23 ديسمبر، 2024 1:17 م

شكرا لجمهورية (جنوب أفريقيا)!

شكرا لجمهورية (جنوب أفريقيا)!

لأول مرّة في التاريخ تجد إسرائيل نفسها أمام ملاحقة قانونية دولية حقيقية!
وتتجه الأنظار، هذه الأيام، لمدينة لاهاي الهولندية، وقد تابع العالم في يومي الخميسوالجمعة 11/ 12 كانون الثاني/ يناير 2024 جلسات المحكمة الدولية المتعلقة بالجرائم ” الإسرائيلية” في غزة!

وقدمت جمهورية جنوب إفريقيا” مرافعةللمحكمة الدولية اتهمت فيها “إسرائيل” بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة، المُوَقِّعة عليها، لمنع ومعاقبة الإبادة الجماعية للعام 1948، وتتهمها بتعمد الإبادة الجماعية في غزة، وفشلها في منعها، وعدم معاقبتها للمسؤولين الذين يحرضون على الإبادة الجماعية!

وتحاول جنوب أفريقيا دفع المحكمة لاتخاذ إجراءات مستعجلة لإيقاف مجازر غزة، ووقف عرقلة تدفق الاحتياجات الإنسانية إليها قبل قرارها النهائي لأن غزة تفقد، يوميا، مئات الشهداء والجرحى، وعليه يفترض المسارعة في اتخاذ الإجراءات العاجلة لتلافي المزيد من الخسائر، وجميع هذه الخطوات تُعدّ ضربات قانونية وسياسية لإسرائيل!

ويعتبر تبرير “إسرائيل” بحضور أمام المحكمة الدولية للرد على ما أسمته “دحض الاتهامات السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني”!

هذا التبرير بحد ذاته يؤكد تهكمها بالقوانين الإنسانية الدولية، واستخفافها بقيمة الإنسان الفلسطيني!

وعليه كيف يمكنها تبرير جرائمها التي خلّفت أكثر من 24 ألف شهيد، وعشرة آلاف مفقود،وأكثر من 60 ألف جريح، ومليون ونصف مهجر داخل القطاع، غالبيتهم العظمى يعانون من المجاعة!

فهل جميع هذه الأفعال طبيعية وفقا للرؤية “الإسرائيلية“؟

وسبق “لإسرائيل أن تجاهلت قرارات مجلس الأمن الداعية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وتقديم المساعدات العاجلة لأهالي غزة!

وبرز الاستهتار “الإسرائيلي” عبر إسقاطها لمئات أطنان المتفجرات على المنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والجوامع والكنائس وكل شبر في غزة!

ويَلفّ الخطر المحدق كل متر من غزة، وكأن إسرائيل تريد محو القطاع وأهله من الوجود في جريمة بشعة لم نر مثيلا لها حتى في الحرب العالمية الثانية!

ورغم إننا في فصل الشتاء القارس في فلسطينإلا أن الفلسطينيين ينامون في العراء وفي خيام هزيلة، ويعانون من أزمات إنسانية قاتلة في المجالات الصحية، والإغاثية!

وتعاني غزة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وكأنهم في بقعة من الأرض مليئة بالموت والخوف والإرهاب، وكذلك الصمود والتحدي، بينما الغالبية العظمى من دول العالم صامتة!

وتسعى إسرائيل بجدية كبيرة لترهيب أي مسعى لتقديم المساعدات لغزة، وهذا الترهيب جزء من محاولاتها للانتقام من الفلسطينيين،وقتل المزيد من الأبرياء نتيجة المجاعة والحصار!

حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيلفي غزة اليوم، يفترض أن تُحاسب وتُعاقب عليها، وإلا فإن القانون الدولي الإنساني سيبقى بموقف هشّ، وسيتحول العالم لغابة كبيرة، يقتل القوي فيها الضعيف، وهذا المآل لا يليق بالإنسان!

ولا ندري ما ذنب الأطفال الذين كُتِبَ لهم النجاة بينما عوائلهم مُحِيت بالكامل من الوجود؟

ويبدو أن الأدلة المقدمة للمحكمة الدولية كانت أدلة جيدة، وتثير الإعجاب حقيقة!

وقال رونالد لامولا وزير عدل جنوب إفريقيا، إن إسرائيل أخفقت في الرد على ما تقدمنا به ومتمسكون بوقائع القانون والبراهين التي قدمناه“!

ولاحظنا دعما عربيا ودوليا وشعبيا للمحاكمة نتيجة الوحشية “الإسرائيلية” في غزة، وهي انطلاقة مهمة لإقامة العدل، ولو بشكل نسبي في العالم!

ومعلوم أن قرارات المحكمة الدولية لا يُبتّ بها بسرعة، ولكن الجانب المُلفت بالموضوع هو تسليط الضوء على الهمجية الإسرائيلية!

المحكمة الدولية أمام اختبار حقيقي في ضرورة استصدار قرار حازم وجازم ضد الكيان الصهيوني وقادته، وذلك من أجل الحفاظ على السلم العالمي، ومنع تنامي الإرهاب في الأرض!

dr_jasemj67@