18 ديسمبر، 2024 5:07 م

شكرا لفيروس كورونا!

شكرا لفيروس كورونا!

لكل الامور والمعضلات في الحياة جانب ايجابي، فهل يمكن لفيروس كوفيد19 الذي دمر الاقتصاد، وقتل الكثير من الناس ان يكون له جانب ايجابي؟
الجواب نعم، قام هذا الفيروس بعمل لم يتمكن من عمله لا الفلاسفة ولا علماء
الاجتماع ولا رجال الدين، ولم تتمكن من عمله كذلك منظمات المجتمع المدني التي كافحت للحد من الطبقية في مجتمعاتنا في شؤون الحياة والممات بدون جدوى.

مجالس العزاء

تحولت مجالس العزاء في السنوات الاخيرة الى عبأ ثقيل على اكتاف الفقراء ووسيلة للتباهي عند الآخرين، مبالغة الى درجة الاستهتار وضرب لكل المعايير القيمية والمجتمعية والدينية لصالح بدع اجتماعية جديدة. صدحت اصوات رجال الدين مطالبين الناس بإيقاف هذه المبالغات والنظر الى معاناة الفقراء والمعوزين بلا جدوى.

تمكنت الكورونا من وقف المزايدات والمبالغات على الاقل في مجالس العزاء فاصبح الغني والفقير سواء، ومن يقيم مجلس عزاء لا يحترم. لهذا اجبرت كثير من العوائل الكبيرة ان تقدم اعتذارها عن استقبال المعزين واكتفت بتقبل التعازي في وسائل التواصل الاجتماعي. وتمكنت كذلك من جعل الناس يسمون الاشياء بمسمياتها على سبيل المثال وصف سلوكيات المرضى الذين يخفون مرضهم ويخرجون من بيوتهم متسببين بمرض الاخرين وموتهم بالأنانية والنذالة. بعد أن أصبح اسم الرشوة شطارة.

ربما درس لنا جميعا.

سكتت شعوبنا عن الفاسدين والسياسيين الانتهازيين طويلا. فهم يعيشون كما يشاؤون ويفعلون ما يريدون دون اعتبار لاي رد فعل مجتمعي.
ماذا لو طبقنا نفس المبدأ الذي علمتنا اياه كورونا على السياسيين وحكم على السياسي الفاسد بالنبذ الاجتماعي ماذا ستكون النتيجة؟ ماذا لو اعتبرنا الفاسد والفساد فيروس كورونا؟ ويبقى السؤال ماذا بعد رحيل كوفيد19؟