أشكرك حقا سيد اردوغان ، لقد أثبتّ بالدليل القاطع ، ان حكومتنا لا تقوى حتى على حجب شعاع الشمس بيدها عن عيونها لأنها عمياء !، اثبتّ لنا ، أن حكومتنا غير جديرة بالاحترام ، لأن تبريراتكم غير محترمة تليق بحكومتنا ، أقول لك ، ما دمت مستخفا بنا هكذا ، فلستَ مجبرا على تبرير دخولكم الموصل ، فتبريراتكم متعددة ، متلونة ، متناقضة ، ضبابية ، مطاطة ، وكاذبة ، نحن من هيأ لها تلك الأرضية ، تارة من (ابو رغال) ، وتارة ممن باعوا الموصل فاسموا انفسهم (معارضة) ، وأخرى من ضعف الحكومة المتقزمة ، والتي لا شغل لها سوى حماية نفسها ومكاسبها ودوام سرقاتها ، فلماذا لا تعلنها وتنتهي من كل هذا ؟ مشروعكم القديم الجديد، النفط مقابل الماء ؟ ! ، وطمعكم بمدينة الموصل وما بعد الموصل !.
سيد اردوغان ، هل أنت غبي ؟ ، بأمكانك التخلّص من الجعجعة وان كانت بلا طحين ، بأعلانك ان قواتك انسحبت ، حتى لو كان ذلك كذبا !، فحكومتنا غير جديرة بأمتلاك السبل أو الوسائل أو الأليات للتحقق من هذا الأمر ! ، لا أعتقد أنك غبيا ، ولكن تعمّدتَ التمادي في أحراج حكومة لا تعرف الأحراج ! .
شكرا لك سيد اردوغان على تعرية حكامنا ، ولكن أتدري ؟ أن ذلك لا يهمهم ! ، فهم كالساقطات ، كنّا قد عريناهم منذ زمن بعيد ، وهل يبقى للساقطة ، ما تتبجح به ؟!.
شكرا لك ، فقد حطمت نظرية العالم الحر وراعي حقوق الأنسان ، وأن منطق الغاب هو الواقع السائد ، وأن لا مكان للدبلوماسية والأخلاق والعقل في فض النزاعات ، ولكن العدل هو بالقوة الغاشمة التي نفتقر لها ، بعد أن صرفنا المليارات لأجل بنائها ، فأذا بأجمعها فضائية ، ولم تشفع لكم تخرصاتكم ولا عجرفتكم ازاء مجرد تلويح بالقوة من روسيا ، فوجدتكم تتوسلون بها .
شكرا لك ، فقد اثبت لأصجاب العقول السميكة ، أن الشيطان يتعلم من أمريكا ، التي سكتت عن تجاوزاتك وجعلت من نفسها خط رجعة لأي تجاوز أو خرق من الباب العالي !، رغم ارتباطنا معها بمعاهدة أمنية ، هللت لها حكومتنا وطبلت وزمرت واذا بها جوفاء لا تساوي بضع صفحات من حبر وورق ، فأصبحنا نواجه (ذئبية) هذا العالم المتمثل بكم ، لا نحمل سكينا ،كما قال شاعرنا مظفر النواب .
كل ذلك ، وحكومتنا تنبش في الأزبال ، باحثة عن دليل تورطكم مع (داعش) ، رغم الاف الصور والوثائق والشهادات ، لا لشيء سوى لرفع احتجاج مؤدب ، يقطر (حِنّية) ، الى الجلّاد الذي ذبحنا ! ، مجرد حبر على ورق ، كالأتفاقية الأمنية مع أمريكا ، وأيغالا في الأستخفاف بعقولنا وحياتنا ومأساتنا ، وابتلائنا بحكامنا ، قررتَ يا سيد اردوغان ، النفي مرارا !.
سيّد أردوغان ، تاريخكم مليء بالأنتهاكات واستعباد الشعوب وجرائم الأبادة العديدة وأحدها مجازر الأرمن ، بعد أن ركبتم الاسلام مطية ، وكان لي أمل ضعيف بدبلوماسية فاعلة ترفع صوتها وتحرّك تلك القضايا ، ولكن ، ثبت أن دبلوماسيتنا ميتة ، وأن (الغرب) قررالتغاضي عن تلك الجرائم ، فالأمر منوط بالمصالح ، حتى لو كان على حساب حياة الأنسان وكرامته .
شكرا لك فقد اثبتّ أن كل الأمم فخورة بتاريخها ، وتريد أحياءه حتى لو فرشوا الأرض جماجما كما فعل اسلافك العثمانيون ، الا نحن ، فنريد وأد تأريخنا بما فيه من علامات مضيئة .