أخرا ( الحراك الناضج ) , في مجلس الخراب العراقي .. أنهم فتية أمنوا , بأن المحاصصة والتوافق والتوازن , كالذي يأكل ثريد الباميه مع البصل اليابس , في جو حزيراني , وبدون كهرباء .. صراخات هنا , وشمر بطالة المياه هناك .. بوكسات بالهواء , وصعود أجساد متدافعة , تصاحبها ألفاظ ينطق بها أولاد الشوارع ..
شعرت للوهلة الاولى , أن المهدي وأنصاره , قد ظهروا فجأة تحت قبة البرلمان , بدون رايات الخراساني .. وأن طريق العدل والمساواة , قد لاحت تباشيره , من المنطقة الخضراء .. جموع في حضرة رئيس البرلمان , تهتف ( لبيك يا عراق ) , ( كلا كلا للمحاصصة ) .. تنمل جسدي , وأغرورقت عيناي بالدمع .. ولا أدري , كيف راحت كلمات نشيد بلادي بلادي , ينطق بها لساني , بشكل عفوي .. أعدت شريط الفديو , ورأيت عجبا .. زوج أسراء , وزوج حوراء , أبنتا سيدة نساء العراقيات .. وأولاد عم الحاج أبو أسراء الاكارم , والمتحول مشعان في وجه أخر , وصاعدة التاكسي عالية , ومجموعة الخامطون في التيار الصدري , وثلة من السنة , من أتباع صاحب العصر ..
وبدون أية مقدمات , تيقنت , مائة بالمائة , أن نوري المالكي , لا بد أن تكون له أصابع يد , وقدم في كل ما يجري .. وأن ما يجري داخل مجلس النواب , هو تحضير لعودته الى رئاسة الحكومة من جديد , من خلال ضرب سليم الجبوري وحيدر العبادي , بحجر واحد .. ألا أن هذه اللعبة , لم تنطلي على مقتدى الصدر , فأرسل الى أبو سراوي , بوري من العيار الثقيل , لم يكن يتوقعه , ورسالة مفادها ( لا تلعب بالنار يا حجي جواد ……. ).
