إستلهم فكرته بحسب ما أسرني به من كم البوستات الهائل الذي يصله على الماسنجر ومعظمها لا قيمة موضوعية لها مشفوعة بـ ” إقرأها ثم أرسلها لعشرة أشخاص ” وبعضهم يضيف لها بعض التوابل لتصبح ” إن لم تفعل ذلك ستصاب بالجرب والجذام ، وإن فعلت فستحصل على أموال قارون وكلها كذب وخداع لايختلف شيئا عن كذب السياسيين وخداعهم المتواصل مذ أبصرنا وجوههم الكالحة “، عقد صاحبي العزم على أن يقلب المعادلة كليا ويحول – البوست الفاشل الى آخر ناجح كل ذلك في العالم الحقيقي لا الإفتراضي ، فكيف يكون ذاك ؟ ببساطة عن طريق كتابة عبارة ( اذا وصلتك الـ 25 ألف دينار فإشتر بها حصتين غذائيتين وإدفعها الى عائلتين فقيرتين متعففتين ثوابا ) وقرر أن يبدأ بنفسه فتوجه الى أقرب أسواق ثم إشترى الحصتين الغذائيتين ودفع الـ 25 المكتوب عليها بالقلم الرصاص العبارة اﻵنفة لعل صاحب المحل أو أي شخص تصله بعد ذلك يقوم بنفس الفعل وهكذا دواليك، كل من تصله الـ 25 الف دينار يشتري حصتين غذائيتين ويدفعهما الى عائلتين متعففتين وما أكثرهم ثوابا لوجهه تعالى ..شكرا لصاحب الـ 25 الف دينار على الفكرة لعلها تخفف من اﻵم اﻵخرين ومعاناتهم ولو بالحد اﻷدنى .
والشكر موصول من القلب ايضا لصاحب ” المطفأة المخصصة للإستخدام العام ” !
أطرق رأسه مليا ، سرح بذهنه بعيدا ، وهو يتابع عن كثب عديد الحرائق المؤسفة التي تتناقلها وسائل الإعلام يوميا وآخرها وليس أخيرها حريق حي العدل ، تلك الحرائق المروعة التي تندلع هنا وهناك فتأتي على اﻷخضر واليابس وتتسبب بعشرات الإصابات بين المواطنين فضلا عن تكبيدهم خسائر مادية جسيمة لايقوون على تعويضها علاوة على اﻵثار الجسدية والتشوهات الدائمية من جرائها ، حرائق بعضها بسبب التماس الكهربائي ، ومنها بسبب الغاز المترسب من الطباخات المنزلية سهوا وقسم منها بسبب المدافئ المنزلية ، أو بسبب سوء تخزين المواد القابلة للاشتعال ، ومنها بفعل فاعل ونحوها ، وفي معظم الحالات يستنجد المواطنون بحثا عن ” طفاية حريق ” بما يعرف بمطافئ الغاز المسال قريبة من موقع الحريق ولكن من دون جدوى ، وفي حال وجودها قريبا فهي في اﻷعم اﻷغلب لا تعمل ، أو إن ما بها من غاز ثاني أوكسيد الكاربون المضغوط الذي يعمل على عزل النيران عن اﻷوكسجين والتي عادة ما تستخدم لحرائق التماس الكهربائي والزيوت قد إنتهت مدة صلاحيته ( اذ إن المطلوب هو إعادة ملء القنينة كل 6 أشهر ) ، فقد طرأت بباله فكرة سارع الى تطبيقها حيث قام هذا المواطن الشريف بوضع مطفأة حريق على باب محله وكتب عليها (المطفأة للاستخدام العام ..أطفئ حرائق الناس في الدنيا تؤجر في اﻵخرة ) ولكي يكمل هذا الرجل جميله ومبادرته الإنسانية الطيبة فقد حرص على ملء” الطفاية ” قبل إنتهاء مدة صلاحيتها على حسابه الخاص دوريا ” حقا ما تزال الدنيا بخير وأصحاب المبادرات الخيرة والضمائر الحية في كل مكان ، فلاتحقرن من المعروف شيئا وأنت لاتدري بأي اﻷعمال الصالحة ستكون عاقبتك وخاتمتك الحسنة ﻷن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، فبادر وإصنع فكرة مماثلة تكون فيها قدوة حسنة لغيرك تصلح للتقليد خدمة للصالح العام ، وأنصح كل سائقي السيارات بأن تكون نيتهم في وضع مطافئ الحريق ليس شرطي المرور وغراماته ، وإنما ” بنية المساعدة في إطفاء حرائق السيارات على الطريق العام في حال إندلاعها أمام ناظريه فجأة ” حتى تكون نيته تلك بمثابة أجر دائم له وإن لم يطفئ بطفايته ولاحريق إطلاقا مع الحرص على ديمومة الطفاية وصيانتها بإستمرار لهذا الغرض وهنيالك يافاعل الخير . اودعناكم أغاتي