19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

حجي زامل حارس مدرسة متقاعد ليس لديه خبرة في الحياة سوى الحراسة وحتى الحراسة فانه لم يتقنها حيث سرق اكثر من عشرة مرات في المدرسة فبعد ان احيل على التقاعد  ألحت زوجته ان يبحث عن عمل يساعدهم على المعيشة الصعبة حيث ان حجي زامل ليس لديه خبرة في الحياة سوى انه كان يجلس في باب المدرسة ويراقب التلاميذ والمعلمين وهم يخرجون ويدخلون للمدرسة فعندما فكر بعمل قال احسن شيء ان اشتري عربة لأبيع الباقلاء  (الباجله) وتوكل على الله واشترى العربة وقام بسلق الباقلاء وبدون مقبلات قام ببيع الباجله حيث رأى انه في اخر النهار لم يبع طاسة باجله واحدة وفي اليوم التالي مر احد معارفة و قال لحجي زامل ان طعم الباجله لديك غريب عجيب لم ناكل امس باجلة عندك بل اكلنا صلبيخ مطبوخة فقال حجي زامل له انا لم ارد ان اصارحك يا اخي ان شغلتي الحقيقية في الاساس هي بيع اللبلبي فلا يوجد احد في بغداد يطبخ اللبلبي مثلي وكانت شغلتي بالباجله تجربة جديدة فاراد حجي زامل ان يغطي على فشلة بالباجلة بطبخ اللبلبي وفعلا قام باليوم الثاني بتغيير لافتة العربانة من بيع الباجلة لبيع اللبلبي الا ان الوضع لم يتغير فكان اللبلبي اسوء حال من الباجلة فلبلبي حجي زامل كان عصي ان تعرف له طعم اوان تلوكه بأسنانك وعلى اثرها خسر مرة ثانية حجي زامل ببيعه فاتى له نفس صديق الامس وقال له ان باجله اول امس احسن بكثير من لبلبي امس فأحتار الجواب بلسان حجي زامل فقرر البحث عن شيء يجذب البائن لعربانته فبينما هو يمشي في احد اسواق بغداد وقعت عينه على بائع شلغم يفوح من شلغمه بخار حيث لم يصبر حجي زامل حتى رأى نفسه امام البخار الذي يفوح من الشلغم حيث قام بأكل هذا الشلغم بتلذذ من هذا البائع الجوال لاكثر من صحن وبسبب هذا الشلغم دقت فكرة في عقل حجي زامل بان يغير لافتة اللبلبي الى الشلغم ويجذب زبائنه ليس عن طريق مذاق الشلغم انما عن طريق بخار الشلغم.  يذكرنا شلغم حجي زامل وانما بالتحديد بخار شلغم حجي زامل بقانون البنى التحتية فحكومة المالكي مارست نفس المراحل التي مر ت بها عربانة حجي زامل فمرحلة الباجلة التي مرت بها حكومة المالكي هي في بداية ولايته الاولى وخاصة قبل صولة الفرسان وبعد صولة الفرسان فقبل صولة الفرسان طرح المالكي نفسه بان حكومته حكومة الاعمار والاستثمار وبعد فترة قصيرة اضمحل هذا الشعار وصار كصلبيخ باجلة حجي زامل حتى عاد المالكي عن كذبته هذه بحجة ان هذه الفترة قد قضاها بمحاربة الارهاب والميليشيات الشيعية لتنتج بعد ذلك الصولة فرصة ذهبية للمالكي تتلخص بفوزه بكل مجالس محافظات الوسط والجنوب فاصبح مركز الحكومة له والمحافظات له حيث ان نفس التنظيم الحزبي هو نفسه التنظيم الاداري حيث ان تنظيم حزب الدعوة السياسي هو نفسه التنظيم الاداري واعضاء حزب الدعوة الفائزين بمجالس المحافظات هم مرتبطين بالمالكي ارتباطين تنظيمي سياسي وتنظيمي اداري فالعرقلة والتلكوء والفساد والسرقات والمحسوبية والحزبية والرشوة لا تتم عن طريق رجال الفضاء في المريخ انما تتم عن طريق حزب الدعوة 100% لان المحافظين منهم ومجالس المحافظات منهم والمدراء العامين منهم وان كانوا يمثلون وزارة تابعة لغيرهم الا انه سيثملون سياسة تنظيمهم و من وضعهم في هذا المنصب رغما على الوزير التابعين له اداريا  فالفشل خلال هذه السنوات هو دعوجي الهوية وبعد صولة الفرسان اصبح المالكي اكثر فرعونية لتبدئ مرحلة اللبلبي في حكمه ليعلق على عقول الفقراء والبسطاء ان الجهات السياسية الاخرى منعت اي مشروع مهم ان ينفذ على ارض الواقع نحن نوافقك الراي في الوزارة التي لا تحكمها يدك الحزبية ونوافقك الراي في المحافظات التي لا يسيطر عليها ابناء الدعوة لكن حتى في الوزارة التي لا تحكمها يدك في قلب مركز الوزارة ولكن المحافظات فيها كل المدراء العامين هم منك يا سيدي فلماذا لم تقم بالأعمار والاستثمار وتوفير الخدمات في الوزارة والمحافظات والدوائر التي تسيطر عليها وانت رئيس الوزراء ولديك اكبر كتلة برلمانية تستطيع تمرير اي قانون او  اي مشروع تريده فلبلبيك كان اسوء من سابقته الباجله لم تمر نكهته السيئة على زبائنك الاذكياء واهل الذوق والتحسس فبعدما فشلت في الادارة وتوفير الخدمات والقضاء على العنف المتستر بأشكال متنوعة كالكواتم والعبوات اللاصقة والمفخخات وبعدما اصبح الفساد في حكومتك كجبل من قمامة تتربع انت عليه وبعدما اخفقت اخفاق هائل في صناعة دبلوماسية متوازنة للعراق حيث اعطيت الاف الكيلو مترات في داخل الاراضي العراقية ومن ضمنها مئات من ابار النفط لمجرد ان يحضر امير الكويت لمدة نصف ساعة في مؤتمر القمة العربية واطلقت العشرات من السفاحين الذي اوغلوا بدمائنا من اجل ترضى عليك هذه الدولة او تلك واعطيت لنظام سوريا دعمك بعدما كان قبل سنتين عدوك اللدود ليس لسبب سوى ان ايران امرتك ان تفتح اجوائك وارضك ومصارفك لدعمها ودعم صديقها الاسد والان وانت مقبل على سؤال سوف يسألك به الجماهير ماذا فعلت لنا خلال ولايتين فما كان جوابك الا ان تبث بخار شلغم البنى التحتية ليغري ويكذب على انف الشعب العراقي الذي تعلم جيدا كيف يصدق كذبك لا ان يكذب كذبك فقانون البنى التحتية هو اغراء للشعب العراقي لكي يتناول شلغم ادارتك السيئة من عربانة حكمك القذرة  .