وويل لأمة ان لم تقل للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت”
شكرا للكاتب الكردي الشريف (هيوا جمال) على مقاله القيم والعقلاني الذي كتبه باللغة الكردية في صحيفة روداو الكردية وترجمه الى العربية مشكورا الاخ (گوران قادر) في ظرف تمر العلاقات التركمانية – الكردية في العراق عامة وكركوك خاصة من تقلبات والكثير من المشاحنات والتشنجات.
ففي مضمون مقاله ناشد ساسة الاكراد بعدم تهميش التركمان في كركوك واقليم كردستان وطالبهم ايضا باعادة منصب رئاسة مجلس محافظة كركوك ولم يتوقف عند ذلك بل طالبهم بمنح التركمان منصب رئاسة البرلمان في اقليم كردستان.
في البدء توقعت بانه يستهزا بنا نحن التركمان , لانني وصراحة قلما اقرا او اسمع من كاتب كردي ان يطالب ساستهم وبهذا الاسلوب الرزن والمنطقي باعادة ومنح حقوق اخوانهم التركمان , واعددت نفسي للرد ولكن لدى اتمامي مقاله فقد اقشعر بدني وقلت الحمد لله وشكرا لاخونا هيوا
فلقد اثلجت قلوبنا ولو قليلا , ولقد اصبت وشعرت بما نشعر واحسست بما نحس وما كنت او كنا نبغيه من اخواننا الاكراد.
شكرا يا اخي هيوا… فنحن منذ 2003 نناشد اخواننا من ساسة الاكراد ان يراجعوا برامجهم السياسية تجاهنا والسعي للتشاور والتصالح معنا والكف عن التصادم معنا في كل صغيرة وكبيرة لان ذلك عكس خطورة سياستهم على مدى المنظور القريب والبعيد وكما خلق العداء بين الشعب الكردي وبين اخوانهم التركمان.
نعم يا اخي ومثلما تفضلت في مقالك بان البعض من اخواننا الاكراد قد تجاوزوا علی اراضیينا وسلبوا حصصنا في المناصب السيادية ولم يشاركوننا في الامتيازات والانجازات ونعم ان البعض منهم ينظرون الى التركمان کمواطنین من الدرجة الثانیة.
نعم يا هيوا ان ساسة الكرد لم یتمكنوا ومع الاسف من بناء الثقة بيننا وبينهم , ونعم رفضوا رفضا قاطعا ان نشارك قوات البیشمرگة في حمایة کرکوك والدفاع عنها . وكلما دعوناهم وقلنا بان مدننا ومناطقنا التي قاسمناها سويا في السراء والضراء تمر بجملة من التحديات مما يستدعي منا ومنكم تفعيل الحوار البناء ويقع على عاتقنا وعاتقكم الحرص على الامن والسلم والاستقرار في كركوك وذكرناهم باننا نحن التركمان لطالما وضعنا قلوبنا واقلامنا معكم في صراعكم المرير ضد النظام البائدِ وقد حان الوقت وان الاوان لتردوا جزءا من مواقفنا تجاهكم وان تقفوا معنا في محنتنا ، واذا كنا اليوم بحاجة الى قواتكم وبنادقكم فذلك لا يكفي لاننا بحاجة الى نوايكم الصادقة وقلوبكم , ولكننا ومع الاسف ففي كلها قوبلنا بالرفض والتشديد..
فشكرا اخي هيوا وشكرا لمن يهتم بمظلمويتنا واعلموا باننا التركمان شعبا وقادة لم نطلب المحال بل قلنا لا نريد التعامل معنا بلغة التعصب والتطرف وعدم الاعتراف بالاخر لانها ستدخلنا في مدخل التصادم ولن يخدم احدا منا وطالبنا الاعتدال في السياسة والفكر وقبول الاخر لكونها املنا ومدخلنا الوحيد والصحيح في التعايش وان لا ننسى ابدا باننا عشنا عبر القرون بانسجام وتفاهم مشترك.
تحية لك يا اخي وننتظر من جميع اخواننا الاكراد ساسة ومثقفين بان يخطوا خطوتك ويساهموا في كسر الجمود والركود بيننا وباعادة حقوقنا وينفضوا عنهم غبار السكوت عن الحق ويقتحموا الميدان بصدق وشجاعة ويقولوا لساستهم كفانا سياسة العداء والتهميش لاخواننا التركمان.
و((عَسى اللَّهُ أَن يجْعَلَ بَيْنَكمْ وَ بَينَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنهُم مَّوَدَّةً وَ اللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
هلموا يا اخواننا لنتجاوزمحنة الماضي الاليم ونعيد بناء جسور الثقة بيننا ولا يتطلب ذلك سوى اعادة حقوقنا والتشاورمعنا لنشكل معا قاعدة صلبة من الثقة المتبادلة ولنتجاوز جميع العقبات التي تقف امامنا وتوجيه كافة طاقتنا الى بناء مدننا وطرد اعدائنا
ولا يغامرني الشك في انه باستطاعتنا طي صفحة الماضي ما دام فينا من امثال الاخ هيوا جمال وان لا ننسى الروابط المشتركة ووشائج القربى لننطلق بعدها نحو مستقبل يسوده التضامن والتاخي
وختاما اشكر واحي مرة اخرى الاخ الزميل (هيوا جمال) مذكرا ساسة الاكراد بان الوقت قد حان وان الفرصة ما زالت قائمة لترجمة نواياكم على ارض الواقع باعادة حقوق اخوانكم التركمان المشروعة في مدنهم والاعتراف بان القوة وحدها لاتكفي لمعالجة الازمات, وبالسياسة المعتدلة والحوار الصادق وازالة كافة المفاهيم الخاطئة سنعثرعلى الارضية المشتركة للانتقال من حالة التعصب والعنف والعداء الى حالة السلم والتفاهم الاخوي.
لقراءة مقال الاخ الكاتب جمال هيوا باللغة العربية http://kirkuknow.com/arabic/?p=45172#ixzz3bGSJS0OQ