23 ديسمبر، 2024 4:17 ص

شكوى نوح عليه السلام من معصية قومه له ودعاؤه عليهم

شكوى نوح عليه السلام من معصية قومه له ودعاؤه عليهم

علي محمد الصلابيقال تعالى: ﴿ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا * وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا * وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا * مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا * وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا * رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ (نوح: 21- 28).
لما عرض نوح عليه السلام دعوته بطرق متعددة، وبأساليب متنوعة، تشوفت النفوس لمعرفة نتيجة هذه الدعوة، هل قبل قومه دعوته؟ وكيف كان قبولهم؟ وهل تخلف منهم أحد بعد هذا البيان والصبر الجميل؟
لقد اتبع نوح مع قومه أسلوب الترهيب والترغيب، وذكرهم بنعم الله تعالى، ولفت أنظارهم للتأمل في كيفية خلقهم، وخلق السماوات والأرض، ولم يأل جهداً في ذلك، يتساءل المرء بعد هذا كله، ثم ماذا؟ وإذا بالجواب يأتي على لسان نوح عليه السلام الذي دعاهم إلى طاعته .
﴿ قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي﴾:
بعد كل هذا الجهد، وبعد كل هذا الإنذار والأطماع والوعد بالمال والبنين والرخاء، بعد كل هذا كله كان العصيان .)قطب، في ظلال القرآن،6/ 3715).
﴿ وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴾:
واتبعوا أهل الأموال والأولاد التي لم تزدهم تلك الأموال والأولاد إلا خساراً؛ لأنهم استغلوها في تأييد الكفر والفساد فزادتهم خساراً، إذ لو لم تكن لهم أموال ولا أولاد لكانوا أقل ارتكاب للفساد .
وبيَّن نوح عليه السلام أن جماهير قومه اتبعوا كبراءهم وسادتهم الذين احتلوا مراكز السيادة بين قومه بأمرين هما: أموالهم، وأولادهم، لكن زيادة أموالهم واستغناهم بذلك لم يزدهم إلا طغياناً، والطغيان زادهم عند ربهم خساراً، فوق الخسار الذي حصل لهم بكفرهم، الذين يشتركون فيه مع سائر قومه، إذ هم قد تحملوا إثم ضلالهم أنفسهم، وإثم الأعمال التي أضلوا بها أتباعهم، فحملوا بذلك مع آثامهم مثل آثام من ضلوا بسببها، فجاء في النص الاكتفاء بذكر زيادة الخسار الذي هو نتيجة الأعمال الطغيانية، عن ذكر هذه الأعمال التي طغوا بها، لأن ذكر النتيجة يدل على مقدماتها، وذكر المسبّب يدل على سببه أو أسبابه، وهذا من أساليب القرآن، التي يكتشف دلالتها من تدبر القرآن بعمق وأناة وفتح الله عليه . (الميداني، نوح عليه السلام وقومه في القرآن المجيد، ص 203.)
﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴾:
لقد مكروا مكراً متناهياً في الكبر، مكروا لإبطال دعوة نوح عليه السلام، وإغلاق الطريق في وجهها إلى قلوب الناس، ومكروا لتزيين الكفر والضلال والجاهلية التي تخبّط فيها القوم.
وجاءت “كبّار”: صيغة من صيغ المبالغة السماعية النادرة وهي مبالغة لكبير، لقد مكر هؤلاء القادة الكبراء بأموالهم وأولادهم في الإغواء والطغيان مكراً عظيماً، أوقعوا فيه أتباعهم وحاولوا إقناعهم ببطلان ما يدعوهم إليه نوح عليه السلام، وإقناعهم بالتزام ما ورثوه عن آبائهم من شرك وعبادة أوثان، وفسق وفجور وظلم وطغيان، وعادات وقبائح ومنكرات.
﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا * وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ﴾:
قال هؤلاء السادة الكبراء لأتباعهم مؤكدين لهم على وجه الخصوص بأن عليهم أن لا يتركوا دين آبائهم في عبادة آلهتهم من الأوثان لا سيما كبارها: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر .
-“وقالوا لا تذرن آلهتكم”: بهذه الإضافة “آلهتكم” لإثارة النخوة الكاذبة والحمية الآثمة في قلوبهم، وخصصوا من هذه الأصنام أكبرها شأناً، فخصّوها بالذكر ليهيج ذكرها في قلوب العامة المضللين الحمية والاعتزاز: “ولا تذرن ودا، ولا سواعا، ولا يغوث، ويعوق، ونسرا” وهي أكبر آلهتهم التي ظلت تعبد في الجاهليات بعدهم إلى عهد الرسالة المحمدية.
وهكذا تلك القيادات الضالة المضللة تقيم أصناماً، تختلف أسماؤها وأشكالها، وِفق النعرة السائدة في كل جاهلية وتجمع حواليها الأتباع، وتهيج في قلوبهم الحمية لهذه الأصنام، كي توجههم من هذا الخطام إلى حيث تشاء، وتبقيهم على الضلال الذي يكفل لها الطاعة والانقياد .
-“وقد أضلوا كثيراً”: أي: أضلوا القادة المبطلون خلقاً كثيراً بهذه الأصنام، أو أضلت الأصنام خلقاً كثيراً حيث توهموا أنها آلهة حق، أو أنها تنفع أو تضر، وهو وهم خاطئ، وقد استمرت عبادتها قروناً كثيرة، فقلدهم الناس دون أدلة عقلية أو نقلية، أو برهان أو حجة . (شحاتة، تفسير القرآن الكريم، 15/ 6113).
-“وقد أضلوا كثيراً “: ككل قيادة ضالة تجمع الناس حول الأصنام، أصنام الأحجار، وأصنام الأشخاص، وأصنام الأفكار…، سواء بالصد عن دعوة الله وتوجيه القلوب بعيداً عن الدعاة بالمكر الكبار، والكيد والإصرار. هنا انبعث من قلب النبي الكريم نوح عليه السلام ذلك الدعاء على الظالمين، الضالين المضلين، الماكرين الكائدين .
– “ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً”: ذلك الدعاء المنبعث من قلب نوح عليه السلام الذي جاهد طويلاً، وعانى كثيراً. وقد جاء عطف هذه الجملة الدعائية من نوح على قومه بالواو، والظاهر أنه لو كان دعاء نوح عليهم بسبب كونهم قد أضلوا كثيراً، بأن يكون العطف بالفاء التفريعية لا بالواو، والرسول لا يدعو بزيادة ضلال الضالين عن الحق، فالعطف بالواو يشير إلى أن المعطوف بها أمر يدخل في القضايا التي ذكرها نوح في شكواه، فما هي هذه القضية الأخيرة؟
لقد سبق – في النص الذي تحدثنا عنه في سورة الشعراء – أن قادة قومه فقالوا له: ﴿ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ ﴾ (الشعراء: 116)، أي: لنرجمنّك أنت وأهلك، فأشار نوح في شكواه إلى قضية تهديدهم له ولأهله بالرجم، وبما أنهم لم يهتدوا بعد إلى طريقة مقبولة لدى جماهيرهم ينفذون فيها ما توعدوا به، إذ أضلهم الله عن أن يجدوا الطريقة المناسبة، طوى نوح عليه السلام قضية التهديد هذه ودعا دعاء يتصل بها فقال: ﴿ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ﴾.
وإذا أبرزنا المطويات في النص وجدنا الكلام يتسق على الوجه التالي: وقد أضلّوا إضلالاً كثيراً، وأضلوا كثيراً من الناس وهدّدونا بالرجم، فأضللتهم يا رب عن التوصل إلى طريقة تقبلها جماهيرهم فلا تزد الظالمين الذين يودُّون التخلّص من بالقتل إلا ضلالاً، وهذا في مضمونه دعاء بأن يسلمه الله والمؤمنين معه من أعدائهم . (الميداني، نوح عليه السلام وقومه في القرآن المجيد، ص 208.)
﴿ مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا ﴾:
بسبب ذنوبهم وإعراضهم عن الإيمان، وإصرارهم على الكفر، أغرقهم الله بالطوفان، ثم أدخلهم النار في عذاب القبر، أو أدخلهم نار جهنم، فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً، لا بنون ولا مال ولا سلطان ولا أولياء من الآلهة المدعاة.
وفي هذه الآية ينتهي أمر هؤلاء العصاة العتاة، ويطوى ذكرهم من الحياة، وذلك قبل أن يذكر السياق دعاء نوح عليهم بالهلاك والفناء، ولا يفصل هنا قصة غرقهم ولا قصة الطوفان الذي أغرقهم، لأن الظل المراد بقاؤه في هذا الموقف هو ظل الإجهاز السريع، حتى ليعبر المسافة بين الإغراق والإحراق حرف الفاء على طريقة القرآن في إيقاعاته التعبيرية والتصويرية المبدعة، وسنأتي للحديث عن الإغراق والطوفان بالتفصيل بإذن الله تعالى.
﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾:
توضيح الآية أن غرقهم المذكور في الآية السابقة كان بسبب ذنوبهم، وبسبب دعاء نوح عليهم، فقد طال مكثه فيهم، وما آمن معه إلا قليل، وأخبره الله: ﴿ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (هود: 36).
فدعا الله أن يهلك جميع الكافرين، وألا يترك أحداً يسكن داراً، حيث مكث نوح فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وسلك كل سبيل إلى دعوتهم، لكنهم صمّوا آذانهم وتحجّرت قلوبهم، وكانوا طغاة بغاة ظالمين، فدعا ربه أن يطهر الأرض من الظالمين حتى لا يكون هؤلاء الطغاة عقبة في وجه إيمان الجيل الجديد .( شحاتة، تفسير القرآن الكريم، 15/6114).
﴿ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾:
إنك يا ربنا إذا تركت هؤلاء الكافرين الطغاة فسيحملون الناس على الشرك بدعوتهم لعبادة الأصنام، وهم في نفس الوقت يحذرون ذريتهم من اتباع نوح، فكان الرجل يأتي بابنه إلى نوح، ويقول له: احذر من هذا الرجل فلا تتبعه، فقد حذرني أبي من اتباعه وأنا أحذرك من اتباعه، وتبيَّن لنوح أن الضلال أصيل فيهم، فهم أباطرة في الضلال والإضلال، لذلك قال نوح: “إنك إن تذرهم يضلُّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً”. ولفظة “عبادك” توحي بأنهم المؤمنون، فهي تجيء في السياق القرآني في مثل هذا الموضع بهذا المعنى، وذلك بفتنتهم عن عقيدتهم بالقوة الغاشمة، أو بفتنة قلوبهم بما ترى من سلطان الظالمين وتركهم من الله في عافية.
ثم إنهم يوجدون في بيئة وجو يولد فيه الكفار، وتوحي بالكفر من الناشئة الصغار، بما يطبعه به الوسط الذي ينشئه الظالمون، فلا توجد فرصة لترى الناشئة النور، من خلال ما تغمرهم به البيئة الضالة التي صنعوها، وهي الحقيقة التي أشار إليها قول النبي الكريم نوح عليه السلام، وحكاها عنه القرآن: “ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً”، فهم يطلقون في جوّ الجماعة أباطيل وأضاليل، وينشئون عادات وأوضاعاً ونظماً وتقاليد، ينشأ معها المواليد فجاراً كفاراً كما قال نوح عليه السلام.
من أجل هذا دعا نوح عليه السلام دعوته الماحقة الساحقة، ومن أجل هذا استجاب الله دعوته فغسل وجه الأرض من ذلك الشر، وجرف العوائير التي لا تجرفها إلا قوة الجبار القدير، وإلى جانب الدعوة الساحقة الماحقة التي جعلها خاتمة دعائه وهو يقول: “ولا تزد الظالمين إلا تباراً” أي هلاكاً ودماراً، وإلى جانب هذا كان الابتهال الخاشع الودود .
﴿ رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾:
ختم نوح عليه السلام قصته في سورة نوح بهذه الآية الكريمة، وهي ترنيمة دعاء من نبي صالح .( شحاتة، تفسير القرآن الكريم، 15/6115).
– “رب اغفر لي”: دعاء نوح النبي لربه أن يغفر له هو الأدب النبوي الكريم في حضرة الله العلي العظيم، أدب العبد في حضرة الرب، العبد الذي لا ينسى أنه بشر وأنه يُخطئ وأنه يقصر، مهما يطع ويعبد، وأنه لا يدخل الجنة بعمله إلا أن يتغمده الله بفضله، وهذا هو الاستغفار الذي دعا قومه العصاة الخاطئين إليه، فاستكبروا عليه، وهو هو النبي يستغفر بعد كل هذا الجهد، وكل هذا العناء، يستغفر وهو يقدم لربه سجل الحساب . (قطب، في ظلال القرآن، 6/3717).
– “ولوالدي”: هو برّ النبوة بالوالدين المؤمنين -كما نفهم من هذا الدعاء- ولو لم يكونا مؤمنين لروجع فيهما كما روجع في شأن ولده الكافر، الذي أغرق مع المغرقين، كما سيأتي تفصيله في سورة هود.
– “ولمن دخل بيتي مؤمناً”:وهذا دعاء خاص لمن دخل بيته مؤمناً، لأن هذه كانت علامة النجاة، وحصر المؤمنين الذين يصحبهم معه في السفينة.
– “وللمؤمنين والمؤمنات”: وهذا دعاؤه العام بعد ذلك للمؤمنين والمؤمنات هو بر المؤمن بالمؤمنين كافة في كل زمان ومكان، وشعوره بآصرة القربى على مدار الزمن واختلاف السكن، وهو السر العجيب في هذه العقيدة التي تربط بين أصحابها برباط الحب الوثيق، والشوق العميق، على تباعد الزمان والمكان، السر الذي أودعه الله هذه العقيدة، وأودعه هذه القلوب المربوطة برباط العقيدة .
قال بعض العلماء: إن الذي استجاب لنوح عليه السلام فأغرق بدعوته أهل الأرض الكفار، لجدير أن يستجيب له فيرحم بدعوته المؤمنين والمؤمنات . ( بن عطية، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، 15/126).
– وفي مقابل هذا الحب للمؤمنين كان الكره للظالمين: “ولا تزد الظالمين إلا تباراً”: أي: أهلك هؤلاء الظالمين لأنهم عقبة في سبيل دعوة الإيمان والخير .
كان الحديث عن بيان نوح عليه السلام لربه، وما قام به من جهود تجاه قومه وشكواه لله عزَّ وجل، ودعاؤه على قومه، ونزول العقاب الرباني بهم .وقد عرضت تلك الصورة الوضيئة لجهاد النبي الكريم نوح عليه السلام، وتلك الصورة المطموسة لإصرار المعاندين الظالمين، وقد تركت هذه وتلك في القلب حباً لهذا النبي الكريم، وإعجاباً بهذا الجهد النبيل، وزاداً للسير في هذا الطريق الصاعد، أياً كانت المشاق والمتاعب، وأياً كانت التضحيات والآلام، فهو الطريق الوحيد الذي ينتهي بالبشرية إلى أقصى الكمال المقدر لها في هذه الأرض، حين ينتهي بها الله العلي الأعلى، الجليل العظيم