23 ديسمبر، 2024 6:53 ص

شلش – العراق – داعش-الثور المجنح … من يدمر من  ؟؟؟

شلش – العراق – داعش-الثور المجنح … من يدمر من  ؟؟؟

بدءاً … عند نقد موقف سياسي او تحليل لفترة حكم معينة ، من غير المقبول وضع كل البيض في سلة واحدة ليكسر بعضه بعضاً او جمع اطراف الصراع في حلبة للملاكمة و تنتظر من سيخرج حياً فنحن لسنا حكام حلبة نرفع يد من ينتصر بل نحن محللون نحاول توصيف ما جرى و ما يجري لنستنتج ما الذي سيحدث.
“شلش” تلك الشخصية الديناميكية التي بقدر ما اضحكت قرائها و أمتَعَتْهمْ بقدر ما أوصلت كاتبها (المبهم) الى رفض البيئة التي حرك داخلها شخصياته (الشلشية) فاصبح الوطن و ابنائه و في مقدمتهم مثقفيه اساس البلاء و النفاق و اللاوطنية مما جعل (كاتبٍ ساخر) مثله ينظر بسوداوية قاتمة الى كل ما يتحرك على ارض وطنه ….
لقد افرزت مرحلة الحصار و تلاها من احتلال انحدار سريع للسلوكيات و ظهور تناقضات فكرية و مادية على كل الصعد عجزت الكثير من عقول من بقي من مثقفي (الزمن الجميل) على احتواءه مما ولد لديهم ردة فعل عنيفة تجاه كل الاقطاب داخل البلد و ليتحول مَن بقي منهم (على قلتهم) لأداة للنقد السلبي الهدام لا يستثني احداً و اعتبار الجميع مسؤولين عن مآسي البلاد و العباد وهم ليسو كذلك بالضبط.
استفاد تنظيم الدولة (داعش) من هكذا مشاعر نحو المجتمع و من الفساد و الطائفية المستشرية في الدولة بشكل عام فتوسعت حدود سيطرتهم لتصل الى حوالي 50% من مساحة البلد .
غيرت داعش من استراتيجية القتال الذي تتبعها من المواجهة المباشرة ورجوعها الى الاسلوب الكلاسيكي في حرب العصابات (اي الكر و الفر) و خصوصاً بعد خسائرها الكبيرة بسبب غارات التحالف الدولي ضدها.
حاولت داعش استفزاز الحكومة العراقية و مليشياتها الطائفية وإجبارها على بدء الهجوم على مدينة الموصل من خلال عرض صور تدمير نماذج جبسية لتماثيل موجودة في متحف مدينة الموصل الدي تحتلها منذ النصف الثاني من سنة 2014 و الاستفادة من الضغط الشعبي و الدولي (بسبب التماثيل) بهدف انقاذ ما تبقى منها
لجعل الحكومة (تقدم) تاريخ الهجوم البري (الغير مُهيأ له اصلاً) و بالتالي يتمكن التنظيم من ايقاع خسائر اكبر بالطرف المهاجم.
نحن الآن في مفترق طرق (تكتيكي) تحاول كل الاطراف استعمال ما لديها من ماكنات اعلامية و قوة عسكرية و تكتيكية (لجر) الاطراف الاخرى للمكان و الزمان الذي يناسبها في كسب المعركة.
الخاسر الاكبر هو الحكومة العراقية فهي من جهة مرتبطة بتحالف دولي يتولاه الامريكان و مستشاريها ومن جهة عليها التزام نحو مؤيديها و المليشيات التي تدعمها مع ضعف امكانياتها العسكرية و اللوجستية ضد داعش (العدو) لذى يتحتم عليها مسك العصى من وسطها لتتمكن من التقدم و مجاراة حلفائها وهذا التكتيك له سيئاته من ناحية خلق اعداء اكثر (من سنةٍ او شيعة) ومن ناحية عدم رضى الكونجرس و اغلبيته الجمهورية عن سير المعارك في العراق و سيطرة قوى موالية لايران او ايرانية صرفة (كالحرس الثوري) على رسم خارطة المعارك و قيادتها ولسان حال المشرعين الامريكيين يقول “ان قواتنا ليست من اجل حماية اتباع ايران او متطرفيها”  .
حكومة العبادي بسبب ما سبق (وفي هذه الفترة الحساسة) ستضطر (او اضطرت سلفاً) لتقديم تنازلات صعبة لجميع الاطراف و خصوصاً السنية منها لكي تمضي في الامساك بوسط العصى لتحافظ ولو مؤقتاً على اللحمة الآتنية الهشة و إلا فالقادم ادهى و امر ..
و ستستمر مأساة النازحين و كارثة التراث الذي يضيع بين مطارق داعش وبين فوهات المليشيات حتى ينجلي غبار المعارك عن الطرف الاقوى لكسب ود الامريكان و الغرب عموماً ومن ورائهم مدللتهم اسرائيل.
فمن سيفعلها و يحضى بتلك المكانة ؟ لننتظر و نرى .