ان خلاصة الموضوع هو ان الوزارة قامت بارجاع الطلبة في الجامعات الاهلية مرحلة الى الوراء رغم اجتيازهم لها بنجاح … أي من المرحلة الثانية الى المرحلة الاولى … انه و بقدر ما يكون هنالك تقصيرا متعمدا من قبل وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بسبب ضيق الافق و انعدام الرؤية و تضارب المصالح الشخصية على مستوى المسؤولين فيها … يوجد بالمقابل تقصيرا في الجامعات الاهلية و منها الجامعة الوطنية للعلوم و التكنولوجيا في محافظة ذي قار …
فمثلا فيما يخص الجامعة الوطنية للعلوم و التكنولوجيا … حيث انه و على مدى اكثر من سنة كان يتحتم عليها ان تُرشح عنها ممثلا كفوءا يتمتع بشخصية قوية و يحضى بتأثير على الوزارة و في الوزارة … و ان يكون جادا في التعامل معها و ان لا يقبل منها الوعود المعسولة و الكلام الباهت …
كان على الجامعة الوطنية ان تعتمد على ممثل لها ذو شخصية بارعة في التفاوض و الالمام بالامور الادارية و القانونية و ان يحاجج الوزارة بالضوابط و التعليمات و السياقات النافذة سيما ان الجامعة تستند على ارضية قوية بعد استحصالها على اجازة التاسيس من قبل مجلس امانة الوزراء قبل سنتين و توفيرها لكل المتطلبات الدراسية و قبول الطلبة وفقا للمعايير التي أقرتها الوزارة …
كان على الجامعة ان تُسابق الزمن قبل انتهاء الموسم الدراسي الماضي و ان تضع الوزارة على المحك و من منطلق قانوني صِرف لا تساومي مغلفا بالمجاملات ما دامت خطواتها صحيحة …
ان الذي حصل ان الشخصية التي كانت تمثل الجامعة الوطنية ضعيفة و تتلاعب بها وحوش كاسرة في الوزارة … و أهواء رخيصة تمتهن الابتزاز …
كان على الجامعة و لاتزال الفرصة قائمة امامها … ان تستعين بخبراء قانونين يتبنون هذه القضية لانها ليست موضوعا بسيطا انما هو مصير طلبة و مصير عوائل و مصير مستقبل … لكن للاسف ان الجامعة تفتقر الى شخصيات بمستوى خبراء في القانون وانها للاسف كانت تعتمد على ناس ضعفاء ليس لهم خبرة … ان الذي يتحمل المسؤولية بالدرجة الاولى هم مؤسسي الجامعة لان القاصي و الداني يعرف ان هنالك نفرا معينا أساء الى الجامعة و كان يتصدى لكل شؤونها بالرغم من افتقاره كل مقومات الشخصية الفاعلة و المفيدة و لا يملك إلاّ الكلام الفارغ و الاجوف … مما ألحق بها الاساءة و التشويه …
اليوم … على الجامعة ان تقر و تعترف بخطئها و ان تحاول جاهدة و بشكل عاجل معالجة ما حصل و ان تستفيد منه في المستقبل حتى لاتتكرر الاخطاء و ان تبتعد عن التمادي فيها …
صحيح ان الجامعة اهلية ..
و صحيح ان لها مالكاً و مؤسساً ..
و صحيح انها تعتبر قطاعاً خاصاً ..
و صحيح ان هدفها تجاري ربحي و ليس علمي ..
لكن بالمقابل لا يعني ذلك ان تتهاون في حقوق الاخرين التي تعهدت بها و اشترطت على نفسها ضمانها منذ اليوم الاول لدوام الطلبة فيها و كانت تمنحهم الامل الكاذب …
للاسف .. هذه هي التجارة الخاطئة ان توهم الاخرين و تكون النتائج خاسرة …
اتمنى ان لايكون كلامي هذا خادشا او جارحا … لان الاوان قد فات … و لهذا اردت ان لا يتكررالامعان و التمادي في الاخطاء و ان تكون جميع افعال و خطط الجامعة على ضوء توجيه و تخطيط من لهم الخبرة و الفطنة و الحكمة و الحرص و بعيدين عن روح المراهقة و المغامرة و الطموح وراء السراب …
اكرر … اليوم … على الجامعة ان تقرَّ و تعترف بخطئها و ان تحاول جاهدة و بشكل عاجل معالجة ما حصل و ان تستفيد منه في المستقبل حتى لاتتكرر الاخطاء و ان تبتعد عن التمادي فيها …
لا أدري كيف تقوم الجامعة بتعويض الطلبة عمّا لحق بهم من خسارة فادحة … خسارة في الوقت لاكثر من سنة … و خسارة في الامل الذي عقدوه على ضوء وعود المسؤولين في الجامعة … و خسارة في صحتهم و صحة اهلهم و ذويهم … و خسارة في حرقة اعصابهم و اعصاب اهلهم و ذويهم و فوق هذا و ذاك المصاريف التي خسروها طيلة عام كامل بما فيها النقل و السكن و الاحتياجات الشخصية للطالب …
بالرغم مما حصل و بالرغم من قصر الفترة المتبقية من الموسم الدراسي و بالرغم من الاربكاك الذي حصل في وضع الطلاب و الدراسة لكنهم و للاسف لا يزالون يشوشون على حالة الطلاب من خلال نشر اعلانات تتعلق بالوزارة و اعترافها بجامعات معينة دون سواها و إشغال الطلاب … في الوقت الذي يجب ان يبقى الطلاب بعيدين عن مشاكل الجامعة مع الوزارة و ان تتبنى الجامعة معالجة الامور بنفسها دون زج الطلاب بهذه المشاكل و التي من المؤكد انها ستؤثر على مستوياتهم الدراسية ووضعهم النفسي و الصحي …
و تبقى وزارة التعليم العالي و البحث العلمي هي المسؤول الاول و الاخير عمّا حصل و يجب ان ترفع القضية الى أعلى المستويات في مجلس الوزراء …