18 ديسمبر، 2024 7:03 م

شكر وتقدير تذكرنا بمكارم القائد الضرورة

شكر وتقدير تذكرنا بمكارم القائد الضرورة

يبدو ان كل عمل يقدم علية المسئول في العراق بعد عام 2003 لابد ان يقابل بتقديم شكر وتقدير من قبل المواطنين الذين أوصلوا هذا المسئول الى موقع المسؤولية ,فحين يفتح شارع او يرفع حاجز للفرع الذي قام بغلقه لأنه يسكن فيه يقيم احتفال خاص ويدعو وسائل الإعلام  ويبني سرادق للاحتفالية برفع الحاجز الكون كريتي ,او العارضة الحديدية ويتولى قص الشريط ويقوم بعض اللوكية من المنتفعين من حاشية المسئول بالتصفيق وترديد (الهوسات) اللاوطنية والقومية بهذه الملحمة الوطنية الكبرى ,وبعدها يلقي المسئول المبجل خطبة عصماء عن الوطن والوطنية والتضحية والاخلاص والقيم والمبادىء الأصيلة في بذل الغالي والنفيس لخمط المواطن والوطن ويجري بعدها فتح العارضة ,او رفع الكتل الكون كريتية التي يستفاد منها في منع دخول السيارات والدراجات النارية الى حي المسئول والتي تعد  افضل من الكتل السياسية التي تجلس في البرلمان, ولاتقدم ولاتؤخر ,ويكون هناك تصفيق كبير وحماسي لهذا الخطوة الجبارة التي اقدم عليها ,المسئول المبجل فيجري تقديم الشكر من اهل المنطقة والفرع عن طريق رفع اللافتات التي تشكر عضو المجلس المحلي او المختار او عضو مجلس المحافظة او رئيس مجلس المحافظة او المحافظ او وكيل الوزير او الوزير او رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية او رئيس البرلمان,وكأن احدهم فتح القسطنيطينية التي كانت عاصية على الجيوش الاسلامية ولم بفكر المسئول بان من أوصله لهذا المنصب او الكرسي هم الناس البسطاء الذين يطالبهم بان يصفقوا له ,وهو يرفع عنهم حاجز كون كريتي او عارضة حديدية كان هو السبب الرئيسي في وضعها ,ويطالب المواطنين بعدها بخط لافتات ووضعها على الجدران والشوارع الرئيسية وامام مبنى مجلس المحافظة والمحافظة وامام مبنى المديرية او المؤسسة والوزارة وتحت عنوان (يتقدم اهالي المنطقة او العاملين بالاجور اليومية او الموظفين بالشكر والتقدير للمسئول لانه رفع عنهم الحيف والضيم برفع العارضه او حل مشاكلهم )
او ساهم بتثبيتهم او بتعيينهم وكان الدائرة او الوزارة ملك (الخلفوه )او ورث لعائلته او حزبه, فيمن بها على الناس بان يمنحهم درجات وظيفية بتعينهم او تثبيتهم اذا كانوا يعملون باجر يومي ,ولو لا ألطاف المسئول لما جرى تثبيتهم وكأنهم لا يستحقون ذلك حسب القانون ,الذي يعطيهم أولوية بالتعين ,والمشكلة ان المسئول يطالب برفع  اللافتات امام دائرته لدواعي غير انتخابية لتبيان مقدار الجهود التي يبذلها لخدمة الوطن والمواطنين ,وتشاهد الكثير من هذا اللافتات التي تزين الجدران بكلام حق يراد  باطل ,كيف نشكر المسئول وهو جاء لخدمتنا ,وسبق ان قدم الوعود لخدمة المواطن والوطن وبذل كل الجهود لذلك لأجل الحصول على المنصب الذي لا يستحقه ,ونرى يوميا عدد من هذ اللافتات التي تشكر المسئول الفلاني والعلاني لانه ساهم حل قضيتهم او شارك في عملية تبليط شارع او ترميم رصيف ,وكأن العمل الذي يقوم به مجاني بلا مقابل مما يتطلب ان يقدم له الشكر والامتنان على انجاز هذا العمل وبدون مقابل ,وربما صرف من جيبه الخاص عليه وهذا لايمكن ان يحصل ألا في عراق النفط والشفط ,لان المسئولية تعني الحصول على المكاسب والامتيازات والراتب الضخم والحمايات والايفادات والمنافع الاجتماعية,و جرى الحصول على المنصب بتعب وكد ليل نهار بالقسم بالأيمان المغلظة تارة وتارة اخرى بدفع الاموال وكارتات الاتصال ومرة بالتزوير ووساطة الحزب ,وهذا المسئول اليوم هو عبئا على المواطن المسكين الذي كان يتوقع ان يخدمه المسئول ,ولكن الآية انعكست اصبح المواطن هو يعمل لخدمة المسئول المرفه الذي لا يعلم ماذا يحصل في دائرته وليس وخارجها ,فلا نتوقع ان يحصل تطور او بناء اذا كان المسئول  بهذه العقلية ,التي تذكرنا بعقلية النظام المقبور ايام الحصار الاقتصادي ,حين كان يعمد الى تقليص حصة الطحين إلى كغم وبعد شهر او شهرين يقوم بإرجاع نفس الكمية ,فيقوم لوكية النظام بالتصفيق والتهليل بإعادة الكغم من الحنطة من حصة المواطن ,ووصفها بمكرمة القائد الضرورة وتصرفها عليها ملايين الدنانير من خط اللافتات, وإقامة الندوات والمؤتمرات الصحفية ولقاء ات موسعة مع المواطنين لشرح آلية المكرمة التي تقدم بها القائد بطل التحرير اللاقومي في زمن الحصار ,واعتقد ان نفس لوكيه النظلم السابق المنتفعين من النظام الحالي ,هم من يعمد الى رفع لافتات الشكر والتقدير الجزيل للمسئول الذي لم يأتي بشيء جديد يشكر علية وانما هو واجبه والمفروض علية ان يؤديه على أكمل وجه   .